• امروز : سه شنبه - 25 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Tuesday - 14 May - 2024
0

الغرض من التبرّك

  • 18 شعبان 1440 - 18:27
الغرض من التبرّك

  إنّ الغرض من التبرّك يكمن في أمرين: 1. طلب الفيض المعنوي والنعم الإلهية التي قد ترد أحياناً من غير المجرى الطبيعي على الإنسان والتي أشرنا إلى نماذج منها في الصفحات السابقة. 2. لا ريب أنّ مودة النبي الأكرم ومحبّة أهل بيته الطاهرين وأصحابه الميامين من الدساتير الإلهية التي نطق بها القرآن الكريم ونزلت بها […]

 

إنّ الغرض من التبرّك يكمن في أمرين:

1. طلب الفيض المعنوي والنعم الإلهية التي قد ترد أحياناً من غير المجرى الطبيعي على الإنسان والتي أشرنا إلى نماذج منها في الصفحات السابقة.

2. لا ريب أنّ مودة النبي الأكرم ومحبّة أهل بيته الطاهرين وأصحابه الميامين من الدساتير الإلهية التي نطق بها القرآن الكريم ونزلت بها الآيات الشريفة، ولا ريب ـ أيضاً ـ أنّ هذه المودة وهذا الحب لابدّ أن يتجلّى بمظاهر معيّنة، ففي حياتهم (عليهم السلام) يتجلّى بما يقوم به التابعون المخلصون لهم، وأمّا بعد مماتهم فيتجلّى بصور أُخرى متنوّعة، أبرزها وأهمها إظهار الفرح والسرور في أيّام
مواليدهم، والحزن والأسى بمناسبة شهادتهم ورحيلهم من الدنيا، وتقبيل المشاهد التي يرقدون فيها، والأبواب والجدران التي شيّدت على قبورهم الطاهرة، ونحن إذا حلّلنا عمل المسلمين وقرأنا ما يكمن في تصرّفهم هذا نجد أنّهم لا يقبّلون الأبواب والجدران هياماً منهم بها وشوقاً إليها، بل أرواحهم ولهى وقلوبهم هائمة برسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته والصالحين من أنصاره وأتباعه ولكن بما أنّ أيديهم لا تصل إلى تلك الذوات الطاهرة التي هاموا بها لذلك يقبلون آثارهم وما يمت إليهم، ولسان حالهم كلسان حال مجنون ليلى حيث يقول:

أمرّ على الديار ديار ليلى * أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حبّ الديار شغفن قلبي * ولكن حبّ من سكن الديارا

صحيح أنّ أماكن الزيارة تتألّف ظاهراً من الأحجار والأخشاب والحديد و…، ولكن إظهار المحبّة الباطنية لها والتعلّق بها، يعكس الحب العميق والمودة الكبيرة التي تصل إلى حد الهيام والوله بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) ، وانّ تلك الأحجار والأخشاب ما اكتسبت قداستها إلاّ من إضافتها إليهم (عليهم السلام) ، فمن أحبّ شخصاً أحبّ كلّ ما يمتّ إليه بصلة وكأنّه حينما يرى تلك الآثار يرى محبوبه حقيقة.

ومن هنا انطلق المسلمون في التعامل مع آثار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ ما يمت إليه بصلة، فإنّ حبهم الشديد للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جعلهم يبحثون عن كلّ أثر من آثاره (صلى الله عليه وآله وسلم) من موضع قدم، أو لباس، أو قبر أو ساحة حرب، أو … فيسارعون إلى تلك الأماكن يحدوهم الشوق لرؤية تلك الآثار.

 


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=16587