• امروز : چهارشنبه - 26 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Wednesday - 15 May - 2024
6

فتوی المرجعیة حول دعوة أحمد البصري( المدعي الیماني)

  • 09 صفر 1440 - 23:40
فتوی المرجعیة حول دعوة أحمد البصري( المدعي الیماني)

  المرجع الأعلى السید علی الحسینی السیستانی: سماحة المرجع الأعلى آیة الله العظمى السید علی الحسینی السیستانی(دام ظله) فی معرض إجابته، عن سؤال وجه إلیه… السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ظهرت فی الآونة الأخیرة ادعاءات السفارة للإمام المهدی(علیه السلام)، بل یدّعی البعض أنه الإمام المنتظر، فی حین لم یلق هؤلاء رادعاً قویاً وبیاناً واضحاً من […]

 

المرجع الأعلى السید علی الحسینی السیستانی:

سماحة المرجع الأعلى آیة الله العظمى السید علی الحسینی السیستانی(دام ظله)

فی معرض إجابته، عن سؤال وجه إلیه…

السلام علیكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت فی الآونة الأخیرة ادعاءات السفارة للإمام المهدی(علیه السلام)، بل یدّعی البعض أنه الإمام المنتظر، فی حین لم یلق هؤلاء رادعاً قویاً وبیاناً واضحاً من مصادر الفتیا والعلم، وقد استغل هؤلاء انعدام المعاییر الصحیحة لدى عامة الناس، نتیجة الجهل، والتجهیل المتعمد من قبل الظالمین، والفقر، وانفلات الوضع الأمنی، الذی ابتلیت به أمّة المسلمین عموماً وفی العراق بالخصوص.
وقد بان بطلان وفضیحة من ادعى ذلك، فی زمن الغیبة الكبرى بعد السفیر الرابع أبی الحسن علیّ بن محمّد السمری(رضوان الله علیه)، وبقی بعضٌ لم یتبیّن للناس زیفه. وقد انهالت على مركزنا الأسئلة حول هذا الموضوع. ولما كانت المرجعیة الدینیة هی الحصن الحصین للمذهب ولأبنائه لذا كان من الواجب أن نتوجّه إلى سماحتكم ممثلین عموم الشعب المؤمن الموالی لأهل بیت النبوةK، آملین من سماحتكم بیان الرأی فی ردع هذه الدعاوى، وبیان المعاییر التی یصح فیها ادعاء مثل هذه المدعیات، حتى یتبین للمؤمن: كیفیة التمییز؟ ومتى یصدّق؟ ومتى یكذّب؟ هذه الدعاوى.
أدام الله ظلكم الوارف على رؤوس الأنام ولا حرمنا من فیوضاتكم المباركة.
مركز الدراسات التخصصیة فی الإمام المهدی(علیه السلام)
بسمه تعالى:
قال أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی كلام له لكمیل بن زیاد رضوان الله علیه:
(الناس ثلاثة: عالم ربانی، ومتعلم على سبیل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، یمیلون مع كل ریح، لم یستضیئوا بنور العلم، ولم یلجأوا إلى ركن وثیق).
إن من أهم الواجبات على المؤمنین فی عصر غیبة الإمام(علیه السلام) هو أن یتعاملوا بتثبّت وحذرٍ شدیدٍ فیما یتعلق به(علیه السلام) وبظهوره وسُبل الإرتباط به، فإن ذلك من أصعب مواطن الإبتلاء ومواضع الفتن فی طول عصر الغیبة.
فكم من صاحب هوى مبتدع تلبس بلباس أهل العلم والدین ونسب نفسه إلیه(علیه السلام)، مستغلاً طیبة نفوس الناس وحُسن ظنهم بأهل العلم وشدة تعلقهم بأهل بیت الهدى(علیهم السلام) وانتظارهم لأمرهم، فاستمال بذلك فریقاً من الناس وصلةً به إلى بعض الغایات الباطلة، ثم انكشف زیف دعواه وقد هلك وأهلك الكثیرین. وكم من إنسان استرسل فی الاعتماد على مثل هذه الدعاوى الباطلة والرایات الضالة، بلا تثبّت وحذر، فظنّ نفسه من المتعلمین على سبیل نجاة ولكنه كان فی واقعه من الهمج الرعاع، قد تعثر بعد الاستقامة وخرج عن الحق بعد الهدایة، حتى اتخذ إلیه(علیه السلام) طریقاً موهوماً، بل ربما استدرج للإیمان بإمامة غیره من الأدعیاء، فاندرج فی الحدیث الشریف (من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة).
وقد اتفق من هذه الحركات منذ الغیبة الصغرى إلى هذا العصر شیء كثیر حتى أنه ربما كان فی زمان واحد عدد من أدعیاء الإمامة والسفارة، بحیث لو وقف الناظر على ذلك لكان فیه عبرة وتبصّر، ولتعجّب من جرأة أهل الأهواء على الله سبحانه وعلى أولیائه(علیهم السلام) بالدعاوی الكاذبة وصلة إلى شیء من حطام هذه الدنیا، وأستغرب سرعة تصدیق الناس لهم والانسیاق ورائهم مع ما أمروا به من الوقوف عند الشبهات والتجنّب عن الاسترسال فی أمور الدین فإنّ سرعة الاسترسال عثرة لا تقال.
ألا وان الإمام(علیه السلام) حین یظهر یكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والأدلة الظاهرة، محفوفاً بعنایته سبحانه، مؤیداً بنصره حتى لا یخفى على مؤمن حجته ولا یضل طالب للحق عن سبیله، فمن استعجل فی ذلك فلا یضلنّ إلا نفسه،فإن الله سبحانه لا یعجل بعجلة عباده.
كما أن المرجع فی أمور الدین فی زمان غیبته(علیه السلام) هم العلماء المتقون ممّن اُختبر أمرهم فی العلم والعمل، وعلم بُعدهم عن الهوى والضلال، كما جرت علیه هذه الطائفة منذ عصر الغیبة الصغرى إلى عصرنا هذا.
ولا شك فی أن السبیل إلى طاعة الامام(علیه السلام) والقرب منه ونیل رضاه هو الالتزام بأحكام الشریعة المقدسة والتحلی بالفضائل والابتعاد عن الرذائل والجری وفق السیرة المعهودة من علماء الدین وأساطین المذهب وسائر أهل البصیرة التی لا یزالون یسیرون علیها منذ زمن الأئمة(علیهم السلام)، فمن سلك طریقاً شاذاً وسبیلاً مبتدعاً فقد خاض فی الشبهة وسقط فی الفتنة وضلّ عن القصد.
ولیعلم أن الروایات الواردة فی تفاصیل علائم الظهور هی كغیرها من الروایات الواردة عنهم(علیهم السلام) لابد فی البناء علیها من الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص لأجل تمحیصها وفرز غثّها من سمینها ومحكمها من متشابهها، والترجیح بین متعارضاتها ولا یصح البناء فی تحدید مضامینها وتشخیص مواردها على أساس الحدس والتظنی، فإن الظنّ لا یغنی من الحق شیئاً. وقد أخطأ فی أمر هذه الروایات فئتان:
١. فئة شرعوا فی تطبیقها واستعجلوا فی الأخذ بها ـ على حسن نیة ـ من غیر مراعاة للمنهج الذی تجب رعایته فی مثلها، فعثروا فی ذلك ومهّدوا السبیل من حیث لا یریدون لأصحاب الأغراض الباطلة، وإن الناظر المطلع على ما وقع من ذلك یجد أن بعضها قد طبّق أكثر من مرة فی أزمنة مختلفة، وقد ظهر الخطأ فیه كل مرة، ثم یعاد إلى تطبیقها من جدید.
٢. وفئة أخرى من أهل الأهواء، فإنه كلما أراد أحدهم أن یستحدث هوى ویرفع رایة ضلال لیجتذب فریقاً من البسطاء والسذج إختار جملة من متشابهات هذه الروایات وضعافها وتكلف فی تطبیقها على نفسه وحركته، لیمنّی الناس بالأمانی الباطلة، ویغرّرهم بالدعاوی الباطلة فیوقع فی قلبهم الشبهة، وقد قال أمیر المؤمنین(علیه السلام) (فاحذروا الشبهة واشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما أغدقت جلابیبها وأعشت الأبصار ظلمتها) وقال(علیه السلام) (إن الفتن إذا أقبلت شبّهت وإذا أدبرت نبّهت، ینكرن مقبلات ویعرفن مدبرات).
نسأل الله تعالى أن یقی جمیع المؤمنین شرّ الفتن المظلمة والأهواء الباطلة ویوفقهم لحُسن الانتظار لظهور الامام(علیه السلام). وقد ورد فی الحدیث الشریف(من مات منتظراً لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا(علیه السلام)) والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته. ١٢/ صفر الخیر/ ١٤٢٨هـ


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=2493