• امروز : دوشنبه - 17 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 6 May - 2024
3

عملية عسكرية ايرانية تدرّس في الكليات الحربية بالعالم … ماهي ؟

  • 15 ربيع الأول 1445 - 10:42
عملية عسكرية ايرانية تدرّس في الكليات الحربية بالعالم … ماهي ؟

أثناء ملحمة الدفاع المقدس ( الحرب التي شنها النظام العراقي السابق على الجمهورية الاسلامية الايرانية في الثمانينات ) وعندما تم طرح خطة عمليات ” والفجر 8 ” مع كافة تلك العوائق الطبيعية والعسكرية، كانت الخطة مبدعة لكنها في منتهى المجازفة، بحيث اعتبرها بعض قادة الالوية الايرانية غير ممكنة التنفيذ وعارضوا شن مثل هذا الهجوم . […]

أثناء ملحمة الدفاع المقدس ( الحرب التي شنها النظام العراقي السابق على الجمهورية الاسلامية الايرانية في الثمانينات ) وعندما تم طرح خطة عمليات ” والفجر 8 ” مع كافة تلك العوائق الطبيعية والعسكرية، كانت الخطة مبدعة لكنها في منتهى المجازفة، بحيث اعتبرها بعض قادة الالوية الايرانية غير ممكنة التنفيذ وعارضوا شن مثل هذا الهجوم . وجود كل تلك العوائق الطبيعية والموانع العسكرية أدت الى ان يريح صدام حسين المقبور باله من ناحية شبه جزيرة الفاو (منفذ العراق على الخليج الفارسي) ولا يأخذ بالحسبان احتمال أي هجوم ايراني من هذه الناحية.

لقد شهدت تلك الحرب عمليات ايرانية قل نظيرها وحيرت العالم ، وكان من أهمها وأكبرها عملية ” والفجر 8 ” التي لا تزال تدرس في الكليات العسكرية في العالم حتى الآن ، وهي عملية كانت نسبة نجاحها على الورق ” الصفر”.

ماذا جرى خلال عملية ” والفجر 8 ” ؟

بدأت هذه العملية في تمام الساعة 22:10 من مساء 11 فبراير/ شباط عام 1986 للاستيلاء على شبه جزيرة الفاو الاستراتيجية . وكانت الفاو ذات اهمية كبيرة جدا لصدام حسين وقد امر منذ اليوم الاول لسقوط الفاو بشن هجمات كبيرة بالاسلحة الكيماوية.

حدة التعقيد وصعوبة تنفيذ هذه العملية جعلت بعض كبار المسؤولين العسكريين الايرانيين امثال الشهيد القائد حسين خرازي ( قائد لواء الامام الحسين (ع) الرابعة عشرة في الحرس الثوري والذي استشهد في 27 فبراير 1987 في عملية كربلاء 5) والشهيد القائد احمد كاظمي ( قائد لواء النجف الاشرف، والقائد اللاحق للقوات البرية في الحرس الثوري والذي استشهد في 9 يناير / كانون الثاني 2006 في تحطم طائرته) يترددون ازاء مشاركة القوات التي تحت امرتهما في تلك العملية.

يقول العميد محتاج الذي كان قائدا لمقر كربلاء اثناء الحرب في هذا الصدد : عندما طرح اللواء محسن رضائي (قائد الحرس الثوري اثناء الحرب الايرانية العراقية) خطته للعمليات في منطقة الفاو لم يقتنع القادة والمخططين العسكريين بها ، لكن اسلوب اللواء رضائي الاقناعي وتحليه بالحلم، كان مؤثرا جدا ، فهو قد بذل كل ما في وسعه لاقناع كافة المراتب القيادية وصولا الى قادة الكتائب بخطة هذه العملية البالغة التعقيد.

لقد عبر المجاهدون الايرانيون في هذه العملية نهر اروند رود ( تلاقي نهر كارون الايراني مع نهري الدجلة والفرات المتلاقيين) والذي كان يتغير عرضه باستمرار بين 400 متر و 1600 متر ويشهد جزرا ومدا هائجا وشديدا جدا ، لينفذوا واحدة من اغرب العمليات العسكرية في العالم، والتي اعترف جميع الخبراء العسكريين في العالم بأنها كانت مستحيلة.

يقول القائد الاسبق للحرس الثوري اللواء محسن رضائي في هذا الصدد : كان يجب على قواتها خوض عدة حروب في آن واحد، اولها المواجهة مع الطبيعة، فعرض نهر اروند رود كان يصل في بعض الاحيان الى 1200 متر، وكان شديد الامواج ، وفي كل 6 ساعات كان يتغير اتجاه المياه في ذلك النهر، ومن النادر جدا وجود نهر يتغير اتجاه مياهه باستمرار.

اما المشكلة الاخرى التي كانت تواجهنا هي وجود ساحل مستنقعي للنهر بسبب استمرار زيادة ونقصان حجم مياه النهر وتغيير عرضه باستمرار، واذا لم نكن ننجح في شن العملية خلال 6 ساعات من المد لاصبح الساحل في الضفة المقابلة مستنقعيا ويصبح رسو زوارقنا في الضفة المقابلة مستحيلا، وينقطع الاتصال بين القوات المتقدمة والقوات في الخطوط الخلفية.

وكانت حربنا ومواجهتنا الثانية مع القوات العراقية نفسها ، فعندما تغلبنا على العوائق الطبيعية بكل صعوباتها ، وصلنا توا الى الخطوط الدفاعية الامامية للعدو ، والتي كانت مزروعة ومملوءة بالأشرطة الشائكة والالغام وغيرها من الدفاعات.

ولان ضفة النهر من جانبنا كانت سواحل مستنقعية بعمق 2 الى 3 كيلومترات فان بناء جسر على النهر كان صعبا جدا بالنسبة لنا ، ولم نستطع مد جسر مناسب على هذا النهر حتى بعد مضي شهرين من بدء انطلاق هذه العملية، وكان امداد قواتنا في شبه جزيرة الفاو التي تم الاستيلاء عليها يتم فقط بواسطة الزوارق، في حين كانت وحدات من قواتنا قد تقدمت مشيا على الاقدام وتموضعت على بعد 30 كيلومترا في عمق اراضي العدو بعد عبور النهر.

لقد استحوذت تلك العملية الحربية الكبيرة على اهتمام عالمي وصدرت ردود عالمية تجاهها وتناولت اخبارها جميع وكالات الانباء في العالم .

لقد كتبت وكالة الانباء الفرنسية بشأنها ” الامام الخميني (رض) استخدم كامل قوته للحرب”.

ووصفت القناة الثانية للتلفزيون الالماني عملية ” والفجر 8″ كالتالي : لقد نفذت طهران تهديداتها والحرب قد دخلت مرحلة جديدة”.

كما طلب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي كان بنفسه قائدا عسكريا ولديه المام بالقضايا العسكرية، من المسؤولين الايرانيين عدة مرات رؤية خارطة عملية ” والفجر 8″ وطلب شرحا وتوضيحا حول كيفية تنفيذها .

وفي تلك العملية الحربية المدهشة ومنقطعة النظير ، تم الاستيلاء على ميناء الفاو الهام كما تم تحرير 600 كيلومتر مربع من الاراضي الايرانية ايضا.

وخلالها تم تدمير جزء كبير من القوات العراقية ومعداتها، وسيطرت ايران على نهر اروند رود وشمال الخليج الفارسي كما تم الاستيلاء على قاعدتين لصواريخ ساحل – بحر العراقية وانقطع اتصال العراق بالخليج الفارسي وانتشرت القوات الايرانية بجوار الكويت.

وهذا التخطيط الهندسي القتالي أدى الى تصنيف عملية “والفجر 8” بين أكبر العمليات العسكرية في القرن العشرين، حيث تدرس في الكليات العسكرية في العالم ، وتعد مفخرة للقوات المسلحة الايرانية.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=85185

برچسب ها

اخبار المتشابه