• امروز : یکشنبه - 23 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Sunday - 12 May - 2024
3

فتوی المرجعیة حول دعوة أحمد البصري

  • 12 صفر 1440 - 20:13
فتوی المرجعیة حول دعوة أحمد البصري

المرجع الدینی الكبیر آیة الله العظمى السید محمد سعید الحكیم(دام ظله) فی معرض إجابته، عن سؤال وجه إلیه… السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ظهرت فی الآونة الأخیرة ادعاءات السفارة للإمام المهدی(علیه السلام)، بل یدّعی البعض أنه الإمام المنتظر، وقد استغل هؤلاء انعدام المعاییر الصحیحة لدى البعض، نتیجة الجهل، والتجهیل المتعمد من قبل الظالمین، والفقر، وانفلات […]

المرجع الدینی الكبیر آیة الله العظمى السید محمد سعید الحكیم(دام ظله)

فی معرض إجابته، عن سؤال وجه إلیه…
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت فی الآونة الأخیرة ادعاءات السفارة للإمام المهدی(علیه السلام)، بل یدّعی البعض أنه الإمام المنتظر، وقد استغل هؤلاء انعدام المعاییر الصحیحة لدى البعض، نتیجة الجهل، والتجهیل المتعمد من قبل الظالمین، والفقر، وانفلات الوضع الأمنی، الذی ابتلیت به أمّة المسلمین عموماً وفی العراق بالخصوص.
وقد بان بطلان وفضیحة من ادعى ذلك، فی زمن الغیبة الكبرى بعد السفیر الرابع أبی الحسن علیّ بن محمّد السمری رضی الله عنه، وبقی بعضٌ لم یتبیّن للناس زیفه. وقد انهالت على مركزنا الأسئلة حول هذا الموضوع. ولما كانت المرجعیة الدینیة هی الحصن الحصین للمذهب ولأبنائه لذا كان من الواجب أن نتوجّه إلى سماحتكم ممثلین عموم الشعب المؤمن الموالی لأهل بیت النبوة(علیهم السلام)، آملین من سماحتكم بیان الرأی فی ردع هذه الدعاوى، وبیان المعاییر التی یصح فیها ادعاء مثل هذه المدعیات، حتى یتبین للمؤمن: كیفیة التمییز؟ ومتى یصدّق؟ ومتى یكذّب؟ هذه الدعاوى.
أدام الله ظلكم الوارف على رؤوس الأنام ولا حرمنا من فیوضاتكم المباركة.
مركز الدراسات التخصصیة فی الإمام المهدی علیه السلام

***

بسمه تعالى
كل دعوى لا تستند الى دلیل فلا تقبل من مدعیها حتى لو كان الادعاء أمراً لا أهمیة له فكیف بمثل هذه الدعاوى الخطیرة التی تكون سبباً للضلال والفرقة.
ولتوضیح الصورة نذكر الأمور التالیة:
الأول: إن مدعی رؤیة الامام الحجة علیه السلام وأخذ المعلومات عنه لإیصالها الى الناس مجترئ على الله وعلى رسوله وأولیائه ورادٌ لما أعلنه(علیه السلام) فی توقیعه الذی رواه أصحابنا فی كتبهم واعتمدوا علیه وأذعنوا له وهو ما كتبه الامام المنتظر الى النائب الرابع علی بن محمد السمری(رحمه الله) وهو:
(بسم الله الرحمن الرحیم. یا علی بن محمد السمری أعظم الله أجر إخوانك فیك فإنك میت ما بینك وبین ستة أیام فاجمع أمرك ولا توص الى أحد فیقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغیبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسیأتی شیعتی من یدعی المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفیانی والصیحة فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم).
وإن من شواهد صدق هذا التوقیع ما حدث من ادعاءات كاذبة منذ الغیبة والى یومنا هذا حیث إن ذلك من إخبارات الغیب التی صدقتها الأیام، وبعد كل هذا فكل مدع للسفارة أو الوصایة كذاب ومفتر على الله وأولیائه.
الثانی: إن دعوى الإمامة لا تقل أهمیة وخطورة على الدین من دعوة النبوة حیث إنها تفرض على الآخرین الخضوع والطاعة ولا یمكن أن تكون صادقة إلا ببرهان ساطع لا یقبل الشك والإنكار (لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَیَحْیى مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ) وقد أذعن أولیاء آل محمد وشیعتهم للأئمة(علیهم السلام) اعتماداً على النص القطعی أو المعجزة والكرامة الإلهیة ولربما اجتمعا فی أحیان كثیرة ولابد أن یحصل ذلك فی حق الإمام المنتظر(علیه السلام)عند ظهوره حیث سیقترن ذلك بمعلومات قطعیة ومعاجز وكرامات جلیة لاتقبل التأویل أو الإنكار، فعلى كل من تطرق سمعه مثل هذه الادعاءات الغیبیة الحذر والتثبت وعدم التسامح والتساهل فإن ذلك یجر الى الوبال وعظیم النكال.
ونصیحتنا للباحثین فی علائم الظهور الابتعاد عن الظنون والاحتمالات والتخرص فإن ذلك یؤدی الى خلق جو نفسی لرواج الادعاءات الكاذبة ولربما یتحمل هؤلاء جزءاً من المسؤولیة من حیث لا یعلمون.
وعلى المؤمنین كافة أن یكونوا على یقین من نصر الله سبحانه وتعالى وتأییده لهذه الثلة المؤمنة من أتباع آل محمد(صلى الله علیه وآله) ماداموا متمسكین بنهجهم وسائرین على هدیهم فی الاعتماد على من اجتمعت فیه شروط التقلید المعروفة وخاصة صفتی العلم والتقوى، فإن هذا المنهج هو المنهج الأصیل الذی بناه أهل البیت(علیهم السلام) جیلاً بعد جیل، وإن من أوضح صوره وأجلى مظاهره التوقیع الشریف المروی عن الإمام المنتظر: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فیها الى رواة حدیثنا فإنهم حجتی علیكم وأنا حجة الله).
ومن الله التوفیق وعلیه نتوكل، وهو حسبنا
ونعم الوكیل.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=2698