• امروز : دوشنبه - 24 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 13 May - 2024
2

من هو عالم الدین الاهوازي الذي لم یغادر عبادان رغم حصارالمدینة من قبل القوات البعثیة

  • 28 محرم 1441 - 12:43
من هو عالم الدین الاهوازي الذي لم یغادر عبادان رغم حصارالمدینة من قبل القوات البعثیة

كان عالما، اديبا، مجاهدا، وقف في وجه الطاغوت و صمد مع المقاتلين في جبهات الحرب ضد جيش الصدام الطاغي المحتل. آية الله الحاج الشيخ عيسى العفراوي الطرفي الحويزي يعد آية الله الشيخ عيسى الطرفي من مفاخر محافظة خوزستان و اعلامها و كان الشيخ عالما، مجتهدا، بليغا، اديبا، فاضلا. ولد في قرية ابوحميظة و نشأ بها […]

كان عالما، اديبا، مجاهدا، وقف في وجه الطاغوت و صمد مع المقاتلين في جبهات الحرب ضد جيش الصدام الطاغي المحتل.

آية الله الحاج الشيخ عيسى العفراوي الطرفي الحويزي
يعد آية الله الشيخ عيسى الطرفي من مفاخر محافظة خوزستان و اعلامها و كان الشيخ عالما، مجتهدا، بليغا، اديبا، فاضلا. ولد في قرية ابوحميظة و نشأ بها ثم انتقل الى النجف الاشرف و منها الى مدينة آبادان فسكنها بطلب من اهلها كانوا قد تقدموا به الى المراجع في النجف الاشرف فبدء نشاطه الثقافي والديني الذي يشمل الخطابات و التدريس و بناء المساجد و اقامة المناسبات الادبية و غيرها في عبادان و بل في اكثر مدن خوزستان. و الى جانب علميته كان شجاعا مجاهدا مناضلا وقف في وجه الطاغوت و صمد مع المقاتلين في جبهات الحرب ضد جيش الصدام الطاغي المحتل. 
  عرفت عائلة العلامة الطرفي بالعلم والادب والتديّن، و نشأ و ترعرع في كنف أب فاضل و أمّ متدينة و أعمام معروفین بالورع و حسن المعاشرة والتدين حتى بلغ السنّه السادسة من عمره فبدأ والده بتعلیمه قراءة القرآن الكريم وبسبب استعداده الذاتی تلقی القرآن الکریم بسرعة فائقة. 
و اصبح العلامة محبا للقران وانسانا ملتزما بعقائده وكان في طفولته يعرف بـ “الطفل المؤدب و صاحب الخلق الرفيع” و درس المقدمات عند والده المرحوم الشيخ سالم رحمة الله عليه.
سفره الى النجف الاشرف
قرر العلامة ان يهاجر الى النجف الاشرف نظرا لسمعتها العلمية والدينية الشامخة، لینال الحظ الوافر من علمها. فسافر العلامة المجاهد الشيخ عيسى الطرفي إلى النجف وكان له من العمر حینئذ عشرون عاما؛ وأقام في حلقاتها الدرسية نحو عشرين سنة. 
کان الشيخ عيسى الطرفي طالبا مجدا مجتهدا، طلب العلم بکل جهد و تحمل مشقات و متاعب کثیرة في سبیل كسب العلم و الوصول الى مدارجه العليا، تحمل الحر و البرد و الجوع و الغربة و نال ما قصده بتوكله على الله عزوجل وعناية اهل البيت عليهم السلام ولم يترك النجف طيلة هذه المدة سوى شهرين عاد خلالها لاهله ومدينته من اجل الزواج. حیث اتی الى عائلة معروفة بالدين و الفضل من بني عمه و لما رأى الحاج عبدالله بن عبدالرضا فيه من الدين و الفضل الكفاية و انه من طلبة العلم تقدم ان يزوجه ابنته فقبل الشیخ ذلک فزوجه ابنته وزوده بالمال حتى يعود الى النجف الاشرف و بعد مراسيم الزواج رجع بصحبة زوجته الى النجف الاشرف کي یستمر بكسب العلم بعد الانقطاع في هذه المدة القليلة. 
ثم واصل دروسه العلمیة فوفق لكسب العلم و الادب و الفضل و نال الكثير حتى اصبح احد العلماء الاعلام ذوي القدر و الفضل والاخلاق والتهذیب و صاحب منزلة بين علماء النجف الاشرف.

اساتذته
١ – آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين
٢ – آية الله السيد عبدالهادي الشيرازي
٣ – آية الله السيد حسين حماسي
٤ – آية الله العظمى الشیخ محمدحسین كاشف الغطاء
٥- آية الله العظمى الشيخ اللنكراني
٦- المرجع الديني آية الله العظمى السيد الخوئي
٧- آية الله العظمى السيد الحكيم
۸-آیة الله المیرزا باقر الزنجانی

نال الشيخ مكانة رفيعة في العلم حتى شهد له العلماء بمكانته العلمية و صار يطوي مدارج العلم و الادب الواحد تلو آخر و اصبح من العلماء و المجتهدين المعتمدين على قولهم حتى وصفه كبار علماء عصره بعدّة القاب منها:
١- زبدة العلماء و عمدة العلماء الاعلام و مروج الاحكام وعزة الاسلام و ثقة الاسلام وعماد الاعلام وغيرها من القاب التي تدل على مكانته الرفيعة علميا ودينيا.

عودته إلى عبادان
هاجر سماحته الى عبادان وذلك استجابة لطلب أهالي المدينة، ونيابةً عن علماء النجف الاشرف، وكان لاقامته في المدينة فضائل جمة، و کانت المدينة (عبادان) تعيش حالة فوضى اخلاقية و ابتعادا عن الدين لحضور الاجانب فيها و نشرهم للمفاسد و الرذائل فقصدها الشيخ و فعمها الخير و البركة و ذلك بعد ما امضى 
عشر ین عاما في النجف الاشرف.
التزم وصايا المراجع العظام و الفقهاء الاعلام و باشر عمله في المدينة و في عصر حرج للغاية هو عصر الشاه البهلوي، و استطاع من خلال الخطب و الكلمات التي يلقيها و التي كانت تمتاز بالجاذبية ليسر كلماتها ان يجذب الناس و يوضّح لهم الكثير من الامور، فتمسك به الناس بل عشقوه بينما اثار هذا الانجذاب حفيظة النظام البائد الذي ما كان يرغب بقيمومة الدين و عزّته في ايران، لذا كان يتعرض له النظام و كان الله و الائمة و الناس يحمونه و يدافعون عنه و كان لا یهتم بالنظام الفاسد الشاهنشاهي و اشتغل بإقامة صلاة الجماعة ومتابعة امور الناس، و قد عمد إلى تأسيس المدارس والحسينيات هناك، وقد جعل من مسجده ايضاً حوزةً علمية.
كان الشيخ كثير الارتباط مع علماء البلد بحيث يزورهم و يزورنه في بيته و يكرمهم و يحترمهم و يحترمونه و يقدرونه اوقف نفسه لخدمة الاسلام و نشر تعاليمه النيرة و كانت واحدة من همومه التي يحملها في رحلته وهجرته الی هذا البلد ان يقوم بالمشروع المحمدي الابراهيمي الخالد و هو بناء المساجد في المناطق الذي تفقد المساجد و كان يتولى بنفسه بناء المساجد في القرى و الارياف حيث يحمل الطين و لبنات المسجد على صدره و يشوق الناس على المساعدة البدنية و المساهمة المالية. فكان يقيم في المكان الذي يبني فيه المسجد بعيدا عن اهله حتى نهاية البناء و يبدء العمل بنفسه و يحث الناس على المشاركة و يقيم الصلاة في المسجد و بعد اكمال المسجد يستخلف احد العلماء و يوثق العالم الذي يستخلفه للناس و يعرفه للمرجعية الدينية.

اهم المساجد الذي بناها الشيخ
١- مسجد الامام صادق(عبادان)
٢- مسجد جواد الائمة (عبادان)
٣- مسجد جنت (عبادان)
٤- مسجد بني طرف(عبادان)
٥- مسجد الهدى في الحميدية
٦- مسجد الجلالية  (قرب الخفاجیة)

و كان يهتم بتعليم الناس مسائلهم الشرعية و يتردد على القرى و ألارياف حتى يعلمهم و يبقى فيها اياما و يقوم بنشاطه التعليمية فيعلمهم احكام التقليد و الصلاة و غيرها من المسائل المبتلی بها و كان حسه في الولاء طافحا و كان شديدا على كل ما يتقاطع مع خط الولاء المتمثل في الامام روح الله الخمیني قدس الله نفسه الزکیة و فكره و وجدانه و لذا لم تكن تقوم في زمانه قائمة للضلال الا و اخرسها و كان يهتم بالمناسبات الدینیة و يعقد لها احتفالات لائقة و لا يختصر على احتفال واحد بل في عدة مساجد، فتکون له مكانة خاصة في قلوب الناس يحبهم و يحبونه یجمعون حوله و یسمعون كلامه و لازموه و واكبوا كل محطاته الشخصية. و کانت من خصاله الحمیدة هي المحافظة على أوقات الصلاة والمواظبة على الصلاة في المساجد، وكان أيضاً محافظاً على صلاة الليل في سفره وحضره وصحته ومرضه، و کان دائم التفقّد للفقراء والمساكين، ومن خصائص اخلاقه التواضع والبساطة، و یحترم الصغير والكبير ویقوم له اذا قدم علیه في المجالس والاجتماعات العامة. وأيضاً قد عرف بحسن الضيافة والكرم.

من مؤلفاته:
١- مجموعة مذكّرات.
٢- الخطابات و النداءات جمعها السيد محمد محمود الغريفي في كتاب سماه صوت الثورة.
٣- كتاب عن حياة علي الاكبر بن الامام الحسين سبط النبي (ص) لم ينشر.
٤- تقريرات ابحاث دروس الخارج لاساتذته في النجف الاشرف وهو فی حال التحقیق.
٥- و له منظومة في النحو.
٦- و له مخطوطات قليلة في اعلام القبور.

العلامة الاديب
كان العلامة ذو حس ادبي رفيع فكان ينظم الشعر الحسن و نسيج شعره يدنوا من الابتهال و الشعر الصوفي و كان يهتم بناظمي الشعر، و كما يقول المرحوم السيد حميد الشبري بأنه صاحب فضل على الشعراء و صانع الكثير منهم، كان يهتم بامور الشعراء و يرغبهم و كان يعقد المراسيم و المهرجانات في المناسبات الدينية و كان الشيخ يلقي الشعر بين فحول الشعراء و يحضر المهرجانات الشعرية في شتى المدن في خوزستان.

كان الشعراء يزرونه في بيته و ينشدون له جديد شعرهم و كان يكسوهم احتراما لانشاداتهم الدينية التي ينظمونها لذکری الرسول و اله الكرام.

من شعره هذا الابتهال:
اُناجيكَ بَينَ الكرى و السهر***اُناجي و قَد حانَ وقتُ الوطَر
لِلقياكَ يا سَرمديَّ الوجود*** تَسيلُ دموعي مَسيلَ المَطر
على بابِ جودِك يبكي الذليل***و في التُربِ خدَّّ المُنى قد عَفَر
يُريدُ الوِِِصالَ فاينَ الطريق*** و ليس الوَصولُ كمن قد هجر
يناديك في غسق مظلم*** و نحو السماء يدیر النظر
رفقيك يا أملَ العارفين*** يإن ُّ انيناً يذيـــــب الصخر
ويرجوك عفو الذنوب الجسام*** أيا خير من قد عفا و غفر
فكم صارع الليل بيت الجفون***و كم ما طلت مقلتاه السهر
١٥ربيع الثاني ١٣٩٦هـ

اجازات العلامة الشيخ عسيى الطرفي من الفقهاء الذين أجازوه بالوكالة منها:
١- آية الله العظمى السيد ابو الحسن الاصفهاني
٢- آية الله العظمى السيد حسين الطباطبايي القمي
٣- آية الله العظمى السيد حسين الموسوي الحمامي
٤- آية الله العظمى السيد عبدالهادي الحسيني الشيرازي
٥- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم
٦- آية الله العظمى الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء
٧- آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين
٨- آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني
٩- آية الله العظمى السيد محمد الهادي الحسيني الميلاني
١٠- آية الله العظمى السيد محمود الحسيني الشاهرودي
۱۱-آیة الله العظمی الامام الخمیني

جهاده السياسي
بدأ جهاده السياسي مع قائد الثورة الكبير والمجدد الديني الامام الخميني قدس الله نفسه الزكية سنة ١٣٤٢ الشمسي( 1963 م) وفی عام ١٣٥٦شمسي(1977 م) امتد طوفان النضال العلني ضد الشاه بامر من الامام الخميني(ره) وعندها كان الشيخ في طليعة الذين يمتثلون لهذا التكليف و يحثون الناس على اعلان براءتهم من الحكم الشاهنشاهي وكان من الناشطين في قيادة وتنظيم المسيرات المناهظة للحكم آنذاك وتوعية الجماهير، مما سبب له مشاكل كثيرة مع النظام البائد. وقد هدد عدة مرات بالقتل والتعذيب من قبل قوات الامن «السافاك»، قبل انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني رحمة الله عليه و كان الشيخ من مؤسسي هيئة العشاير في المدينة لحفظ العشاير من الانقياد للدعايات الكاذبة ثم ربط المنظمة بلجان الثورة الاسلامية و جعل و في کل ایام الاسبوع يتابع قضايا الناس و يسعی لحل مشاكلهم و كان له دور هام في تأسيس “اذاعة عبادان العربية” لتنقل خطاب الثورة الاسلامية في ايران للشعب العراقي والشعوب العربية. كان الشيخ يركز على المحاضرات الدينية و الجلسات الفقهية و يوجه نداءات الى الشعب و الجيش العراقي خلال الحرب المفروضة. كان لسماحته البصيرة النافذة في مواجهة المخططات الاستعمارية، تجاه مسأله العرب وإثارة النعرة القومية . وقد کان له دوراً هاماً في هذا الاتجاه، من خلال الحد من هذه الفتنة في عبادان وإستئصالها هناك.

ایام الحرب العراقية الايرانية
للشیخ دور کبیر فی ایام الدفاع ضد الهجمة الشرسة للحکومة البعثیة العراقیة؛ حيث بقى مع ضعف جسمه بين المقاتلين و العشاير خوزستان ولم يترك مدينة عبادان إبان الحرب المفروضة إطلاقاً.

وكان الشيخ كثير التنقل من جبهة إلى اخرى لتفقّدها وإقامة صلاة الجماعة واداء الخطب الحماسية على المقاتلين الايرانيين، وطالما كان ينصح الجيش العراقي بالإستسلام وايضاً كان سماحته يشارك في دفن اجساد الشهداء المتبقية في الجبهات وكان كثير التواصل والتفقّد لعوائل الشهداء. 

وعنه قال اية الله الجمي امام جمعة عبادان في تصريح صحفي عن دور عرب خوزستان في الحرب العراقية الايرانية: … لقد ساهم اخواننا العرب في هذا الدفاع المقدس عن مدينتهم، و لهم دورهم في القيام بواجبهم لهذه المدينة الصامدة، وفي هذا السياق يلزم ان اشير الى احد الاعزاء هو المرحوم الشيخ عيسى الطرفي كان امام جمعة عبادان الموقت و هو رجل فی غایة الشرف ملئ بالعلم والاخلاص و کان مريدا بل عاشقا للامام الخمینی (ره) و كان ینتمی الی قبيلة بني طرف العریقة، وكان متدينا اصيلا من محافظة خوزستان الابطال. مضيفا: بقى(الشيخ) الی جنبنا في المدينة المحاصرة و في الايام التي کنت اضطر الی الخروج من المدينة کان المرحوم یتكفل باقامة صلاة الجمعة/ (رحمه الله).

وفاتــه
عين العلامة الشيخ عيسى الطرفي في أواخر حياته وكيلاً للامام الخميني (ره) وإماماً للجمعة في “مدينة الخفاجیة” التابعة لمحافظة خوزستان الايرانية. وقد حظي في هذه المدينة بمودة أهلها. 

لكنه إبان نشاطاته التبليغية اصيب بنوبة قلبية نقل علی إثرها الی المستشفى الامراض القلبية … وبعد ایام قلیلة وافاه الاجل وكان ذلك بتاريخ ۱۷ شوال ۱۴۰۲ للهجرة.
 
نقل جثمانه الطاهر الى مدینة الاهواز و شيّع بين حشود من الناس یقدمهم العلماء والمسئولین و کان مشهد البکاء و العویل من ابرز المشاهد الى جانب الرايات والاعلام والقبايل التي كانت تتواقد و تعبر عن اسفها لفقدان هذا البطل المجاهد کماحضرت الوفود المعزیة من کافة الشرائح وعلی راسهم علماء الدین وحشود المسؤولين في الدولة. واوفد الامام الخمیني (رحمه الله) وفدا يمثله في مراسم الجنازة، وقد حضر وفد من قبل الجكومة انذك وشارك الجمیع في تشييع جثمانه الطاهر کما عزفت الفرقة العسكرية نشيد العزاء وكانت الجموع الغفیرة من الناس تعبر عن اسفها وعزائها تحت البيارق المعزّیة وصوت الدمام والشعارات التي كانت تردد العبارات التالية:
يا نائب الخميني ….. طريقنا طريقك
يا شيخ عيسي الطرفي…. طريقنا طريقك
يا شيخ عيسي بالصبر درب الجهاد امشيته
و انصرت دين المصطفى و العمر لاجله افديته

ووري جثمان العلامة الطرفي الثرى في مقبرة “جنة الشهداء” بالاهواز. وسط حزن وأسى كان قد خيم على محافظة خوزستان بأسرها خصوصاً الاهواز وعبادان والخفاجیة.
 


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=31656