• امروز : پنج شنبه - 13 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Thursday - 2 May - 2024
0

أدلّة المانعين للحلف على الله بحقّ أوليائه الصالحين

  • 12 شوال 1440 - 10:23
أدلّة المانعين للحلف على الله بحقّ أوليائه الصالحين

  _ انّه لاحق للمخلوق على الخالق لقد تمسّك المانعون بهذا الدليل قائلين: «إنّ المسألة بحقّ المخلوقين لا تجوز، لأنّه لاحق للمخلوق على الخالق».[1] الجواب يمكن الرد على هذا النمط من الاستدلال بطريقين: الطريق الأوّّل: انّ هذا الاستدلال من قبيل الاجتهاد في مقابل النصّ، إذ من الواضح لكلّ من راجع القرآن الكريم والسنّة المطهّرة يجد […]

 

_ انّه لاحق للمخلوق على الخالق

لقد تمسّك المانعون بهذا الدليل قائلين: «إنّ المسألة بحقّ المخلوقين لا تجوز، لأنّه لاحق للمخلوق على الخالق».[1]

الجواب

يمكن الرد على هذا النمط من الاستدلال بطريقين:

الطريق الأوّّل: انّ هذا الاستدلال من قبيل الاجتهاد في مقابل النصّ، إذ من الواضح لكلّ من راجع القرآن الكريم والسنّة المطهّرة يجد عدداً من الآيات والروايات التي تحكي أنّ للمخلوق حقّاً في ذمّة الخالق، وهانحن نشير إلى نماذج من كلا المصدرين الأساسيّين:

القرآن الكريم والحقوق المذكورة

1. قوله تعالى: (وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ).[2]

2. وقوله تعالى: (وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرآن).[3]

3. وفي آية ثالثة: (كَذلِكَ حَقّاً عَلَيْنا نُنجِ الْمُؤْمِنينَ).[4]

4. وفي رابعة قال عزّ من قائل:(إِنّما التَّوْبَةُ عَلى اللّهِ لِلَّذِينَ يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَة).[5]

ومع وجود هذه الآيات كيف يسيغ الإنسان لنفسه السعي وراء التأويلات الباردة التي لا تنبع إلاّ من نظريات باطلة وتوهّمات لا أساس لها من الصحّة.

السنّة والحقوق المذكورة بالإضافة إلى ما سبق من الآيات الكريمة، هناك مجموعة كبرى من الأحاديث الشريفة في هذا المجال نقتطف منها بعض النماذج:

1. «حقّ على اللّه عون من نكح التماس العفاف ممّا حرّم اللّه».[6]

2. قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : «ثلاثة حقّ على اللّه عونهم: الغازي في سبيل اللّه، والمكاتب الذي يريدُ الأداء، والناكح الذي يريد التعفّف».[7]

3. «أتدري ما حقّ العباد على اللّه…».[8]

الطريق الثاني: صحيح انّه لا حق لمخلوق في ذمّة الخالق، لأنّ عباد اللّه لا يملكون شيئاً حتّى يكون لهم حقّ على اللّه تعالى، نعم، انّ المقصود من الحق ـ في تلك العبارات ـ هو الجزاء والمنزلة التي تفضل اللّه بها على عباده حيث منحهم هذا الحقّ مقابل طاعتهم وانقيادهم له سبحانه، فهو في الحقيقة مزيد من التفضّل والعناية واللطف منه تعالى، فهذا «الحق» الذي نقسم به على اللّه، حق جعله اللّه، لا أنّ العبد له حقّ على اللّه، وهذا مثل القرض الذي يستقرضه اللّه من عباده في قوله سبحانه:

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً).[9]

حقّاً انّ درك المعارف الإسلامية الحقة يحتاج إلى رؤية ثاقبة وبصيرة نافذة تستطيع الغور في الأعماق للحصول على الجواهر والدرر القرآنية والحديثية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كشف الارتياب:331، نقلاً عن القدوري.
[2] الروم:47.
[3] التوبة:111.
[4] يونس:103.
[5] النساء:17.
[6] الجامع الصغير للسيوطي:2/33.
[7] سنن ابن ماجة: 2/841.
[8] النهاية لابن الأثير: مادة «حق».
[9] البقرة:245.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=23077