تشهد المدن و القری الأهوازیة فی شهر محرم الحرام من كل سنة نشاطاً كبیراً و ملحوظاً من جانب جمیع الفئات فی المجتمع صغاراً و كباراً، رجالاً و نساءاً و شیوخاً و شباباً لإحیاء ذكری إستشهاد سید الشهداء و أبی الاحرار الامام الحسین عليه السلام و اصحابه و آل بیته الأطهار فی واقعة الطف فی كربلا فی عام واحد و ستین للهجرة حیث تجد الجمیع یتحرك و باهتمام بالغ لانجاح مجالس و مواكب العزاء الحسینی مقدماً ما یقدر علیه كلاً حسب امكاناته و إستطاعته ، ففی الیوم الاول من الشهر الحرام و احیاناً قبله ببضعة أیام تتم الاستعدادات اللازمة لتهیئة الشوارع و الأحیاء و المساجد و الحسینیات عبر نصب الأعلام و الرایات السوداء علی جنباتها و تعلیق اللافتات التی تحمل أشعاراً فی مدح الامام و أهل بیته و أصحابه أو عبارات من خطبته الشهیرة عليه السلام فی یوم عاشوراء الذی لم یخاطب بها معسكر أبن زیاد و حسب و أنما أراد أن یسمعها جمیع الناس فی جمیع الأزمنة و الأمكنة حیث أطلقها ضد الظلم و التعسف و الباطل و نصرة للحق و المظلومین ، فتنتشر آلاف الأعلام و اللافتات السوداء فی مختلف أنحاء المدینة لتتشح بالسواد الكامل تخلیداً للفاجعة الألیمة و تذكیراً بصراع الحق الدائم المتمثل بالامام عليه السلام مع الباطل المتمثل بیزید و زمرته الضالين فی كل زمان و مكان مهما كان الباطل متعسفاً و ظالماً.
یقیم الاهوازیون علی مدی شهری محرم و صفر المآتم و مجالس العزاء و لكن للعشرة الاولی من شهر محرم طابعها الخاص ، ففی هذه الایام تسیر المواكب فی الشوارع و تتنقل بین الأحیاء و الحارات لتقدیم التعازی من موكب الی موكب و من هیئة إلی هئیة أخری مرددة فی أغلب الأحیان الهتاف الشهیر ( أهلاً و سهلاً مرحبا بیكم – جیتو تعازونا الله یعازیكم).
فی النهایة و بهذه المناسبة أی حلول شهر محرم الحرام و ذكری إستشهاد الامام الحسین عليه السلام و أهل بیته و اصحابه فی واقعة الطف، نتقدم بأحر التعازی لجمیع المسلمین فی العالم لاسیما الشعب العربی الأهوازی و ألی كافة الأحرار فی العالم الذین یتخذون من ثورة الحسین نبراساً لهم فی طریقهم نحو الحریة و لست أنسی عبارة القائد الهندی الكبیر مهاتما غاندی الذی قال” تعلمت من الحسین كیف أكون مظلوماً فأنتصر “.