من خلال زیارة قصیرة له،تسجل الذاکرة والقلم ،لقطات عن علاقة الانسان بالبیئة،التی تمتد ضفاف میاهها نحو الافق.
انه هور شادگان الدولی،احد اکبر الاهوار فی العالم. حیث تتنوع الحیاة المائیة والبریة فی هذا الهور.
حین تتعمق فی الهور قد تشعر بعودة التاریخ الی الوراء،فهنا حیث الطبیعة البکر، وحیث الناس یعیشون علی طبیعتهم دون روتوش.هنا تتعانق الطبیعة مع الانسان،فی جو تغلب علی تفاصیله البساطة.
یقتاتون علی ما یصیدونه من اسماک وطیور ومشتقات الحلیب والزراعة.
وحیث تتناغم البیئة مع اصوات اهالی الهور التی تشق الصمت بغناء ریفی عذب.
اجمل ماتراه العین فی هذا الهور هو شروق الشمس لتثیر الدفئ باعواد البردی والجولان وتبث الحیاة فی الطبیعة الناعسة.
هوعالم فسیح،مساحات میاه صافیة تحملک الی عالم الدعة والاسترخاء.جزر طبیعیة محاطة بالبردی وسط مساحات من المیاه التی تزیدها جمالا وتشکل مرتعا للطیور الزائرة.
سکان الهور،قوم جدیرون بالضیافة.وبامکان ای زائر ان یدخل حیاتهم الاجتماعیة الطیبة.حتی انهم یمنحونه هذا الاحساس بان لدیه مسکنا حقیقیا بینهم.
سکان الهور لایمشون علی الاقدام ولایرکبون السیارات بل ینتقلون عبرالمشحوف وهو غارب صغیر یتلائم شکله وحجمه وطرق ادارته مع الهور نفسه.
ویعتمد سکان الهور علی المشاحیف فی اغلب اعمالهم الیومیة.فمن خلالها یذهب الصیاد لصید السمک وتستعمل لجلب اعلاف الحیوانات ونقل البضائع.
واخذت انواع الزوارق التی یصنعها ابناء الهور ،تسمیات عدیدة منها الماطور،البلم والمشحوف.
وتوجد فی القری المحاذیة لهور شادگان ورشات لصناعة الغوارب ومازالت موجودة حتی یومنا هذا.
لم تقتصر اعمال ابناء الهور علی صناعة الغوارب فقط .فصید الطیور فی فصل الشتاء یعتبر مصدرا مهما للرزق ،اضافة الی صید الاسماک التی تعود ابناء الهور الاکتفاء منها بغذائهم الیومی.
یصنع اهالی الهور الخریط کمادة تؤکل وهي مادة غذائية ودوائية تستخلص من نبات البردي الذي لا ينبت إلا وسط مياه الاهوار ، وتستخدم هذه المادة النادرة في معالجة الكثير من الإمراض وابرزها القولون ..لها مذاق خاص وهی مادة صفراء اللون ذات رائحة طیبة وطعم حلو.
یعتمد اهالی الهور علی البواری ای الحصران کغطاء لسقف بیوتهم وفراش لجلوسهم ویستخدمونها فی تغطیة محاصیلهم الزراعیة.وقد تراجعت صناعة البواری بسبب الجفاف الذی یجتاح المنطقة منذ اعوام.
تمکن ابناء هور شادگان من استغلال الطبیعة المحیطة بهم والتکیف معها الی ابعد الحدود.فبیوتهم تبنی من القصب.اضافة الی انماط البناء السریع من القصب التی تکون لحمایة الماشیة اوللوقایة من الشمس فقط.
الهور وکما یقول اهله ، هو المکان الوحید الذی یعیش فیه کلیب الماء وهو من اصناف الحیوانات النادرة التی لم تکن معروفة فی العالم حتی تم اکتشافها عام الف وتسعمئة وستة وخمسین فی الاهوار.
هور شادگان هو عالم سیاحی یتعانق فیه الانسان والبیئة،عالم عجیب فی معتقدات سکانه واختلاف بیئاته الحیوانیة والنباتیة وعلاقتها مع سکان هذا العالم السحری.
المصدر: قسم الابحاث في وکالة النخیل
