• امروز : جمعه - 14 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 3 May - 2024
0

تحديد ليلة القدر

  • 23 رمضان 1440 - 13:46
تحديد ليلة القدر

  على ضوء ما يسجّله القرآن من جهةٍ بقوله : « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ » [1] ، وما ينصّ عليه من جهة اُخرى بقوله : « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » [2] فإنَّ مقتضى الجمع بين الآيتين ، هو أنَّ ليلة القدر في شهر رمضان حتما ، ولكن مع ذلك هناك اختلافات فاحشة في روايات أهل السنّة […]

 

على ضوء ما يسجّله القرآن من جهةٍ بقوله : « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ » [1] ، وما ينصّ عليه من جهة اُخرى بقوله : « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » [2] فإنَّ مقتضى الجمع بين الآيتين ، هو أنَّ ليلة القدر في شهر رمضان حتما ، ولكن مع ذلك هناك اختلافات فاحشة في روايات أهل السنّة لتحديد اللّيلة الّتي هي ليلة القدر من بين ليالي شهر رمضان ، على النحو الّذي لا يمكن الجمع بينها [3] أمّا ما جاء بشأن تحديدها من روايات عن طريق أهل البيت [4] ، فيكمن تقسيمه إلى خمس مجاميع ، كما جرت على ذلك منهجية الكتاب ، هي : المجموعة الاُولى : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ ليلة القدر في العشر الأُخَر من شهر رمضان [5] . المجموعة الثانية : الروايات الّتي تدلّ على تحرّيها في إحدى الليالي الثلاث : التاسعة عشرة ، الحادية والعشرين ، والثالثة والعشرين [6] . المجموعة الثالثة : الروايات الّتي تدلّ على أنّها في إحدى ليلتين : الليلة الحادية والعشرين ، أو الثّالثة والعشرين [7] . المجموعة الرابعة : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليلة الثالثة والعشرين ، هي ليلة القدر على التحديد [8] . المجموعة الخامسة : الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليالي الثلاث : التّاسعة عشرة ، والحادية والعشرين والثّالثة والعشرين ، لكلّ واحدة منها دورها الّذي تنهض به في تحديد مقادير الإنسان وتقرير مصيره واُموره ، ولكن الدور الأساسي والأخير منوط بليلة الثّالثة والعشرين [9] . إنَّ التأمّل مليّا في هذه المجموعات الخمس الّتي أشرنا إليها ، يدلّل ليس على غياب التعارض فيما بينها وحسب ، بل يشير أيضا إلى تعاضدها وأنَّ بعضها يؤيّد بعضا ، وتوضيح : أنَّ ليلة القدر من منظور أحاديث أهل البيت عليهم السلام ـ ومعها قدر لا يُستهان به من أحاديث أهل السنّة ـ هي : الليلة الثّالثة والعشرون من شهر رمضان . وقد قال شيخ المحدّثين ابن بابويه ( ت 281 ق ) : « اتّفق مشايخنا رضي الله عنهم [ في ليلة القدر ] على أنّها الليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان » . [10] أمّا حثّ روايات المجموعة الاُولى والثانية والثالثة وتركيزها على إحياء العشر الأُخَر من شهر رمضان ، والمثابرة فيها على الأعمال الصالحة لدرك فضيلة ليلة القدر ، وكذلك ما أوصت به من إحياء الليالى التاسعة عشرة والحادية والعشرين والثالثة والعشرين أو الليلتين الحادية والعشرين والثّالثة والعشرين كما في بعضها الآخر ؛ فإنَّ ذلك كلّه يعود إلى الأمرين التاليين : أوّلاً : أن يحقّق المسلمون منافع أكبر من إحياء ليالي شهر رمضان ويكون لهم أوفر نصيب من هباتها وعطاياها ، ولذا جاء في نص روائي عن سرّ ستر ليلة القدر وتغييبها بين اللّيالي : « أنَّ اللّه َ إنَّما يَستُرُها عَنكم نَظَرا لَكم » . [11] وثانيا : أنَّ ليلة القدر وإن كانت هي الليلة الثّالثة والعشرين ، إلاّ أنَّ ذلك لا يعني غياب دور اللّيلتين التّاسعة عشرة والحادية والعشرين تماما ، بحيث ليس لهما مطلقا أي دور تؤدّيانه على صعيد تحديد مقادير الإنسان وتقرير مصيره .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] البقرة : 185 .
[2] القدر : 1 .
[3] راجع : الدرّ المنثور : ج 8 ص 571 ـ 583 .
[4] يلاحظ ممّا أوردناه في كتاب : شهر اللّه في الكتاب والسنّة ص 419 ـ 428 ، وجود التوافق بين بعض روايات أهل السنّة وروايات أهل البيت عليهم السلام .
[5] راجع : ص 215 (أيّ ليلة هي؟ / في العشر الأواخر) .
[6] راجع : ص 215 (أيّ ليلة هي؟ / ليلة ثلاث وعشرين ، وإحدى وعشرين ، وتسع عشرة) .
[7] راجع : ص 216 (أيّ ليلة هي؟ / ليلة ثلاث وعشرين ، وإحدى وعشرين) .
[8] راجع : ص 216 (أيّ ليلة هي؟ / ليلة ثلاث وعشرين) .
[9] راجع : ص 217 (أي ليلة هي؟ / دور ثلاث ليالِ في التقدير) .
[10] الخصال : ص 519 ح 7 ، بحار الأنوار : ج 97 ص 16 ح 31 .
[11] شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 154 ؛ بحار الأنوار : ج 97 ص 5 ح 6 .


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=20911

اخبار المتشابه