الدگة العشائرية تقليد يمتد لقرون خلت، حيث يجتمع أفراد القبيلة بشيوخها وأبنائها مدججين بالسلاح عند بيت عائلة من عشيرة أخرى، ويقومون بإطلاق الأعيرة النارية فيفزع من في البيت.
ويكون ذلك بمثابة إنذار شديد اللهجة لدفع العشيرة المستهدفة للجلوس للتفاوض وتسوية الخلاف، ومن أجل “استرجاع الحقوق” من دون تدخل حكومي أو قضائي، وفي حال عدم موافقة الطرف المستهدف، تتفاقم الأمور لتؤدي إلى وقوع إشتباك، مما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا من الطرفين.
وإزدادت ظاهرة الدگة العشائرية وأصبحت تلك العادة خطراً كبيراً وتقليداً يهدد إستقرار المجتمع. وحتى العشائر التي كانت ملاذاً للخائف بدت اليوم هاجساً يلاحق كلّ أهوازي في يقظته ومنامه.
إذ لا تعترف العشيرة بالسياقات القانونية وتلجأ إلى الهجوم على العشيرة التي تتنازع معها بشأن المياه أو الأراضي الزراعية، وخلافات أخرى بعضها لا يستحق الاقتتال.
الدگة العشائرية يعتبر هجوماً مسلحاً وتعد صورة من صور التهديد الإرهابي ولابد أن يعاقب عليه القانون. للأسف غالبية الذين اعتقلوا أفرج عنهم في وقت لاحق بكفالة وتعهدات. وكان يفترض إحالة بعضهم إلى القضاء من أجل محاكمتهم.
إن الإنتقام المتحيز والبعيد عن العقلانیة هو معيار ضار لا يتوافق مع متطلبات التحضر والمدینة. وهذا نتيجة البطالة ونقص التثقيف الإجتماعي للأفراد. بالإضافة إلى ضرورة التثقیف من قبل المجتمع المدني ووسائل التواصل الإجتماعي، يتطلب اتخاذ إجراءات قسرية من قبل الجهات المعنية ضد حاملي السلاح ومن أمر بإطلاق النار.
كما ندعو السلطات الأمنية إلی إیجاد قوة خاصة لحل الخلافات العشائرية في الأهواز، لغرض التدخل بين العشائر خلال فترة نزاعاتها.
أن هذه الحوادث متكررة، وتؤدي أحيانا إلى سقوط قتلى وجرحى و السبيل الوحيد لإنهائها هو اتخاذ قرارات قضائية وتنفيذها عن طريق إعتقال منفذيها.
رسول عودة زاده
