• امروز : شنبه - 22 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 11 May - 2024
1

العوامل التي ساعدت على انتشار الفكر الوهابي

  • 07 جمادى الآخرة 1440 - 10:09
العوامل التي ساعدت على انتشار الفكر الوهابي

  هناك عاملان أساسيان ساعدا في نشر الوهابية في أوساط أبناء الجزيرة العربية، هما: 1. الدعم السياسي والعسكري من قبل أُسرة آل سعود. 2. بعد المجتمع النجدي عن الحضارة والمفاهيم الإسلامية الحقّة. وعلى هذا الأساس كان الوهابيون يشنّون الغارات والمعارك في نجد وخارجها ـ كاليمن والحجاز و نواحي سورية والعراق ـ و كانوا يبيحون التصرّف […]

 

هناك عاملان أساسيان ساعدا في نشر الوهابية في أوساط أبناء الجزيرة العربية، هما:

1. الدعم السياسي والعسكري من قبل أُسرة آل سعود.

2. بعد المجتمع النجدي عن الحضارة والمفاهيم الإسلامية الحقّة.

وعلى هذا الأساس كان الوهابيون يشنّون الغارات والمعارك في نجد وخارجها ـ كاليمن والحجاز و نواحي سورية والعراق ـ و كانوا يبيحون التصرّف بالمدن ـ التي يسيطرون عليهاـ كيفما يشاءون، فإن أمكنهم ضمُّ تلك الأراضي إلى ممتلكاتهم وعقاراتهم فعلوا ذلك; وإلاّ اكتفوا بنهب الغنائم منها.[1]

وممّا لا ريب فيه أنّ كلّ نظرية جديدة ـ وخاصة إذا كانت تتستر بستار التوحيد وترفع شعار الإصلاح ـ تجتذب إليها الكثير من الأعوان والمؤيدين والأنصار في أيّامها الأُولى وتنفذ إلى قلوب الكثير من الناس، وخاصة إذا طرحت في أوساط بعيدة عن العلم والمعرفة، ومن الملاحظ أنّ حركة محمد بن عبد الوهاب
قد حصلت على هاتين الخاصيتين: التظاهر بالدفاع عن التوحيد والإصلاح في المجتمع،والثاني طرحها في أجواء بعيدة عن العلم والمعرفة، ممّا ساعدها على إغفال واستقطاب الكثيرين.

يقول جميل صدقي الزهاوي: لما رأى ابن عبد الوهاب أنّ قاطبة بلاد نجد بعيدون عن عالم الحضارة، لم يزالوا على البساطة والسذاجة في الفطرة، وقد ساد عليهم الجهل حتّى لم تبق للعلوم العقلية عندهم مكانة ولا رواج، وجد هنالك من قلوبهم ما هو صالح لأن تزرع فيه بذور الفساد ممّا كانت نفسه تنزع إليه وتمنّيه به من قديم الزمان، وهو الحصول على رئاسة عظيمة ينالها باسم الدين ـ إلى أن قال: ـ فلم يجد للحصول على أُمنيته طريقاً بين أُولئك، إلاّ أن يدّعي أنّه مجدِّد في الدين، مجتهد في أحكامه.[2]

بل انّ شعارات الحركة انطلت على بعض الشخصيات أيضاً، فقد انخدع بها السيد محمد بن إسماعيل الأمير (1099ـ 1186هـ) مؤلف كتاب «سُبُل السلام في شرح بلوغ المرام» فإنّه لمّا بلغه ـ في اليمن ـ من أحوال الشيخ النجدي ودعوته إلى التوحيد، تفاعل مع الحدث، فأنشأ قصيدته المشهورة والتي كان مطلعها:

سلام على نجد ومن حلّ في نجد * وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

ثمّ حقّق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن ووجد الأمر على عكس ما روي له، فأنشأ يقول في قصيدة ثانية تائباً عمّا قاله أوّلاً:

رجعت عن القول الذي قلت في نجد * فقد صحّ لي عنـه خلاف الذي عندي
وقد صرّح بسبب توبته ومغالاته في التوّهب، حيث قال: وقد قدم إلينا الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي، ووصف لنا من أحوال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها عليه من سفك الدماء ونهب الأموال والتجرّي على قتل النفوس، ولو بالاغتيال، وتكفيره الأُمّة المحمديّة في جميع الأقطار، فبقي فينا تردّد فيما نقله ذلك الشيخ، حتى قدم إلينا الشيخ «مربد» وله نباهة ومعه بعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في وجه تكفير أهل الإيمان، وقتلهم ونهبهم وحقّق لنا أحواله، فعرفنا أحوال رجل عرف من الشريعة شطراً ، ولم يمعن النظر، ولاقرأ على من يهديه نهج الهداية، ويدلّه على العلوم النافعة ويفقهه، بل طالع بعض مؤلّفات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وقلّدهما من غير إتقان مع أنّهما يحرمان التقليد.[3]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جزيرة العرب في القرن العشرين:341.
[2] الفجر الصادق:14.
[3] كشف الارتياب:8.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=10187