• امروز : سه شنبه - 25 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Tuesday - 14 May - 2024
0

مباهاة الله لنبيه بفاطمة الزهراء (ع)

  • 25 جمادى الأولى 1440 - 16:45
مباهاة الله لنبيه بفاطمة الزهراء (ع)

  احتلت سورة الكوثر مساحة واسعة من المرتكز الاسلامي الذي يؤكد أن المقصود من الكوثر هو فاطمةعليها السلام، فانّ مقتضى سياق الآية في مقابل الشانيء الذي هو ابتر لا ذرية له، بخلاف النبي صلى الله عليه وآله فانّ له الكوثر أي الذرية الكثيرة وهي فاطمةعليها السلام وما يحصل من ذريتها، ومقتضى المقابلة هو في كثرة […]

 

احتلت سورة الكوثر مساحة واسعة من المرتكز الاسلامي الذي يؤكد أن المقصود من الكوثر هو فاطمةعليها السلام، فانّ مقتضى سياق الآية في مقابل الشانيء الذي هو ابتر لا ذرية له، بخلاف النبي صلى الله عليه وآله فانّ له الكوثر أي الذرية الكثيرة وهي فاطمةعليها السلام وما يحصل من ذريتها، ومقتضى المقابلة هو في كثرة الذرية، وإلا لإختلّت المقابلة، والاثبات والنفي لم يردا على شيء واحد، وهذا لا ينافي تأويل الكوثر بأنه نهر في القيامة يسقي به النبي صلى الله عليه وآله أمّته فالكلام في مورد نزول الآية، وقد ذهب الى ذلك الفريقين.

قال العلّامة الطبرسي في تفسير جوامع الجامع لقوله تعالى:«إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ»
قال: هو كثرة النسل والذرية، وقد ظهر ذلك في نسله من ولد فاطمة عليها السلام اذلا ينحصر عددهم، ويتصل بحمد الله الى اخر الدهر عددهم، وهذا يطابق ما وردفي سبب نزول السورة وهو أن العاص بن وائل السهمي سمّاه الابتر لمّا توفي ابنه عبدالله وقالت قريش: ان محمداً صلبور فيكون تنفيساً عن النبي صلى الله عليه وآله ما وجد في نفسه الكبيرة من جهة فعالهم وهدماً لمحالهم [1].

وقد ذهب الى ذلك الفخر الرازي بقوله: الكوثر اولاده صلى الله عليه وآله لأن
هذه السورةنزلت رداً على من عابه بعدم الاولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلًا يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من اهل البيت ثم العالم ممتلى منهم ولم يبق من بني أمية في الدنياأحد يُعبأ به [2].

وبالفعل فانّ الاحصائيات تشير الى أن سدس سكان المغرب العربي مثلًا هم من بني فاطمةعليها السلام من السادة الحسنيين أي بنسبة خمسة ملايين من مجموع ثلاثين مليوناً.

وهذا أظهر مصاديق الكوثر المشار اليه في الآية الكريمة، اذ ذلك العطاء كان بمقتضى شكره صلى الله عليه وآله لربّه واقامة الصلاة والدعاء والثناء عليه تعالى، ولا يخفى ارتباط حقيقة النهر المسمّى بالكوثر بها سلام الله عليها، لأن بين التأويل والظاهر دوام ارتباط.

ولا يخفى أن المباهاة بها عليها السلام من قبل الله تعالى لنبيّه على عدوه، يعطي دلالات لحجيتها، اذ الآية في مقام بيان كرامة النبي صلى الله عليه وآله عند الله تعالى وكرامته هذه مقرونةبحيازته صلى الله عليه وآله لأفضل مخلوق وصفه الله تعالى بالكوثر- أي الخير الكثير- ولا تتمذلك إلا بكون مورد المباهاة من الخير المطلق الكامل التام.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير جوامع الجامع للعلامة الطبرسي: 553، الطبعة الحجرية ..
[2] تفسير الفخر الرازي 16: 118، دار الفكر بيروت ..


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=8979