• امروز : دوشنبه - 24 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 13 May - 2024
0

عقائد إبن تیمیة حول صفات الله سبحانه و تعالی

  • 20 ربيع الثاني 1440 - 0:42
عقائد إبن تیمیة حول صفات الله سبحانه و تعالی

إنّ أحمد بن تيمية كان شيخ الحنابلة بعد أبيه في عصره و احد ممیزات عقائدهم، التجسیم بالله سبحانه وتعالى. يرى هؤلاء القوم أنّ الله سبحانه وتعالى جسم كالأجسام الآدمية تماماً ، مستندين على حديث أبو هريرة الدوسي : « إنّ الله خلق آدم على صورته »[١]. يرويه أبو هريرة عن كعب الأحبار رأس اليهود وعالمهم. […]

إنّ أحمد بن تيمية كان شيخ الحنابلة بعد أبيه في عصره و احد ممیزات عقائدهم، التجسیم بالله سبحانه وتعالى.

يرى هؤلاء القوم أنّ الله سبحانه وتعالى جسم كالأجسام الآدمية تماماً ، مستندين على حديث أبو هريرة الدوسي : « إنّ الله خلق آدم على صورته »[١].

يرويه أبو هريرة عن كعب الأحبار رأس اليهود وعالمهم.

جاءنا بها بعض من ينقصهم الورع ، فقد زوَّروها وحوروها حتى صارت من جملة الأحاديث ، وخاصّة أنّ التوراة فيها ما يقرب من هذه الصيغة تماماً ( سنخلق بشراً على صورتنا يشبهها ).

وهذا صاحب صحيح مسلم يروي في كتابه ( التمييز ) عن بسر بن سعيد تلميذ أبي هريرة قوله : اتقوا الله وتحفَّظوا من الحديث ـ فوالله ـ لقد رأيتنا نجالس أبو هريرة فيحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم .. فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والحديث المتقدم له أصل صحيح وروايات واضحة إلا أنّها لا تتحدث عن الله سبحانه بل عن الإنسان ، كهذه الرواية : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرَّ برجل يضرب رجلاً وهو يقول: قبّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته » أي على صورة هذا الرجل المضروب ، أو الوجه الذي تضربه أو تسبه .. فإنّ آدم وجميع الأنبياء والأوصياء والأولياء خُلقوا على هذه الصورة المباركة .. فكيف نسوِّغ ضربها أو سبابها؟ والعرف لدينا يمنع ضرب الحيوان على وجهه فكيف بالإنسان؟

تأمل يا رعاك الله كم هو الفرق بين المفهومين والروايتين .. وكم هي الروايات المحوَّرة والمبتورة ، والمشبوهة التي اعتمدها المبطلون لتبرير أعمالهم أو التدليل على عقائدهم ، لأنّها بلا دليل معقول أو منقول ..

واليك ما يرويه الرَّحالة الشهير ابن بطوطة عن ابن تيمية في مسألة التجسيم ، هذه .. حكاية الفقيه ذي اللوثة ( المجنون ).

كان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية ـ كبير الشام ـ يتكلم في الفنون إلا أنّ في عقله شيئاً ، وكان أهل دمشق يعظِّمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر ، وتكلم بأمر أنكره الفقهاء.

قال : وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس ( شاهد عيان ) على منبر الجامع ويذكرهم ، فكان من جملة كلامه أنْ قال : إنّ الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من المنبر.

فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ، وأنكر ما تكلم به ، فقامت العامة إلى هذا الفقيه ( ابن تيمية ) وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً ، حتى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه لباسها ، واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة .. فأمر بسجنه وعزَّره ( أي جلده ) بعد ذلك [۲].

وهذه العقيدة الباطلة معروفة عنه ، وهو الذي سطّرها في كتابه ( الحموية الكبرى ) بقوله : إذا قال سائل : كيف ينزل ربّنا إلى السماء الدنيا؟ قيل له : كيف هو؟

فإذا قال : لا أعلم كيفيته .. قيل له : ونحن لا نعلم كيفية نزوله [۳].

ومنشأ ذلك من بعض الإسرائيليات التي حشوا بها كتب الحديث والسنن عن قصد أو دون قصد ، رغم تحذير الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والعلماء الأجلاء من هذه المصيبة التي نزلت على الإسلام والمسلمين من جرّاء ذلك ، كحديث أم طفيل التي تذكر فيه أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رأى ربّه في المنام في أحسن صورة ، شاباً موفوراً ، رجلاه في خضرة ، عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب.

أو أنّه كما في رواية أخرى : شاب أمرد وله نور يتلألأ ، وقد نهيت عن وصفه .. فسألت ربي أنْ يكرمني برؤيته ، وإذا هو كأنّه عروس حين كشف عن حجابه مستو على عرشه .. أو أنّه شيخ كبير بالسن ذو لحية بيضاء طويلة وأنّه يركب على حمار ، وينزل إلى السماء الدنيا ، وآخر يركبه على ذبابة أو بقَّة .. نستجير بالله من الضلال!!

حتى قال آخرهم : ألزموني ما شئتم ، فإنّي التزمه إلا اللحية والعورة ، وألَّف محمود التويجري المعاصر كتاب ( عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة ( الرحمن ) نعوذ بالله!

هذه عقيدة شيخ الإسلام السلفي ابن تيمية ، مجدد الدين ، وحامي السنّة والمدافع عن السلف الصالح ، وغير ذلك من الألقاب والأوسمة التي قلدوه بها ، وزينوا بها صدره ، ولكن اين هو غداً في الحساب ، عن تلك هي المسألة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[١] صحيح البخاري : ٧ / ١٢٥ ، و ( صحيح مسلم ) : ٨ / ٣٢.

[۲] رحلة ابن بطوطة : ص ٩٥.

[۳] الحموية الكبرى لابن تيمية : ص ٢٠


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=6102