• امروز : دوشنبه - 10 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 29 April - 2024
2

مقومات مذهب ابن تيمية

  • 21 ذو القعدة 1440 - 10:25
مقومات مذهب ابن تيمية

  هذه جملة نصوص لابن تيمية من تنظيراته لمذهبه، وسيأتي عدد آخر منها، ويكفي لكشف التجسيم فيها أن نسجل هنا النقاط التالية: أولاً: يرفض ابن تيمية تفويض تفسير الصفات إلى الله تعالى لأنه (من شر أقوال أهل البدع والإلحاد) وكأن الإمتناع عن تفسير (وجه الله ويد الله) يعني في ذهنه إنكار وجود الله عز وجل!! […]

 

هذه جملة نصوص لابن تيمية من تنظيراته لمذهبه، وسيأتي عدد آخر منها، ويكفي لكشف التجسيم فيها أن نسجل هنا النقاط التالية:

أولاً: يرفض ابن تيمية تفويض تفسير الصفات إلى الله تعالى لأنه (من شر أقوال أهل البدع والإلحاد) وكأن الإمتناع عن تفسير (وجه الله ويد الله) يعني في ذهنه إنكار وجود الله عز وجل!!

ثانياً: يوجب ابن تيمية حمل صفات الله تعالى الواردة في القرآن والسنة على ظاهرها الحقيقي في اللغة أي المعنى المادي الحسي، ويرفض حملها على المجاز، لأنه لا مجاز في القرآن والحديث!

ثالثاً: الله تعالى في مذهبه، موجود فوق العالم ليس فوقه شئ إلا الهواء كما سيأتي منه، ولكن تحته شئ هو هذا العالم (ولم يقل تحتك) وهو موجود على عرشه وربما ينزل إلى العالم، وهو يرى بالعين لأن الرؤية لا تتوقف (إلا على أمور وجودية فيكون الموجود الواجب القديم أحق بها من الممكن المحدث). وقد ذكر دليلاً على استغناء الله تعالى عن العالم يضحك حتى عوام الناس، وهو أن وجود كل عالٍ مستغنٍ عن وجود ما هو أسفل منه!!

فأغصان الشجرة عنده مستغنية عن جذعها، والطابق الأعلى مستغن عن الأسفل!!

رابعاً: نزول الله تعالى إلى العالم وإلى سمائنا الدنيا عند ابن تيمية نزول بذاته فقد قال (وتفسير النزول بفعل يقوم بذاته هو قول علماء أهل الحديث…) ويضاف إلى ذلك شهادة ابن بطوطة في رحلته، فيكون النزول عنده نزولاً حسياًلموجود مادي! ولا يبقى قيمة لعباراته التي حاول فيها التخلص من ذلك.

خامساًً: دافع ابن تيمية عن مذهبه بأنه ليس تشبيهاً لله تعالى بخلقه، لأنه قال له وجه حسي ولم يقل كوجه الإنسان أو غيره، وقال له يد حسية ولم يقل كيد الإنسان أو غيره وذلك كاف عنده للخروج عن تهمة التشبيه!

ثم خرج عن التشبيه احتياطاً بأمر آخر فقال نحمل النصوص على ظاهرها الحسي ونقول (الظاهر اللائق بالله تعالى) وليس على ظاهرها غير اللائق!

سادساً: ثم تقدم ابن تيمية خطوة جريئة في إثبات التشبيه فقال (هب أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس تشبيهاً، فهذا المعنى لا ينفيه عقل ولا سمع، وإنما الواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية) لا أكثر!

ويقصد بذلك أن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة إنما نفت عن الله تعالى الند والشريك والمثل والكفء، ولم تنف عنه الشبيه الذي نفاه من فسر قوله تعالى (ليس كمثله شئ) وهم أكثر المسلمين من الشيعة والسنة والفلاسفة والمعتزلة، فلا مانع أن ننفي عنه تعالى المثل الذي نفته النصوص، ولا ننفي عنه تشبيهه بخلقه!! فما المانع أن يكون شبيها بخلقه ما دام هو لم ينف ذلك؟!!

وهكذا يجاهر ابن تيمية بأن قوله تعالى (ليس كمثله شئ) يعني نفي المثلية فقط! ولا يعني نفي الشبيه، فإن لله شبيها عنده هو آدم… وشبيهاً آخر هو.. ابن تيمية!!

سابعاًً: وإذاناقشته بأنك عندما تنفي التأويل والتفويض وتصر على التفسير بالظاهر، فلا معنى لذلك إلا أنك تقول بالتجسيم، فيقول لك (وعامة المنتسبين إلى السنة وأتباع السلف يبطلون تأويل من تأول ذاك بما ينفي أن يكون هو المستوي على العرش الآتي، لكن كثيراً منهم يرد التأويل الباطل ويقول: أو مما يكتم تفسيره).

وهكذا يقرر ابن تيمية أن تشبيه الله تعالى بخلقه لا مانع منه، والتفسير بالتجسيم يجب أن يكتم!!

وأن معبوده موجود في منطقة فوق السماء التي نراها، وأنه وجود مادي جالس على العرش، وأنه متناه من جهة تحت، أما من جهة فوق فليس فوقه شئ إلا الهواء! وأنه يتحرك وينزل بذاته إلى الأرض!

ولا يقول إنه يصعد كما قال أستاذه ابن خزيمة.. إلى آخر مقولاته الغريبة تعالى الله وتقدس عنها!


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=27341