ذکرنا في السابق أنهم یقولون أن احمد البصري من ذریة النبي الأعظم صل الله علیه وآله وسلم وأصله من مکة و مکة من تهامة وتهامة من الیمن ، فهو من الیمن بلحاظ أن له أصلا في الیمن
و أیدوا هذا الإدعاء بروایات أخر
1_عن کعب، قال: 《 ما المهدي إلا في قریش ، وما الخلافة إلا فیهم، غیر أن له أصلا ونسبا في الیمن》
2_و عن أرطأة: 《 فیجتمعون وینظرون لمن یبایعون، فبینا هم کذالک إذ سمعوا قولا ما قاله إنس ولاجان: بایعوا فلانا باسمه، ولیس من ذي ولا ذو، ولکنه خلیفة یماني
3_وصف مکة بأنها من الیمن، فقد جاء في وصف النبي صل الله علیه وآله في مناجاة الله لعیسی: 《 یا عیسی دینه الحنیفیة ، وقبلته یمانیة》
4_روي عن رسول الله صل الله علیه واله أنه قال: إن خیر الرجال اهل الیمن، والإیمان یمان، وأنا یماني.[1]
والجواب عن هذه الإدعاءات
إن کون مکة من تهامة و تهامة من الیمن ، لیس أمرا مسلما، ویشهد لذالک قول أبي الفهداء: 《 والتهامي منسوب إلی تهامة ، وهي تطلق علی مکة ، ولذالک قیل للنبي ص تهامي، لأنه منها، وتطلق علی البلاد التي بین الحجاز وأطراف الیمن》[2]
وکلامه صریح في کون تهامة منطقة تتوسط الحجاز والیمن ، ولیست من الیمن.
وأما الیماني; فأن من المتسالم علیه في اللغة العربیة أن وصف 《 الیماني》 نسبة إلی الیمن، وإلیک بعض کلماتهم في هذا الشأن:
قال الجوهري: 《 الیمن: بلاد للعرب ، والنسبة إلیها یَمَنِيُّ ویمانٍ مخففة، والألف عوض من یاء النسب فلا یجتمعان ، قال سیبویه : وبعضهم یقول یمانیّ بالتشدید.
وقال امیة بن خلف:
وقوم یمانیة ویمانون ، مثل ثمانیة وثمانون. وامرأة یمانیة أیضا》 [3]
وقال بن منظور: وقولهم: رجل یمانٍ منسوب إلی الیمن ، کان في الأصل 《یمنی》 ، فزادوا ألفا وحذفوا یاء النسبة ، وکذلک قالوا رجل شآم، کان في الأصل: شامي، فزادوا ألفا وحذفوا یاء النسبة، [4]
وقال بن فارس:《 وکذالک الیمن، وهو بلد، یقال :رجل یمان، وسیف یمان》[5]
فتبین أن المتاسلم علیه في اللغة العربیة، أن وصف 《الیماني 》 نسبة إلي بلد الیمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1_دراسة في شخصیت الیماني لناظم العقیلي ۱۲۰
2_المختصر في اخبار البشر ۲ / ۱۵۶
3_الصحاح 6 / 2219
4_ لسان العرب 12 / 464
5_ معجم مقاییس اللغة 6 / 158
