الأمر الذي كان يشكّل أساس دعوة الأنبياء في جميع عهود الرسالة السماوية هو: دعوة البشر إلى عبادة (اللَّه الواحد) و الاجتناب عن عبادة غيره.
فالتوحيد في العبادة و تحطيم أغلال الشرك و الوثنية كان من أهم التعاليم السماوية التي تحتل مكان الصدارة في رسالات الأنبياء عليهم السلام حتى كأنّ الأنبياء و الرسل لم يبعثوا- أجمع- إلّا لِهدف واحد هو تثبيت دعائم التوحيد و محاربة الشرك.
لقد ذكر القرآن هذه الحقيقة- بجلاء- إذ قال:
«وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ» (النحل- 36).
«وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (الأنبياء- 25).
ثمّ في موضع آخر يصف القرآن الكريم التوحيد في العبادة بأنّه الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية إذ يقول:
«قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» (آل عمران- 64).
و إذا أردت أن تعرف كيف بيّن القرآن الكريم (الشرك) في العبادة أو جميع أقسامه و صور المشرك في فقده ما يعتمد عليه في حياته فتدبّر في الآية التالية إذ يقول تعالى:
«وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ»!! (الحج- 31).
و لا يستطيع أيّ تشبيه على ترسيم بطلان الشرك و ضياع المشرك و خيبته و حيرته بأوضح مما رسمته هذه الآية الكريمة
اساس دعوة الانبياء نبذ الشرك
الأمر الذي كان يشكّل أساس دعوة الأنبياء في جميع عهود الرسالة السماوية هو: دعوة البشر إلى عبادة (اللَّه الواحد) و الاجتناب عن عبادة غيره. فالتوحيد في العبادة و تحطيم أغلال الشرك و الوثنية كان من أهم التعاليم السماوية التي تحتل مكان الصدارة في رسالات الأنبياء عليهم السلام حتى كأنّ الأنبياء و الرسل لم يبعثوا- أجمع- […]