• امروز : جمعه - 28 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 17 May - 2024
9

البوصلة والدليل …

  • 08 رجب 1441 - 22:47
البوصلة والدليل …

مع كل الظروف القاسية والصعبة التي يمكن ان تمر بها البلاد والعباد، فهذا لا يعني ان تترك السلطة لأي كان، وبلا ضوابط وضواغط، وخصوصا عندما تكون عملية تبادل السلطة بعيدة عن السلمية ومفتقرة للنزاهة، ففي أغلب الأحيان والبلدان، ربما يكون العدو من يساندها والمخلص من يعارضها، وربما العكس، فلا بد من التفكر والتدبر، قبل الفوضى […]

مع كل الظروف القاسية والصعبة التي يمكن ان تمر بها البلاد والعباد، فهذا لا يعني ان تترك السلطة لأي كان، وبلا ضوابط وضواغط، وخصوصا عندما تكون عملية تبادل السلطة بعيدة عن السلمية ومفتقرة للنزاهة، ففي أغلب الأحيان والبلدان، ربما يكون العدو من يساندها والمخلص من يعارضها، وربما العكس، فلا بد من التفكر والتدبر، قبل الفوضى والتهور … اذا كانت السلطة سهلة وهينة؟! فاعطوها لمن يريدها، وبدون سفك الدمأء والخراب، وان كانت صعبة ومهمة؟! فاصبروا وتحملوا التضحيات … السلطة مطلب التقي والشقي، وبدون هذه الرؤية فإن اي حراك وجهد لا قيمة ولا معنى له، ومع الألم والوجع لا بد من مقاومة الحيل والخدع … السلطة بين مسعى المصلح والفاسدين تظهر وتتجسد من خلال المعرفة بالفوارق بين الغاية والوسيلة، فهناك من يرى السلطة وسيلة لغاية اعظم، وغيره من يرونها هي غايتهم وان الحيلة والخداع وسيلتهم، ولا ينجح الباطل ويتغلب على الحق في هذا المضمار إلا اذا كانت الجماهير غائبة ومغيبة أو عرضة للملاعبة … الجماهير دائما تُحكم ولا تَحكم، الا بالنيابة عنها أما بالاختيار أو الاجبار، وللاسف الشديد فإنه لا توجد أي صيغة لحكم الجماهير بصورة مباشرة إلا بالفوضى، ومع ذلك تبقى الجماهير هي مصدر السلطات، ومن يحترمها يشاركها ويخدمها، ومن يحتقرها يخاف منها فيطغي عليها، ومع وجود الوعي والإيمان تستقر وتزدهر البلدان ويحل السلام والامان، ومع توسع الجهل والنفاق يتحكم الفاسدون والسراق، ولأن الطغاة لايريدون الفضيلة فإنهم يروجون للرذيلة، ولابد لهم من أبعاد دور أي دور حقيقي للدين، ونتيجة لجهل الناس وتجاهلهم للدين يستغل الفاسدون والمنافقون هذه الفرصة والفراغ، فيكون الخطاب السياسي مغلفا بالشكل الديني في المظهر ويكون الشيطان في الجوهر … فلو عرف الناس الدين لما استطاع أحد أن يخدعهم ويسرقهم باسم الدين … الدين مهمته تعليم وتوعية الناس بإدارة شؤونهم والقيام بالعدل، وبمقتضى قول الله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ … صدق الله العلي العظيم … فإذا كما أن الجماهير هي مصدر السلطات، فهي أيضا مصدر المحن والبلاءات، فليس كل سلطة عادلة ولا كل سلطة ظالمة، بل ان السلطة هي انعكاس لضمير ووعي الجماهير، فكيف ما تكونوا يولى عليكم …

جليل السيد هاشم البكاء


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=39422