• امروز : دوشنبه - 24 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 13 May - 2024
0

تصرف الأنبیاء في عالم الطبيعة بإذن الله سبحانه(2)

  • 11 شعبان 1440 - 11:48
تصرف الأنبیاء في عالم الطبيعة بإذن الله سبحانه(2)

  أصحاب سليمان(عليه السلام)والقدرات العجيبة كلّنا يعلم أنّ سليمان(عليه السلام) استدعى ملكة سبأ للحضور عنده، ولكنّه وقبل أن تحضر عنده بلقيس، سأل الحاضرين في ناديه وأصحابه قائلاً: (يا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِيني بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُوني مُسْلِمين).[1] فانبرى أحد الحاضرين ملبيّاً الدعوة ومظهراً استعداده للإتيان به بسرعة فائقة، فقال: (أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ […]

 

أصحاب سليمان(عليه السلام)والقدرات العجيبة

كلّنا يعلم أنّ سليمان(عليه السلام) استدعى ملكة سبأ للحضور عنده، ولكنّه وقبل أن تحضر عنده بلقيس، سأل الحاضرين في ناديه وأصحابه قائلاً:

(يا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِيني بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُوني مُسْلِمين).[1]

فانبرى أحد الحاضرين ملبيّاً الدعوة ومظهراً استعداده للإتيان به بسرعة فائقة، فقال:

(أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِين).[۲]

فنهض وزير سليمان وابن أُخته «آصف بن برخيا» ـ كما يقول المفسّرون ـ و أعلن عن استعداده للإتيان به قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه، قال تعالى:

(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرفُكَ فَلَمّا رآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبّي).[۳]

ولابدّ من الإمعان في الآيات الكريمة لنرى من هو فاعل هذه الأعمال العجيبة ـ الإتيان بعرش بلقيس ـ عبر مسافات طويلة جداً وبطرفة عين فقط؟

الظاهر من الآيات أنّ فاعل تلك الأُمور العجيبة هو أصحاب سليمان أنفسهم ـ و لكن بإذنه سبحانه ـ ويمكن تأكيد ذلك من خلال النقاط التالية:

أوّلاً: أنّ سليمان(عليه السلام) قد طلب منهم مباشرة القيام بهذا العمل، وهذا يعني أنّه كان(عليه السلام) يعلم من حالهم أنّهم قادرون على القيام بمثل تلك الأعمال الخارقة للعادة.

ثانياً: انّ الشخص الذي أبدى استعداده للقيام بالمهمة والإتيان بالعرش قبل أن يقوم سليمان من مقامه، أردف كلامه بالجملة التالية فقال:(وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمين).

ومن الواضح أنّه إذا لم يكن للشخص المذكور دور في العمل لما كان لقوله:(وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمين) أيّ معنى، بل يصبح ذلك القول لغواً.

ثالثاً: أنّ الشخص الآخر الذي قال: ( أَنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرفُكَ ) نسب الإتيان بهذا العمل الخارق للعادة إلى نفسه، وقال: (أَنَا آتيكَ…).

وهل يوجد أصرح من هذا التعبير القرآني الكريم الذي يبيّن بما لا لبس فيه بأنّ أصحاب النفوس الطاهرة والأرواح الزكية يمتلكون من القدرات والإمكانات العجيبة والمحيّرة للعقول في الإتيان بالمعجزات والكرامات، وحينئذ لا يبقى مجال للمشكّكين للتشكيك أو الميل نحو التأويلات الباردة التي لا تقوم على أساس علمي.

رابعاً: أن ّاللّه سبحانه وتعالى قد صرّح بالسبب الذي جعل وزير سليمان قادراً على القيام بذلك العمل بسرعة زمانية قياسية،وهو انّ هذا الإنسان كان يمتلك علماً غير العلم المتوفّر لدى سائر الناس،بل هو من نوع العلوم الخاصة بعباد اللّه سبحانه وتعالى، فقال: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتاب).

_ سليمان(عليه السلام) والقدرات العجيبة

يصرّح القرآن الكريم بالقدرات التي كان سليمان(عليه السلام) يمتلكها، فقال تعالى:

(وَلِسُلَيمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْري بِأَمْرِهِ إِلى الأَرضِ الّتي بارَكْنا فِيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيْء عالِمين).[۴]

والأمر الجدير بالاهتمام هو أنّ الآية المباركة تؤكّد وبصراحة تامة أنّ حركة الريح وتعيين الجهة التي تتحرك فيها خاضع لأمر سليمان وإرادته النافذة، فيقول سبحانه: (تَجْري بِأَمْرِهِ).

وفي آية أُخرى يقول سبحانه:

(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ…).[۵]

وهذا يعني أنّ سليمان(عليه السلام) كان يطوي المسافات البعيدة بفترة زمنية قصيرة بحيث يقطع في يوم واحد المسافة التي كان يقطعها غيره خلال شهرين متتاليين.

نعم، صحيح أنّ اللّه سبحانه وتعالى هو الذي سخّر الرياح وروّحها لسليمان إلاّ أنّ جملة (تَجْري بِأَمْرِهِ) تدلّ بصراحة أنّ لأمر سليمان وإرادته دوراً بارزاً في الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية، كما في تعيين الوقت وتحديد المسير وإيقاف الحركة، وغير ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] النمل:38.
[۲] النمل:39.
[۳] النمل:40.
[۴] الأنبياء:81.
[۵] سبأ:12.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=15860

اخبار المتشابه