توحيد الله في صفاته عند مدرسة اهل البيت عليهم السلام

بحث علماء الكلام وائمه الفرق والمفسرون والفلاسفة واصحاب المذاهب هذه المسالة العقيديةالخطيرة بحثا معمقا وطويلا فتشعبت الاراء والاتجاهات في فهم وتفسير صفات الله سبحانه من هذه الاراء الشيعة الامامية والمعتزلة والاشاعرة والفلاسفة والكرامية وغيرهم.
وكانت اهم المسائل التي بحثت في هذاالمجال هي هل صفات الله سبحانه كالعلم والقدرة هي عين ذاته اوهي زائدة علي ذاته فهل هو عالم بعلم وقادر بقدرة وحي بحياة اولا؟
وقد اوضح الشيعه الامامية رايهم في هذه المسالة وتحدد هذا الراي في:ان صفات الله من العلم والقدرة والحياة هي عين ذاتة فلا نفي لصفاته ولاتشبيه بخلقه وفق ما حدده الامام جعفر بن محمدالصادق عليه السلام بقوله ان المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القران من صفات الله عزوجل فانف عن الله تعالي البطلان والتشبيه فلا نفي ولا تشبيه.
روي الحسين بن خالد قال سمعت علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول لم يزل الله تبارك وتعالي عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له:يا ابن رسول الله ان قوما يقولون انه عز وجل لم يزل عالما بعلم وقادا بقدرة وحيا بحياة وقديما بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر.
فقال عليه السلام من قال ذلك ودانبه فقد اتخذ مع الله الهة اخري وليس من ولايتنا علي شيء ثم قال عليه السلام لم يزل عزوجل عليما قارا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته تعالي عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا))(1)
وعن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام انه قال من صفتة القديم انه واحد احد صمد احدي المعني وليس بمعان كثيرة مختلفة قال:قلت: جعلت فداك يزعم قوم من اهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر ويبصربغير الذي يسمع قال :فقال:كذبوا والحدوا وشبهوا تعالي الله عن ذلك انه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع قال:قلت :يزعمون انه بصير علي ما يعقلونه قال فقال تعالي الله انما يعقل ما كان بصفة المخلوقين وليس الله كذلك(2)
ان هذه الافكار التوحيدية توكدنفي النقص والمشابهة بالخلق وتثبت له الوحدانیة والكمال بتنزيهه سبحانه عن صفات الخلق والامكان ووصفه كما وصف نفسه في كتابه المجيد ووضحته السنة النبوية وبيانات الائمة الهداة.
فان هذه الافكار التوحيدية والبنية العقيدية هي ليست روي انسانية ولا متبنيات فلسفية اخترعها الفلاسفة والعارفون من اتباع اهل البيت وانما هي بيان لمحتوى الكتاب والسنة وتاسيس عقلي ملتزم علي اسس تلك القواعد والمبادي التوحيدية.
فقد تشكلت بنية الشيعي للعقيدة الاسلامية وتبلورت صيغة كاملة للالوهية والربوبية والعبودية والوحدانية من خلال الفهم اللغوي والتامل العقلي الملتزم بالاسس والقواعد الواردة في الكتاب والسنة
——————————–
1- التوحید للشیخ الصدوق ص140
2-التوحید للشیخ الصدوق ص144