• امروز : جمعه - 7 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 26 April - 2024
1

الإجابة علی القول بأنه ليس لمخلوق ـ مهما كان ـ حقّ على اللّه تعالى

  • 29 رجب 1440 - 23:45
الإجابة علی القول بأنه ليس لمخلوق ـ مهما كان ـ حقّ على اللّه تعالى

  تقوم هذه الشبهة على أساس انّ هذا النوع من التوسّل يتضمن القسم على اللّه تعالى بحقّ المخلوقين عليه سبحانه والحال أنّه لا يوجد لمخلوق ـ مهما كان ـ حقّ عليه سبحانه وتعالى، فكيف يدّعي المتوسّل وجود هذا الحق؟! وبعبارة أُخرى: كيف يكون للإنسان حقّ على اللّه؟! جواب الشبهة إنّ حقوق المخلوق على الخالق يمكن […]

 

تقوم هذه الشبهة على أساس انّ هذا النوع من التوسّل يتضمن القسم على
اللّه تعالى بحقّ المخلوقين عليه سبحانه والحال أنّه لا يوجد لمخلوق ـ مهما كان ـ حقّ عليه سبحانه وتعالى، فكيف يدّعي المتوسّل وجود هذا الحق؟! وبعبارة أُخرى: كيف يكون للإنسان حقّ على اللّه؟!

جواب الشبهة

إنّ حقوق المخلوق على الخالق يمكن أن تتصوّر بصورتين، هما:

الف: ينشأ هذا الحقّ من خلال ما يقوم به الإنسان من أعمال حسان، وأفعال بر، ونحو ذلك، فيقع الحقّ بسبب تلك الأفعال الصادرة منه على اللّه تعالى كحقّ الدائن على المدين، ولا ريب انّه لا يمكن، بل يستحيل تصوّر مثل هذا الحقّ الذاتي للإنسان على اللّه تعالى، وذلك لأنّ العبد ـ مهما كان ـ لا يملك شيئاً حتّى يستطيع من خلاله أن يثبت له من خلاله حقّ على اللّه تعالى.

ب: انّ هذا الحقّ نابع في الحقيقة من لطفه وكرمه ومنّه سبحانه، فهو الذي تفضل على خيار عباده. فمنحهم المقام والمنزلة تكريماً لهم، وفي الحقيقة ليس لأحد على اللّه حقّ إلاّ ما جعله سبحانه حقاً على ذمّته تفضلاً وتكريماً.

ولا ريب انّ هذا النوع من الحقّ ـ بالإضافة إلى إمكان تصوّره ـ هناك آيات قرآنية تشير وترشد إليه.

بل نجد بعض الآيات تصفه سبحانه وتعالى بالمستلف والمقترض من عباده حيث يقول عزّ من قائل:

(مَنْ ذَا الِّذِي يُقْرضُ اللّهَ قَرْضاً حَسناً).[1]

وهناك آيات كثيرة تشير إلى أنّه سبحانه بكرمه وفضله ولطفه قد جعل بعض عباده أصحاب حقوق عليه سبحانه، منها:

1. قوله تعالى: (وَكانَ حَقّاً علَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ).[۲]

2. وقوله تعالى: (وَعْداً عَلَيْهِ حقّاً فِي التَّوراةِ وَالإِنْجِيلِ).[۳]

3. وقوله سبحانه: (كَذلِكَ حَقّاً عَلَيْنا نُنجِ الْمُؤمِنينَ).[۴]

4. وقوله تعالى: (إِنّما التَّوبَةُ عَلى اللّهِ للّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجهالة ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرْيب).[۵]

هذه بعض النماذج من آيات الذكر الحكيم، وهناك الكثير من الروايات والأحاديث الشريفة التي تدعم ذلك وتؤكّده، منها:

1. قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : «حقّ على اللّه عون من نكح التماس العفاف ممّا حرّم اللّه».[۶]

2. روى مسلم عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال: قال لي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : «هل تدري ما حقّ اللّه على العباد؟!!»، قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: «فإنّ حقّ اللّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً»، ثمّ سار ساعة، قال: «يا معاذ» قلت: لبيك رسول اللّه وسعديك، قال: «هل تدري ما حقّ العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك؟!!» قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم».[۷]

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] البقرة:245
[۲] الروم:47.
[۳] التوبة:111.
[۴] يونس:103.
[۵] النساء:17.
[۶] كنز العمال: 16/276، رقم الحديث 44443، الجامع الصغير للسيوطي :1/579.
[۷] الترغيب والترهيب:3/43; وشرح النووي على صحيح مسلم:1/231.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=14533