• امروز : یکشنبه - 9 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Sunday - 28 April - 2024
9

ظاهرة إطلاق النار

  • 13 شوال 1443 - 16:52
ظاهرة إطلاق النار

لا لظاهرة إطلاق الأعيرة الناريّة في المناسبات الاجتماعيّة:/ياسر زابيه بسم الله الرحمن االرّحيم إنّ ظاهرة إطلاق الأعيرة الناريّة في الأفــراح والأتراح مرتبطة بتقاليد وعادات أفرزتها القبيلة منذ القدم في المجتمعات العربيّة ومنها مجتمعنا الأهوازيّ ،حيث اعتادت القبیلة في السابق إطلاق الأعيرة الناريّة لِإعلام الآخرين بوجود مناسبة لديهم سواءً كانت فرحًا أم ترحًا،وتطوّرت هذه القضيّة في […]

لا لظاهرة إطلاق الأعيرة الناريّة في المناسبات الاجتماعيّة:/ياسر زابيه

بسم الله الرحمن االرّحيم

إنّ ظاهرة إطلاق الأعيرة الناريّة في الأفــراح والأتراح مرتبطة بتقاليد وعادات أفرزتها القبيلة منذ القدم في المجتمعات العربيّة ومنها مجتمعنا الأهوازيّ ،حيث اعتادت القبیلة في السابق إطلاق الأعيرة الناريّة لِإعلام الآخرين بوجود مناسبة لديهم سواءً كانت فرحًا أم ترحًا،وتطوّرت هذه القضيّة في السنوات الأخيرة نتيجة امتلاك كثير من الأُسَر للسلاح وغياب القانون الرادع حتي أصبحت كأنّها المُعبّر الوحيد عن الفرح والحزن رغم انتفاء السبب وكثرة الوسائل المتاحة السهلة اليسيرة الّتي يُمكن من خلالها الإعلام عن المناسبة كالهواتف الثابتة و الجوّالات والرسائل النصية و مُكبّرات الصوت وشبكات التواصل الاجتماعيّ.

شاعت هذه الظــاهرة في البلدان العربيّة التي تتكون من مجتمعات ذات طـابع قَبليّ كالمجتمع الـعراقيّ و اليمنيّ والأردنيّ والسعوديّ والليبيّ والأهوازيّ وغيرها من المجتمعات الأخری.
وقد أصبح هذا الأمر لايختصر على الأعراس ومجالس العزاء فحسب ،بل أخذ يظهر في فوز فريق كرة القدم أو فوز كتلة برلمانيّة أو عيــد ميلاد و مناسبات أخرى لايتسع المجال لذكرها الآن.
وخلاصة القول أنّه قد أصبح الأمر عشوائيًّا و حَدَثًا شعبيًّا لا مناصَ منه.
لم تكن هذه الظاهرة شائعة بين جميع أوساط المجتمع الأهــوازيّ ،بل كان هناك مَن يرفضها رفضًا تامًّا ولم يخضع لها وقاومها، وهنــاك مَن لم يقبلها ولكنه لم يتخذ خطوات عملية للحدّ من خطورتها أو القضاء عليها.

يبدو أنّ مجتمعنا كان أخفّ وطأةً من نظيراته العربية ،ولكن سقوط النظام العراقي سنة ٢٠٠٣الميلادية الذي تسبّب في الفراغ الأمنيّ وامتلاك كثير من الأُسَر العراقيّة للسلاح واستخدامه العشوائيّ في كثير من المناسبات قد أثّر في مجتمعنا الأهوازيّ سلبيًّا نظرًا للعلاقة والقرابة بين المجتمعين ،وقد ساهم هذا الأمر بتفشّي هذه الظاهرة في المجتمع الأهوازيّ ونموها.

إنّ ممارسة عمليةإطــلاق العيارات الناريّة في الأفراح والأتراح لاتُعبّر اليوم عن الإعلام عن مناسبة ولا عن وعـي مَن يمارسها مـع الـمدنيّة المنشودة التي نحلم ببناء مؤسساتها اليوم وفي المستقبل القريب،ولايقرّها دين ولا عقــل وليست من مكارم الأخلاق التي أُوصينا بالالتزام بها و الحفاظ عليها،بل هي تصرّف عشوائيّ همجيّ قد يجلب لنا خسارة في الأموال و الأرواح فضلًا عن إزعاج الآخرين وإيذائهم.

إنّ التعبير بالصراخ والبكاء والعويل في الأتراح يعدّ موروثًا عربيًّا وليدَ العاطفة الجيّاشة والقرابة النَّسَبيّة وكان في ذروته قبل بزوغ شمس الإسلام ،وقد نهى الإسلام عن الجزع في مواطنَ كثيرة .

وهذه هي الشاعرة الفذّة الخنساء التي ملأت الدنيا بكاءً وعويلًا بعد موت أخويها معاوية وصخر وخلّفت وراءها ديوانًا شعريًّا في الرثاء نراهابعد دخول الإيمان في قلبها لم تجزع ولم تقم بالعويل إثر استشهاد أربعة من فلذات كبدها في حروب الفتح الإسلاميّ ،بل تحلّت بالحلم والورع واستعانت بالصبر والصلاة كما أراد الله عزّ وجلّ منها، فمابالك بالتعبير من خلال إطلاق الأعيرة الناريّة في المدن والأرياف؟ الذي يعدّ نوعًا من أنواع الهمجيّة وشكلًا من أشكال التخلّف وعادة ماينتهي بإزهاق أرواح الأبرياء الذين تنتظر الأُسر عودتهم إلى بيوتهم ،ناهيك عن الإزعاج الذي تُخلّفه هذه الممارسات والذي يؤذي سُكّان الأحياء و المواطنين والمرضى، ويتسبّب في سدّ الشوارع والطُرُقات وماشاكل ذلك من أمور لاتتماشى مع المدنيّة.

أما اليوم بات الأمر واضــحًا أنّ مَن يمارس إطلاق الأعيــرة الناريّة في الأفراح والأتراح يبحث عن التفاخُّر دون مراعاة حقوق الآخرين ويتناسى أنّه يقوم بعمل همجيّ لايمت إلى العقل والثقافة والمدنيّة بصلة.
ومن هنا تأتي مسؤولية المجتمع بالتصدّي لهذه الظاهرة التي تدقّ ناقوس الخطر وتذهب بأرواح الأبرياء وتجلب لذويهم الحزن والشجون واليتم.

فعلى رجال الدين والمثقفين و الوجهاء والناشطين أن يُبرزوا أضرار هذه الظاهرة والتصدّي لها من خلال الوسائل المتاحة لهم وعبر وسائل الإعلام و شبكات التواصل الاجتماعيّ ومنابر المساجد و المدارس والمعاهد والمناسبات،مع ضرورة التشديد الأمني الحازم من قبل المسؤولين على مَن يقوم بهذه الأعمال و ملاحقته من خلال إصدار تشريعــات تقوم بالحيلولة دون القــيام بها في المناسبات الاجتماعية حتي نستطيع كبح جماح هذه الظاهرة والحدّ من خطورتها واستئصالها خاصة عند إلقاء الأهازيج حين العراضة وعندما يُزفّ العريّس مع عروسته إلى بيتهما دون أن نرى زفاف روح بريئة إلى قبرها برصاصة طائشة تبدّل الأفراح أتراحًا وتغتال البراءة في وضح النهار مستغلةً صمت المجتمع غير المبرر.
وبعد كلّ هذا يتّضح لنا أنّ ترك هذه الممارسات بات أمرًا ضروريًّا يُمكننا من خلال التشريعات و وضع القوانين والتوعية والتوجية والإرشاد وايجاد البدائل الوصول إليه، والحيلولة دون وقوع حوادث مأساويّة راح ضحيتها عدد من أبناء شعبنا الأهوازي ّ الذي هو أساسًا بغنی عنها.

لاشك أنّ هذه الظاهرة خطرة جدًا ،وإن لم نعالجها اليوم ستكشف لنا الأيام المقبلة قبحها وخطورتها .و لابُدّ من التنويه بأنّ في الآونة الأخيرة قام بعض الذين تحسسوا هذه الخطورة بخطوات للحدّ منها لكنّها خطوات خجولة لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب ولم تحقق الهدف المنشود رغم أنّها عبّدت الطريق للناشطين الذين أخذوا على أنفسهم مسؤولية الذود عن قيم هذا المجتمع والفضيلة، والوقوف بوجه السلبيات والتصدّي لكلّ أشكال الرذيلة، واستكمال مسيرة الإصلاح في المجتمع بعقولٍ نيّرة وأفكار جميلة .

يـاســر زابيــه الأهواز

     

لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=69250

برچسب ها

اخبار المتشابه