• امروز : شنبه - 15 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 4 May - 2024
2

في أسبوع المسجد.. المساجد متراس المجاهدين وشر‌يكة الانتصارات

  • 23 شعبان 1445 - 12:24
في أسبوع المسجد.. المساجد متراس المجاهدين وشر‌يكة الانتصارات

في صدر الإسلام، كانت الجيوش تُعبّأ من المسجد وتخرج من أجل حرب الكفار وشذاذ الآفاق، وفي ذلك المسجد كانت تلقى الخطب ويدعى الناس، ومنه كانوا يتأهبون ويذهبون لمواجهة عدو قام على المسلمين أو أغار على أموالهم أو كان من المنحرفين عن الإسلام، لذا يجب أن تطرح فيه المسائل السياسية والاجتماعية، وكذلك كل مشاكل المسلمين واختلافاتهم […]

في صدر الإسلام، كانت الجيوش تُعبّأ من المسجد وتخرج من أجل حرب الكفار وشذاذ الآفاق، وفي ذلك المسجد كانت تلقى الخطب ويدعى الناس، ومنه كانوا يتأهبون ويذهبون لمواجهة عدو قام على المسلمين أو أغار على أموالهم أو كان من المنحرفين عن الإسلام، لذا يجب أن تطرح فيه المسائل السياسية والاجتماعية، وكذلك كل مشاكل المسلمين واختلافاتهم وايجاد حل لها، وفق كلام الإمام الخميني(قدس).

ضرورة الارتباط بالمسجد
شكلت نظرة الإمام الخميني (قدس) إلى المسجد ودوره نظرة شمولية لا تجزئة فيها ولا إنقاص منها، بل هي التجسيد الفعلي لدور المسجد كما كان في زمن رسول الله (ص) والعصر الأول للإسلام الذي شهد الفترة الذهبية لهذا الدين من حيث التوسعة والانتشار وإدخال الشعوب المستضعفة آنذاك والمغلوبة على أمرها بهذا الدين الوافد الجديد.ومن هنا نجد أن الإمام الخميني (قدس) يؤكد على ضرورة التواصل مع المسجد إحياءً لدوره وإحياءً للأمة بواسطته، لأن تردد أبناء الإسلام إلى المسجد يعطيهم المَنَعةَ الإيمانية في مواجهة الانحراف الفكري والعقائدي، ويمنحهم القوة في الموقف في مواجهة الأعداء وقوى الشر العالمي المتمثلة اليوم بأمريكا والصهيونية ـوقد حافظ الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله ) على نهج الإمام الخميني(قدس) في النظرة إلى المسجد ودوره، وأطلق شعار (أسبوع المسجد) في آخر أيام شهر شعبان التي يليها شهر رمضان الكريم ـ وهذا الشعار هو تأكيد نهج الإمام الخميني(قدس) الذي جعل من المسجد محوراً رئيساً لثورته ونهضته وانتصار الشعب المسلم في إيران على نظام الشاه البائد.

الدور المحوري للمساجد في انتصار الثورة الاسلامية واستمرارها
كان المسجد في بداية الإسلام مركزًا لحركة النبي(ص) السياسية، وكانت حركة النبي(ص) الواسعة والثورية تقاد من المسجد. بعد ذلك، وعلى مدار تاريخ الإسلام، تأصلت من المساجد حركات تحررية مثل حركة التبغ والحركة الدستورية، وغيرها، وعلت صرخات رفض الظلم والهيمنة من منابر المساجد.
هذا وعلى طول تاريخ الثورة الإسلامية، كانت المساجد مكان الهداية والإرشاد للقوى المؤمنة والملتزمة، ومنطلق التظاهرات الشعبية ضد الطغاة والتي أدت إلى انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران. والتي قامت المساجد بعد انتصارها رغم كل المؤامرات والحيل المختلفة التي حاكها الأعداء في الداخل والخارج، في إرساء النظام والأمن عبر إنشاء اللجان والأنظمة المحلية والدوريات الليلية، وجمع التبرعات النقدية من الناس ومساعدة الأسر الفقيرة، وإرسال الناس إلى جبهات الحرب وتشكيل الشركات التعاونية، وإجراء الانتخابات، وتشكيل التجمعات العقائدية ونشر التربية الإسلامية، ومكافحة المؤامرات وبقايا النظام البهلوي، والتدريب العسكري للقوات الشعبية، وما إلى ذلك.
خلال الثورة الإسلامية الإيرانية، كانت المساجد أحد أهم العوامل الفعّالة في نشأة وتكوين الحركة الإسلامية، والأساس لتوسيع هذه الاتجاهات والتطورات الإنسانية وتعميقها وتثبيتها. لم يلعب المسجد دورًا مهمًا في تشكيل النضال ضد ظلم وطغيان النظام البهلوي البائد فحسب، بل أيضًا إذا ألقينا نظرة فاحصة ومفصلة على العقود الاربعة للثورة الإسلامية المجيدة وخاصة في الثماني السنوات من الحرب المفروضة، نجد أن المسجد كان دائما في قمة هذا الهرم الدفاعي، وبعد ذلك، ضد الهجمة الثقافية للغرب، والتي تتم بأشكال وطرق مختلفة، مثل الغزو الثقافي والحرب الناعمة وما إلى ذلك، فقد شكل المسجد مركز قيادة المجتمع ضد هذا الخطر.
الدور الخاص للمسجد لا ينحصر في تشكيل واستمرار الثورة الإسلامية في إيران فحسب، بل يمكننا أيضًا أن نعترف بدور المسجد في البلدان الإسلامية الأخرى. وهذا ما يظهر جلياً في تعزيز ثقافة مناهضة الاستكبار والتمسك بالتعاليم والقيم والمعتقدات الدينية مع حضور الناس في المساجد والاستفادة منها باعتبارها معقلاً وسداً للدفاع عن المثل الإسلامية. ولهذا السبب أصبح المسجد في نظر الغربيين والأعداء مركز الحركة وقائد حركات الحرية والعدالة، ومنبعاً لمناهضة الاستكبار، فهم شعروا بالتهديد لعلمهم أن المسجد المركز الوحيد الذي يملك القوة والإمكانات لتحديهم في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وحتى الاقتصادية. وهذه القوة الهائلة للمساجد ظهرت في العديد من اللحظات التاريخية، وأدت دوراً هائلاً في تحفيز المجتمعات الإسلامية للثورة ضد الظلم وساهمت في تأسيس العديد من الحركات الإسلامية والمقاومة . ولا تتجلى هذه الأهمية بشكل واضح فقط في إيران ولكن أيضًا في العديد من الدول الإسلامية الأخرى.

شرارة المقاومة تنطلق من المساجد.. لبنان مثالاً
لبنان لا يشكل استثناء، فمن المساجد انطلقت شرارة المقاومة التي شكلت أهم ظاهرة عرفها لبنان في تاريخه الحديث.. خرّجت المساجد أجيال المقاومين والعلماء والمثقفين. منها انطلق الاستشهاديون والمقاومون ليحققوا أول انتصار عربي على العدو الصهيوني ومنها تخرجت قوافل المجاهدين للدفاع عن الوطن أمام العدو التكفيري.
أدرك قادة المقاومة أهمية المسجد، فنرى كيف استفاد الشيخ راغب حرب من صلاة الجمعة كمناسبة يتحدث فيها إلى الناس، فكان يستمع إلى شكواهم ويجيب على أسئلتهم، ويعرفهم أكثر على المبادئ والعقائد الفكرية والإسلامية. حتى أصبحت صلاة الجمعة فيما بعد نواة العمل الجهادي الصلب.اعتبروا المسجد الخندق والمحراب، وأساس الثورة، والانتفاضة في وجه الظلم والاحتلال؛ لذلك شكّل في حياتهم مركزاً ومنطلقاً للقضايا السياسيّة والاجتماعيّة. فالمسجد هو المكان الذي منه نستطيع تعبئة الشباب، وزرع ثقافة الإسلام المحمّديّ الأصيل، ثقافة القرآن والولاية.
وكانت أول صلاة جمعة في لبنان(خطبتان وركعتان) بإمامة الشيخ راغب في جبشيت في أوائل شهر حزيران من العام 1976م. وذلك بعد عودته من النجف الأشرف حاملاً الإجازة المباشرة من آية الله العظمى الشهيد محمّد باقر الصدر بإقامتها، وطفق يتنقل متنقّلاً من مسجد إلى آخر مقيماً الصلاة جماعةً، ومبلّغاً في العقيدة والأخلاق والفقه والسيرة.
في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الثورة الإسلاميّة، كانت قواعد المسجد تتصاعد أيضاً، والجمعة تتنامى عدداً، وأصبح هناك حضور ومشاركات فعّالة من القرى. وتزايدت أعداد الناس المشاركة والتي كانت تقصدها من القرى المجاورة سيراً على الأقدام، حتّى باتت هذه الصلاة تشكّل المحور الفاعل والملتقى لروح العمل الإسلاميّ من القرى كافّة.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية، عم الفرح القرى واحتشد المؤمنون في الجمعة الأولى للانتصار، حيث وقف الشيخ وأعلن البيعة والولاء للإمام الخميني(قدس)، وبدأ الشيخ يعطي الجمعة عنواناً ولائيّاً للإمام الخمينيّ (قدس) معلناً أنّه المرجعيّة الواجب اتباعها.وكان الاجتياح، فتحوّلت جمعة الشيخ راغب حرب إلى صرخة مدوّية في وجه الاحتلال، وإلى محطّة أسبوعيّة، ومنبر ثوريّ إسلاميّ يُطلق اللاءات ضدّ الصهاينة. هذا الموقف الذي جعل من الجمعة منارة، وانتفاضة أسبوعيّة، وشعارات ثوريّة، فالتحق بها الجميع حتّى باتت ملاذهم. وكان حضور الناس كبيراً، ولم ينل منهم خوف أو قلق فيما الغزاة يحيطون المسجد بآليّاتهم، وهم يعلنون مع إمام مسجدهم أنّ القرار هو قرار المقاومة في وجه الاحتلال، ومواجهة العدو الصهيوني واجبُ شرعي لطرده من أرضنا.

فلسطين…استهداف ممنهج للمساجد
منذ أن وطأت أقدامُ الاحتلال الصهيوني أرض فلسطين، وجرائمه لم تتوقّف ضد المساجد تدنيساً وحرقاً واستيلاءً وتدميراً، في كل ربوع فلسطين عموماً ومدينة القدس المحتلة خصوصاً؛ بدءاً من المسجد الأقصى الذي يتعرّض لأبشع جرائم التهويد، وفي الخليل؛ المسجد الإبراهيمي، حيث اُرتكبت أبشع مجزرة على أعين الاحتلال، وفي غزة، تدمير المساجد على رؤوس المصلين، فقد قامت قوات الاحتلال الصهيوني في معركة “طوفان الأقصى” بتدمير 70 مسجداً دُمرت بشكل ٍكامل، فيما لحق بـ 200 مسجد أضرارا جزئية متفاوتة، وفق معطيات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وتُعتبر المساجد في غزة مدرسة تُخرّج الأجيال الإسلامية والمجاهدين في سبيل الله (سبحانه وتعالى)، وتدعم صمود الأهالي ضد الحصار والعدوان، وبهذا تُشكل منارةً للصمود والتحدي، كما أنها تمد المواطنين بالصبر والعزيمة.

محاربة المساجد عبر هدمها في البحرين
إن المساجد هي من أعظم المقدسات لدى المسلمين عامة، كما أنها من ضمن دور العبادة التي تكفل صيانتها وحمايتها كلُّ الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ما لها من بُعد روحي وتاريخي على امتداد عصور غابرة.
إنّ اللجوء إلى تقييد الحريات الدينية والتعرض لمقدسات طائفة معينة بالتدمير أو التخريب؛ يعدُّ شكلاً من أشكال “الإبادة الثقافية”، بلا شك، وقد أقدمت قوات السلطة البحرينية المتحالفة مع قوات درع الجزيرة (السعودية) على تهديم وتخريب عشرات المساجد والحسينيات في البحرين التي يقصدها أبناء المجتمع البحريني المسلم، وقد جرى ذلك في مارس 2011م حيث شهدت البلاد حملة القمع والاضطهاد الواسعة التي شنتّها السلطة بعد إعلان ما يُسمى “قانون السلامة الوطنية” (الطوارىء) وتفريق المعتصمين عن ميدان الشهداء، واستمر ذلك في فترات مختلفة. وقد أحصت جهات حقوقية ودينية هدْم أكثر من 38 مسجداً، زعمت السلطاتُ الخليفية بأنها “غير مرخصة”، وهو تبرير ينطوي على الطبيعة الانتقاميّة التي استولت على حملة الاضطهاد الطائفي، فضلاً عن نزعة الاستخفاف بعقائد المواطنين الأصليين وشعائرهم وطقوسهم الدينية.
ختاماً يؤكد الإمام الخميني (قدس) إن للمسجد دوراً محورياً بارزاً على كل الصعد الدينية والسياسية والاجتماعية والإعلامية، فهو الحصن والمتراس للإسلام والأمة، والمتراس هو الذي يحتمي به الإنسان عند الإحساس بالخطر أو الضرر على النفس، وكذلك الأمة عليها أن تحتمي بمساجدها وتجعل منها المتاريس لرد العدوان والهجوم من جانب الأعداء.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=90439

برچسب ها

اخبار المتشابه