• امروز : شنبه - 8 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 27 April - 2024
4

النبي دانيال أو “الله قاضٍ”… هل دُفن حقاً في مدينة الشوش؟

  • 13 ربيع الأول 1445 - 10:54
النبي دانيال أو “الله قاضٍ”… هل دُفن حقاً في مدينة الشوش؟

دانيال هو بطل “سِفر دانيال” في العهد العتيق، وأحد أنبياء بني إسرائيل عند المسلمين، كما هو من الأنبياء الأربعة الكبار في التراث اليهودي والمسيحي، ينتسب إلى سبط يهوذا، وعاصر أول ملوك الأخمينيين الإيرانيين كورش الكبير وداريوش. وفقاً للرواية التوراتية، عندما كان دانيال شاباً، استعبده الملك البابلي نبوخذ نصر، سنة 605 قبل الميلاد، مع ثلاثة فتيان […]

دانيال هو بطل “سِفر دانيال” في العهد العتيق، وأحد أنبياء بني إسرائيل عند المسلمين، كما هو من الأنبياء الأربعة الكبار في التراث اليهودي والمسيحي، ينتسب إلى سبط يهوذا، وعاصر أول ملوك الأخمينيين الإيرانيين كورش الكبير وداريوش.

وفقاً للرواية التوراتية، عندما كان دانيال شاباً، استعبده الملك البابلي نبوخذ نصر، سنة 605 قبل الميلاد، مع ثلاثة فتيان من أشراف اليهود، هم: حننيا وميشائيل وعزريا، وأخذهم إلى بابل (العراق)، فتعلموا لغة الكلدانيين ورُشّحوا للخدمة في القصر الملكي، حيث تعلم دانيال وبرز بسرعة، ووهبه الله علم تفسير الأحلام لإظهار علمه وحكمته، ففسر حلماً لنبوخذ نصر كان يزعجه. ومكافأةً له على هذه الخدمة، عيّنه حاكماً على بابل ورئيساً على جميع حكمائها، وبذلك أصبح شخصيةً بارزةً في بلاط بابل.

النبي دانيال أو "الله قاضٍ"… هل دُفن حقاً في مدينة الشوش؟

اسم دانيال مزيج من كلمتين عبريتين، هما: “دان” أي قاضٍ، و”ال” التي تعني “الله”، ويعني الاسم “الله قاضٍ”. يحظى النبي دانيال باهتمام خاص في سفر دانيال، وفي الكتاب المقدس، بسبب استقامته وحكمته وثباته على الإيمان بإله “إسرائيل”، كما يصفه النبي عيسى باحترام في الأناجيل الأربعة، ويذكر تحقيق نبوءاته بواسطة الله.

سفر دانيال

يبدأ “سفر دانيال” بقصة حياة دانيال، الذي تم أسره بعد الهجوم البابلي على يهوذا، الذي حدث في السنة الثالثة من فترة حكم “يهوياقيم” ملك يهوذا، ونُقل إلى أرض بابل في العراق اليوم، على يد الملك البابلي “نبوخذ نصر الثاني”، وفي السفر هذا، كان دانيال أحد أمراء اليهود وله أصول عريقة وملكية.

يحظى النبي دانيال باهتمام خاص في سفر دانيال، وفي الكتاب المقدس، بسبب استقامته وحكمته وثباته على الإيمان بإله “إسرائيل”، كما يصفه النبي عيسى باحترام في الأناجيل الأربعة

أسر نبوخذ نصر يهوياقيم، ونهب الأواني المقدسة من بيت الله المقدس في أورشليم، وأخذها معه إلى معابد الآلهة البابليين ووضعها في خزانة المعبد، كما أمر وزيره “أشفناز” باختيار بعض الأمراء والنبلاء اليهود، مع أسرهم، وتعليمهم اللغة البابلية وعلومها.

صورة قديمة من مقام النبي دانيال في مدينة سوس الإيرانيةصورة قديمة من مقام النبي دانيال في مدينة سوس الإيرانية

ويجب أن يكون هؤلاء الأشخاص شباناً غير معاقين ووسيمين وموهوبين وأذكياء وحكماء، ليكونوا جديرين بالخدمة في مملكة بابل. أُعطي دانيال الاسم البابلي “بيلشاصر”. وبرفضه مع رفاقه الثلاثة أكل طعام البابليين من الخمر والزاد الدسم، الذي يُقدَّم للآلهة الأخرى، وهبهم الله حكمةً لا متناهيةً، تفوقوا بها على كل السحرة والعرّافين البابليين، ومنها علم دانيال في تفسير الأحلام.

بعد فترة قصيرة، يرى نبوخذ نصر حلماً لا يستطيع أي أحد تفسيره، غير دانيال، إذ فسر حلم الملك وكان عن سقوط البابليين على يد الفرس، وذلك بسبب عداوته لإله إسرائيل.

في الديانة اليهودية

ورد في سفر “حزقيال”، أن دانيال رجل طيب وحكيم، لكن يختلف وصفه عما جاء في سفر دانيال، ولعل ما كُتب في هذا الكتاب، قد يكون وصفاً لشخص آخر، وحزقيال هو نبي يهودي عاصر دانيال.

وهناك رواية تُعرف بقصة شوشانا، عن إنقاذ دانيال فتاةً يهوديةً صغيرةً من افتراءات كبار اليهود، الذين حاولوا التشهير بها، لكن دانيال يدرك من خلال الدراسة أن السبب في ذلك، هو أن الفتاة رفضت مضاجعتهم. وعلى عكس معظم قصص التوراة، فالأشرار في هذه القصة هم من اليهود وليسوا من سائر الأمم، ويبدو أن هذه القصة تشير إلى الصراع بين “الفريسيين” و”الصدوقيين”، وتعبّر عن رأي الفريسيين حول إساءة استخدام الصدوقيين لسلطتهم.

وفي قصة أخرى من التوراة، تُسمى “بيل والتنين”، يحضر دانيال في بلاط كورش الأخميني، ويقنعه بعبادة إله بني إسرائيل، وتدمير معبد بيل.

يعتقدون أن شجرة الفستق في مزاره متصلة بسرّته… الشيخ الجامي، السكّير الذي أصبح صوفياً

إمام العصر النووي، كريم آقا خان الرابع… سلطة في البرتغال وأتباع شيعة في آسيا

أُعجب ابن بطوطة والفرنسيون بمدينة تُستر الإيرانية… ما السبب؟

دانيال لدى المسيحيين

وذُكر دانيال في العهد الجديد في إنجيل “متى” في الفصل 24، إذ يقول يسوع المسيح للرسل عن تنبؤات دانيال: “فَمَتَى نَظَرْتُمْ ‘رِجْسَةَ الْخَرَابِ’ الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآل النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ -لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ- فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ”. (إنجيل متى، الفصل 24، الآيات 15 و16).

وهذا الكلام يتكرر في إنجيلَي “لوقا” و”مرقس”، دون ذكر اسم دانيال، حيث يُذكر في جميع فروع المسيحية، باعتباره نبياً مهماً، وله رؤى مهمة كثيرة مذكورة.

دانيال… نبي لدى المسلمين

لم يرد اسم دانيال في القرآن، لكن معظم المسلمين يعتقدون بنبوّته، ويظهر في روايات الشيعة وكتبهم إذ ذكره أكثر أئمة الشيعة على أنه نبيّ في أحاديثهم، وقال عنه الإمام السادس للشيعة “جعفر الصادق”: “كان ملهماً من الله. وكان من الأنبياء وعلّمه الله تفسير الأحلام. لقد كان صادقاً وحكيماً”.

لكن لم يُذكر في كتب أهل السنّة والجماعة، اسم محدد لدانيال، غير أنه اسمه ورد في كتاب “إسرائيليات”، ويشير أئمة الشيعة إلى دانيال باعتباره أحد الأنبياء في حالات مختلفة، وورد اسم دانيال في جميع إصدارات كتاب “قصص الأنبياء”، وتذكر بعض الكتب الإسلامية، أنه بعدما فتح المسلمون الشوش في عهد حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، تم اكتشاف كتابات في قبر يبدو أنه للنبي دانيال، وقد أُخذت الكتابات وأعيد دفن جسد دانيال بناءً على أمر من عمر.

النبي دانيال أو "الله قاضٍ"… هل دُفن حقاً في مدينة الشوش؟

شوش دانيال

الفترة الزمنية التي عايشها هذا النبي غير معروفة، ولكن يُعتقد أنه كان على قيد الحياة حتى السنة الثالثة من حياة الملك الأخميني كورش، وربما كان عمره في تلك الفترة نحو 100 عام، بما أنه كان لا يزال مراهقاً وقت سقوط بابل على يد الأخمينيين.

مكان دفنه غير معروف على وجه اليقين، لكن المكان المرجّح هو قبر دانيال النبي في مدينة شوش في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، وبحسب بعض الروايات فإن أحد الملوك الإيرانيين “تيمورلنك”، أحضر رفات دانيال من بابل إلى شوش ، كما يعدّ بعض المؤرخين، أن قبره في العراق أو مصر أو سمرقند.

 إحدى القصص تقول إن قبره كان أولاً في مدينة شوشتر في محافظة خوزستان، ونُقل بعد فتح هذه المدينة على يد المسلمين، إلى مدينة السوس، وهناك قصة أخرى تشرح أن القبر كان في سوس منذ البداية، ونُقل إلى جانب نهر “شاوور” جنوب غرب إيران

وذكر المؤرخ اليهودي “يوسيفوس فلافيوس”في كتاباته، أن دانيال دُفن في إكباتان في محافظة همدان غرب إيران مع ملوك الفرس، لكن أغلب الوثائق اليهودية تشير إلى أنه دُفن في الشوش، ووُضعت بجواره بقايا معدات معبد سليمان،وبحسب هذه الكتابات، فقد حدث صراع على جسد دانيال في موقع دفنه في السوس، ومن بعد ذلك تم بناء بيت لعبادة إله دانيال.

مقام النبي دانيال

وردت روايات مختلفة عن قبر النبي دانيال، فإحدى القصص تقول إن قبره كان أولاً في مدينة شوشتر في محافظة خوزستان، ونُقل بعد فتح هذه المدينة على يد المسلمين، إلى مدينة الشوش ، وهناك قصة أخرى تشرح أن القبر كان في شوش منذ البداية، ونُقل إلى جانب نهر “شاوور” جنوب غرب إيران (الموقع الحالي) على يد المسلمين.

وشرح العلامة أبو يحيى زكريا القزويني في كتاب “آثار البلاد وأخبار العباد”: “يروى أن أبا موسى الأشعري عندما فتح تستر، وجد هناك جثةً هامدةً في خزان ماء مصنوع من النحاس، وكانت إلى جانبه دراهم معدودة، يأخذ منها من يحتاج إليها، فإذا قُضيت حاجته، يُرجع تلك الدراهم، فكتب أبو موسى هذا الأمر إلى عمر بن الخطاب، وبعدما سأل عمر باب العلم الإمام المرتضى علي، أجابه بأنها جثة النبي دانيال، ليأمر عمر بأن يأخذوه ويغسلوه ويكفّنوه ويصلوا عليه ويدفنوه”.

كما كتب أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي في “كتاب الفتوح”: “وقد نال أبو موسى الأشعري غنائم كثيرةً في فتح السوس حتى وصل إلى صندوق مغلق مختوم، وبتفتيش محتوياته، تم العثور على حجر كبير وطويل يشبه القبر، وقد وضعت فيه جثة هامدة، فسأل أبو موسي الناس عنه، فأجابوا بأن هذا الرجل من سكان العراق (وقد عدّه البعض من سكان مصر)، وكان مجاب الدعوة في الاستسقاء، لذلك طلبنا منه أن يأتي ويدعو لنا عند الله، لينزل الله علينا بركة المطر، فجاء إلينا بشرط أن نرسل خمسين رهينةً بدلاً منه، وفور دخوله المدينة، كثرت الأمطار وبقيت حتى توفاه الله، فكتب أبو موسى رسالةً إلى الخليفة عمر بهذا الخصوص، وطلب عمر من الصحابة وبالأخص من الإمام علي، المساعدة في هذا الأمر، وفي النهاية أصدر أمراً لأبي موسى بنقل الجثة من مكانها ودفنها في مكان لا يستطيع أهل السوس الوصول إليه، فأمر أبو موسى أن يحوّلوا مصير ماء النهر ويضعوا جسد دانيال في قبر في وسط النهر، ثم يرجعوا النهر إلى مصبه وبهذا يُخفى قبره تحت الماء”.

وبرغم جميع هذه الروايات، إلا أن المؤرخين المعاصرين يرون بشكل عام أن دانيال شخصية خيالية وأن كتابه “سفر دانيال” تم تأليفه في عهد الملك السلوقي “أنطيوخس الرابع”.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=85121

برچسب ها

اخبار المتشابه