• امروز : یکشنبه - 9 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Sunday - 28 April - 2024
2

الجانب النوري و الشخصية الروحية للزهراء(عليها السلام)‌

  • 21 جمادى الآخرة 1440 - 14:00

  إن التعريف بالجهات التكوينية للزهراء (عليها السلام) يفوق فهمنا البشري، و أما الأوصاف التي جاء ذكرها في مضامين أحاديث العترة المعصومة(عليهم السلام) فلا يمكننا إلا سردها تيمنا و تبركا في هذه الصفحات، لأنّنا لا نستطيع فهم و استيعاب الأسرار و الرموز الكامنة فيها. و إننا حينما نمعن النظر في خلقة الزهراء(عليها السلام)، نجد أن نورها خلق منذ […]

 

إن التعريف بالجهات التكوينية للزهراء (عليها السلام) يفوق فهمنا البشري، و أما الأوصاف التي جاء ذكرها في مضامين أحاديث العترة المعصومة(عليهم السلام) فلا يمكننا إلا سردها تيمنا و تبركا في هذه الصفحات، لأنّنا لا نستطيع فهم و استيعاب الأسرار و الرموز الكامنة فيها.

و إننا حينما نمعن النظر في خلقة الزهراء(عليها السلام)، نجد أن نورها خلق منذ أربعين ألف عام قبل خلق آدم و سائر الخليقة، و أن الأشباح الخمسة كانت تسبّح اللّه عز و جل و تقدّسه في أعلى عليين، و أن الزهراء (عليها السلام) كانت تخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) بما كان و ما يكون و ما سيكون إلى يوم القيامة، و أنها كانت تتكلم و هي في بطن أمها، و كان يأتيها طعام من الجنة بمشيئتها و هي في محراب عبادتها. و ورد أنها حينما غضبت اهتزت أرض المدينة و انقلعت أعمدة المسجد من مكانها، و ورد أنها بعد استشهادها و تغسيلها و تكفينها أخرجت يداها من كفنها و ضمّت الحسنان إلى صدرها، ثم أنّت من أعماق قلبها.

و ليس لنا بالنسبة إلى هذه الأمور إلا أن نرجع تبيين حقيقتها إلى اولى العلم و ولاة الأمر، و ننتظر ظهور الحجة مهدي آل محمد (عليه السلام)ليبين لنا الحقائق و يوضح لنا حقيقة الأمر ببيان تستوعبه نفوسنا.

الشخصية الاجتماعية للزهراء (عليها السلام)‌

إن شخصية الزهراء الاجتماعية لم تبيّن على حقيقتها كما هي، و لكن مع ذلك فالمقدار الذي ذكر قد نال إعجاب المؤالف و المخالف، فقرؤوا ذلك و أصغوا إليه في الاجتماعات و المحافل و لهجت الألسن بمدحه و تمجيده.

و في الحقيقة إن ميزان معرفتنا لمنزلة الزهراء(عليها السلام) و مكانتها أو مقدار تكريمنا لها حين معرفتنا لحالاتها و فضائلها الظاهرية، انما هو بمقدار مستوانا العلمي و المعرفي و بمقدار و عينا لهذه المسألة، و إلا فأنّى للقطرة بالبحر الكبير و أين الثريا من الثرى و كيف تشاهد الحوراء بعين عوراء.

و إن أبحاثنا لا تعني أننا قد استوعبنا فهم شخصيتها أو قد أدينا حقها؛ لأننا لا نرى سوى الأمور الظاهرية من حياة الزهراء (عليها السلام)و نرى من قبيل أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان يقوم لها من مكانه حين قدومها ثم يقبّل يدها.

أما فهم حقيقة عظمة الزهراء (عليها السلام)فهو خارج عن نطاق وسعنا، و لا يمكننا معرفة المستوى التكاملي الذي نالته الزهراء (عليها السلام) و الذي جعل سيد البشر و سيد المرسلين الذي هو هدف الوجود أن يقوم من مقامه إجلالا و تعظيما لها.

و أما الجانب الآخر الذي أحببنا أن نشير إليه من حياة الزهراء (عليها السلام) الاجتماعية هو صبرها و هو صبر لا يمكننا الإحاطة به أبدا، لأن الزهراء (عليها السلام) قالت في هذا المجال: «صبّت عليّ مصائب لو أنها صبّت على الأيام صرن لياليا».

كما أنها أيضا عدّت من البكّائين الخمس في العالم، و كان بكاؤها على أثر الكبت و الجور الذي لاقته (عليها السلام) مدة خمسة و سبعين يوما بعد وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و لهذا لا يتمكن أحد أن يدرك فداحة هذه المصائب، سوى أننا نستطيع أن نتصور مدى عظمة هذه الشخصية الفذة التي صمدت إزاء هذه المصائب الهائلة فحسب، و أما حقيقة الأمر فعلمه عندها (عليها السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل  ج1  ص : الی12الی14


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=11265

اخبار المتشابه