في مثل هذا الیوم قبل سبعة نعى الدورق رحيل الشاعر والأديب الملافاضل السكراني بعد عطاءِ منقطع النظير و الذي لُقب بجدارة بأميرالشعراء واميرالأبوذية.
لقد غاب عن سماء الوطن نجم لامع من نجوم الادب و الثقافة ، نجم سطع فی سماء الأدب لیضئ أرض الوطن التی ارتوت من عذب فرات كلماته الشعبیة العریقة . نجم تغنّى بأروع و أعذب و أبلغ أبیات الأبوذیة الحكیمة ناشدا للأهواز بها أناشید العزّ و المجد و الخلود . تاركا بصمته الكبیرة و الواقیة فی ساحة الأدب لیس على مستوى الوطن فحسب بل امتدّ عطاؤه الى خارج حدوده أیضا.
لقد ارتحل عنا و تركنا فی دنیا ، العدل فیها كلیل ضعیف ، و الظلم فیها قوی عزیز . لكننا لن نفقده أبدا ما دامت صرخته فینا مدویّة فی أبوذیاته التی سكنت قلوبنا قبل ألسنتنا و جعلته حیّا بیننا . إذ تقول :
للذل أبد لا تخضع بلسمه ابإبائة و جرحك العزة بلسمة
ما مات الأبی و الله بلسمه حی و بخیر تطریه البریّة
إننا أیها الشریف المجید ! نعدك عهدا وثیقا فی رقابنا أننا على دربك سائرون ، و طریق المجد و العز سالكون ، و عن الذل و الهوان و الفرقة متبرّئون .
یا حكیم الشعب ! عهدا عهدا . أمانتك مصونة ، و أقوالك نصب الأعین مرهونة . لن نتخلّى عنها أبدا ، و لا نحید عنها حولا . إن الذی یبعث عن السعادة و المجد لا یتعایش مع الظلم و الهوان . لأنك قلت فی أبوذیاتك الخالدة :
ذبل سدر السعادة و یبس نبگه ببحر مشكل الیركس صعب نبگه
المتی بذل هالزمان الشرس نبگه ننوح من الأسى و ننصب عزیة
لن تبقی هذه السدرة ذابلة بإذن الله و وصایاك البهیة عن المجد و الشرف تسكن قلوب الأهوازیین :
بعز یا ولید المجد دربة الیضدك غیر درب الشرف دربة
بحر جود أهلك الموجود دربه( دُر بیه ) طفح فوگ الرواسی العلن میّة
إننا إذ نرثیه ببالغ الحزن و الأسى ، و نسأل الله الرحیم الغفور أن یتغمده برحمته الواسعة و رضوانه الدائم ، و أن یسكنه فسیح جناته مع الأتقیاء و الصدّیقین و الأبرار ، ندعو لأسرته و ذویه و شعبنا العربی فی كافة ربوع الوطن بالصبر و السلوان .