• امروز : سه شنبه - 25 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Tuesday - 14 May - 2024
0

فاطمة عليها السلام وحجّيتها لدين الاسلام

  • 25 جمادى الأولى 1440 - 9:57
فاطمة عليها السلام وحجّيتها لدين الاسلام

  تُعد آية المباهلة من أهم الآيات التي أثبتت حجية فاطمةعليها السلام، اذ هذه الآية كانت مقام الفصل بين حقانية الدين الاسلامي ونسخ غيره من الأديان. فالنصارى الذين احتج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بكل حجة لم يذعنوا في الظاهر، وتمادوا في تشكيكهم وتكذيبهم لدعوة النبي صلى الله عليه وآله ولم يملكوا إلا […]

 

تُعد آية المباهلة من أهم الآيات التي أثبتت حجية فاطمةعليها السلام، اذ هذه الآية كانت مقام الفصل بين حقانية الدين الاسلامي ونسخ غيره من الأديان.

فالنصارى الذين احتج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بكل حجة لم يذعنوا في الظاهر، وتمادوا في تشكيكهم وتكذيبهم لدعوة النبي صلى الله عليه وآله ولم يملكوا إلا الاذعان لمادعاهم النبي صلى الله عليه وآله للتباهل الى الله تعالى ليلعن الكاذب، ولم يجد النصارى بداً من القبول بذلك، حتى اذا أراد النبي صلى الله عليه وآله مباهلتهم علموا صدق النبي صلى الله عليه وآله بالخروج بالمباهلة بنفسه وأهل بيته، مما دعى النصارى الى التسليم لصدق دعوته واذعانه ماليه، قال تعالى:《فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ 》 [1].

أخرج السيوطي في الدر المنثور عن جابر قال:» قدم على النبي صلى الله عليه وآله العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا: أسلمنا يا محمد قال: كذبتما ان شئتما أخبرتكما بمايمنعكما من الاسلام، قالا: فهات قال: حبّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزيرقال جابر: فدعاهما الى الملاعنة، فدعواه الى الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم ارسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له فقال: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً قال لجابر: فيهم نزلت «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ … «الآية قال جابر:» أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ «رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي، و» أبناءنا «الحسن والحسين، و نساءنا «فاطمة»[2].

وروى ذلك السيوطي بعدة طرق.

وأخرج الحاكم النيسابوري في شواهد التنزيل القصة في تسع طرق [3].

وروى ذلك ابن كثير في تفسيره عن جابر [4].

فمباهلة النبي صلى الله عليه وآله بعلي وفاطمة والحسن والحسين يعني احتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجة على صدق دعوة النبي وبعثته. كما انّ المباهلةتعني بحسب ماهيتها أن النبي صلى الله عليه وآله جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته، ممايعني أن مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجيتهم ومقامهم، مشيرة الى وجود تعاضد وتقاسم بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله كما يفيد ذلك حديث المنزلة الذي رواه الفريقان، عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي:«أنت منّي بمنزلة هارون منموسى ألا أنّه لا نبي بعدي » [5] فمنزلته عليه السلام بمنزلة هارون، وصفٌ لحجيته ومشاركته في دعوته كما شارك هارون موسى في دعوته، فهذه المقاسمة والمشاركة في المنزلة دليل حجيته عليه السلام كما أن مشاركة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في المباهلة مع النبي صلى الله عليه وآله دليل حجيتهم ومشاركتهم معه عليهم السلام في تبليغ صدق بعثته صلى الله عليه وآله هذا ما تبينه آية المباهلة من مقام فاطمة عليها السلام وحجيتها كذلك.

فهذه مقامات يمكن متابعتها في اصطلاحات القرآن تفسّر مقام الزهراءعليها السلام وأنها بنص القرآن حجة من حجج الله تعالى في مصاف الانبياء والرسل.

وما روي عن ابي جعفرعليه السلام في حجية فاطمةعليه السلام قوله:» ولقد كانت فاطمةعليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش، والانبياء والملائكة « [6].

فتحصّل أن مؤدى آية المباهلة هو بنصب الله تعالى فاطمةعليها السلام حجة على حقانية الاسلام ونبوّة نبيّه وشريعته، لاحتجاجه تعالى بها على النصارى وأهل الكتاب، فلم يحصر تعالى الحجية على الدين بالنبي صلى الله عليه وآله، بل جعل الخمسة كلهم حجة على دينه، ومقتضى هذا الاحتجاج منه تعالى أن متابعة علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام للنبي صلى الله عليه وآله وتصديقهم به هو بنفسه دليل على صدق النبي صلى الله عليه وآله ورسالته، نظير قوله تعالى« كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ » [7] حيث جعل شهادة من عنده علم الكتاب دليل على صدق النبي صلى الله عليه وآله من سنخ شهادةمعجزة القرآن التي هي شهادة الله لنبيّه والآية من سورة الرعد المكية نزولًا النازلةفي علي، حيث لم يسلم من أهل الكتاب في مكة أحد، بل لا يخفى على اللبيب الفطن أن من عنده علم الكتاب شامل للمطهرين في شريعة الاسلام وهم أصحاب آية التطهير، لأنهم هم الذين يمسون الكتاب المكنون كما أشارت اليه سورة الواقعةوتقدم مفصلًا فمنه يعلم أن قوله تعالى« وكفى بالله شهيداً» مفادها هو مفاد آيةالمباهلة في كونها حجة على بعثة الرسول صلى الله عليه وآله، وهذا المعنى هو الذي يشير اليه مارواه الواقدي أن علياًعليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله كالعصا لموسى واحياء الموتى لعيسى [8].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] آل عمران: 61 ..
[2] الدر النثور للسيوطي 2: 230.
[3] شواهد التنزيل 1: 155.
[4] تفسير ابن كثير 1: 484.
[5] ذخائر العقبى: 63 ..
[6] عوالم العلوم: 190 وفي دلائل الامامة: 30.
[7] الرعد: 43 ..
[8] الفهرست لابن النديم الفن الاول من المقالة الثالثة: 111 ..


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=8967