• امروز : پنج شنبه - 3 خرداد - 1403
  • برابر با : Thursday - 23 May - 2024
0

التوسّل بالصالحين في الأدب العربي

  • 24 رجب 1440 - 10:07
التوسّل بالصالحين في الأدب العربي

  قد أنشد الأُستاذ محمد الفقي قصيدته المعروفة بالفيوضات الربانيّة في الزيارة والتوسل بخير البرية سنة 1378هـ /سنة 1959 م، نأتي بتمامها هنا، وهي: حسب القوافي وحسبي حين أهديها * إلى المسامع أنّ الحب يمليها سجلتُ من عبرات العين أسطرها * وصغت من مهجتي الحرّى معانيها فعبَّرت عن أحاسيسي مقاطعها * وترجمت عن صباباتي قوافيها […]

 

قد أنشد الأُستاذ محمد الفقي قصيدته المعروفة بالفيوضات الربانيّة في الزيارة والتوسل بخير البرية سنة 1378هـ /سنة 1959 م، نأتي بتمامها هنا، وهي:

حسب القوافي وحسبي حين أهديها * إلى المسامع أنّ الحب يمليها
سجلتُ من عبرات العين أسطرها * وصغت من مهجتي الحرّى معانيها
فعبَّرت عن أحاسيسي مقاطعها * وترجمت عن صباباتي قوافيها
وما تحلت بأوزان وقافية * لكنّها حكم تسمو بتاليها
أضفت على الكون فيضاً من أشعتها * وقد تجلّى جلال المصطفى فيها
تألّقت بسجاياه فرائدها * وأشرقت بمعانيه حواشيها
وأسفرت عن دراريه مباسمها *** فافْتَرَّ ثغرُ الأماني عن دراريها
حوت من الحب آيات مفصلة * توحي إلى النفس روحاً من تناجيها
سما بها القلب في أسمى منازله * وماست الروح في أبهى مجاليها
وفارت النفس بالأشواق هاتفة * يميتها الشوق أحياناً ويحييها
لا تعذلوها إذا لاقت منيتها * فالموت في الحب من أسمى أمانيها
(لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده * ولا الصبابة إلاّ من يعانيها)
يا راكبي الريح بسم اللّه مسبَحُها * وراكبي الفلك بسم اللّه مجريها
دعاكم اللّه فاخترتم ضيافته * وطابت الدعوة العظمى و داعيها
حسبكم أن (إبراهيم) وجهها * في سورة الحجّ للدنيا وأهليها
فاستقبلوا من رياض الخلد بهجتها *** ومتَّعُوا النفس في أبهى مغانيها
لقد قصدتم رحاباً طاب موردها * وقد جنيتم ثماراً فاز جانيها
فنلتُمو من رضاء اللّه منزلة * أنستكمُ الأهل والدنيا وما فيها
وما وصلتم إلى ساحات كعبتكم * إلاّ ظفرتم بفضل اللّه حاميها
يا من نزلتم بهذا الحي حسبكمُ * أنّ السعادة حققتم دواعيها
قلوبكم في رياض الأنس رائعة * تفيض بالشكر تقديساً لباريها
وما نظرتم لها إلاّ وأعينكم * من فرحة الشوق قد فاضت مآقيها
يا حسنها جنة طابت مواردها * فليس في الكون من روض يدانيها
تشرفت بنزول الوحي ساحتها * وأشرقت ببقاء المصطفى فيها
يا خاتم الرسل قد يممت روضتكم *** في لحظة من حياة العمر نبغيها
فيها المصافاة إلاّ أنّها مدد * وما المصافاة إلاّ في تناجيها
إنّي لأطمع أن أحظى ببارقة * من النبوة تفنيني معانيها
يا مصدر الخير والخيرات تعرفكم * بمصدر الخير للدنيا وعافيها
لم يطمع الخلق إلاّ في ضيافتكم * ويشتهي الناس إلاّ فيض أيديها
وكيف لا يخطب الزوار ودكمُ * والود منكم حياة جلَّ معطيها
وما وقفت مع الحجاج منتظراً * ولا بسطت يدي إلاّ لتعطيها
فأنت أدرى بحالي حين تنفحني * وأرحم الخلق بالدنيا ومن فيها
دعني أناجي ودع روحي مناجية * فإنّ روحي مناها في تناجيها
وهل تقوم بلا عطف ولا مدد *** والعطف للروح مثل الأنس يحييها
يا سيد الخلق قد جئنا لنشهدكم * والنفس ترتع في مرعى ملاهيها
فلا تكلنا إليها إنّها رحلت * إلى الخطايا وما أخفت مساويها
والنفس أمارة بالسوء جامحة * وقد أطاعت بليل أمر غاويها
فلا تجانب إلاّ من يُقوِّمها * ولا تجاوب إلاّ من يجاريها
ولا تكرّم إلاّ من يصانعها * ولا تصادق إلاّ من يعاديها
لئن تركت لكم نفسي تطهرها * فقد وهبت لكم روحي ترقيها
فأنت للروح نور في غيابتها * وأنت للنفس حصن من عواديها
ونظرة منك للأيام تسعدها * ونفحة منك ترضيني وترضيها
حسبي رضاكم وحسبي أنّه أملي *** من الحياة وحظي من أمانيها
فما الحياة سوى الرضوان تغدقه * على البرية في شتى نواحيها
يا موئل الفضل قد لذنا بساحتكم * وما الرعية إلاّ فضل راعيها
إن لم تكن لجميع الخلق ملتجأ * بعد الإله ومعواناً يواليها
فمن يكون ومن ترجى معونته * عند الشدائد في أدجى لياليها
فأنت أولى بنا منا وقد نزلت * بذلك الآي تعظيماً و تنويها
إليك جاءت وفود الأرض قاطبة * الوجد سائقها والشوق حاديها
تمشي على نورك الهادي وما عهدت * نوراً لغيرك يسعى بين أيديها
تسائل اللّه غفراناً وتسألكم * لها الشفاعة من شتى معاصيها
ومن يجيب دعاها عند حيرتها * يوم الحساب سواكم أو ينجِّيها
وأنتم الرحمة الكبرى لأُمتكم * دنيا وأُخرى وعند الهول تحميها
شفاعة أنت معطاها وقد وجبت * للزّائرين وهذا القدر يكفيها
يا واهب القلب عرفاناً ومعرفة * ومانح الروح أسراراً تزكيها
كيف السبيل وقد بتنا على سفر * وأعين الخلق قد جفَّت مآقيها
إنّ الحجيج إذا ماودعوا تركوا * قلوبهم عند هاديها وكافيها
وما نودع إذ قمنا نودعكم * إلاّ الفضائل في أجلى معانيها
نفسي فداك وروحي في تحسُّرها * من الفراق تعاني من مآسيها
حياتنا كلّها في حبكم هبة * مبرورة حينما جئنا لنهديها
منّا إليك تحيات نقدمها * من القلوب وفاء في قوافيها
صلّى عليك إله الخلق ما بزغت *** شموس فضلك في الدنيا وما فيها[1]

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] التوسل والزيارة:199ـ 201.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=13887