• امروز : جمعه - 14 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 3 May - 2024
0

أفضل أعمال ليلة القدر

  • 23 رمضان 1440 - 14:09
أفضل أعمال ليلة القدر

  في سياق بيانه لنوافل ليالي شهر رمضان في المجلس الثالث والتسعين من كتاب « الأمالي » ، وبعد أن ذكر صلاة مِئَة ركعة لليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ، عاد شيخ المحدّثين ابن بابويه قدس سرهليقول : « ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل » [1] . يبدو أنَّ هذا المطلب مستمدّ من […]

 

في سياق بيانه لنوافل ليالي شهر رمضان في المجلس الثالث والتسعين من كتاب « الأمالي » ، وبعد أن ذكر صلاة مِئَة ركعة لليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ، عاد شيخ المحدّثين ابن بابويه قدس سرهليقول : « ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل » [1] .

يبدو أنَّ هذا المطلب مستمدّ من حديث تكلّم فيه النَّبي صلى الله عليه و آله إلى أبي ذرّ ، ذكر فيه بالتفصيل أفضلية العلم وتفوّقه على العبادة ، جاء في آخره : « يا أبا ذَرٍّ الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَك مِن عِبادَةِ سَنَةٍ صِيامِ نَهارِها وَقِيامِ لَيلِها » . [2] على أنَّ المدوّنات الروائية تضمّ بالإضافة إلى هذا الحديث عددا كبيرا من الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام [3] ، ممّا له دلالة على أنَّ طلب العلم يفوق العبادة ويرجّح عليها بمراتب ، لإضاءة هذه المسألة بالمزيد من الإيضاحات ، من الضروري الانتباه إلى الاُمور التالية :

أ ـ أيّ علم وأيّ عبادة ؟

حسبا للرّؤية الفقهية لعمليّة التّعلم خمسة احكام ، والتأمّل في نصوص الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادة يشير بوضوح ، أنَّ المقصود هو ترجيح التعلّم الواجب أو المستحبّ على العبادات المستحبّة [4] .

ب ـ دور العبادة في انبثاق نور العلم

للعبادات من منظور النصوص الإسلامية دورها الأساسي الّذي تنهض به في انبثاق نور العلم ودوامه [5] ، من هذا المنطلق لا تهدف الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادات تضعيف العبادة أو إنكار دورها الإيجابي الفاعل الّذي تقوم به إلى جوار العلم ، وإنّما تبتغي التركيز على تقارن العبادة مع العلم وأنّهما توأمان ، ومن ثَمَّ فهي تأتي في سياق التحذير من العبادة الجاهلة الّتي لا يسندها العلم ، فمثل هذه
العبادة لا قيمة لها ، ليس ذلك وحسب ، بل هي منشأ للخطر أيضا .

ج ـ سيرة أهل البيت

دراسة السيرة العملية لأهل البيت عليهم السلام في ليلة القدر ، وتأمّل اهتمامهم الفائق بالعبادة والذكر في اللّيالى التّاسعة عشرة والحادية والعشرين والثّالثة والعشرين وملاحظة التعاليم الّتي عرضوها ، والوصايا الّتي تركوها من أجل تحقيق أقصى حالات الانتفاع من هذه اللَّيالي ؛ كلّها عوامل تدلل بوضوح على ضرورة إحياء هذه اللَّيالي في التّوجّه إلى العبادة والتّضرّع والذكر والأنس باللّه سبحانه ، ما خلا بعض الموارد الاستثنائية . على أنَّ هذا لا يعني تعذّر تخصيص جزء من ليلة القدر للتأليف  ، أو تبيين المعارف والعلوم لما يؤدّي إلى رقي المستوى المعرفي والعلمي للناس ، إنّما المقصود هو التنبيه لعدم الغفلة عن بركات الأنس مع اللّه والانغمار في لذّة التّضرّع بين يديه سبحانه ، بذريعة الاستناد إلى روايات ترجيح العلم على العبادة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1_مستند العروة الوثقى « كتاب الصوم » : ج 2 ص 116 .
[2] جامع الأخبار : ص 109 ح 195 ، بحار الأنوار : ج 1 ص 203 ح 21 .
[3] راجع : العلم والحكمة في الكتاب والسنة : ص 218 « فضل طلب العلم على العبادة » .
[4] لتوضيح هذه النقطة والّتي تليها أكثر ، راجع : العلم والحكمة في الكتاب والسنة : ص 223 « تنبيهات حول فضل العلم على العبادة » .
[5] راجع : العلم والحكمة في الكتاب والسنة : ص 145 ـ 154 «مبادئ الإلهام » .


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=20930

اخبار المتشابه