اربعينية الحسين عليه السلام والمفهوم الانساني-حسن هاني زادة

على اعتاب اربعينية الامام الحسين عليه السلام تتجه الانظار نحو مدينة كربلاء المقدسة في العراق اذ هذه المدينة لها رمزية وتاريخ مليء بالاحداث لفتت انتباه الشعوب الحرة في العالم.
اربعينية الامام الحسين”ع” لم تكن شعيرة دينية بحتة بل تحمل في طياتها الكثير من المفاهيم الانسانية اذ ان ثورة الحسين تجاوزت الابعاد المذهبية والطائفية واصبحت ثورة يحتذى بها كل الاحرار في العالم بغض النظر عن
توجهاتهم الدينية وانتمائاتهم العرقية.
ومن هذا المنطلق هنالك عشرات من المنظمات الغربية تقوم بايفاد مئات الباحثين الغربيين لتقديم دراسة حقيقية حول اسباب تحشيد هذا الكم الهائل من زوار ابا عبدالله الحسين عليه السلام في كربلاء.
فهذا التجمع البشري الهائل في مدينة صغيرة مثل كربلاء في ظل الظروف الامنية المتردية اذهلت كل المتابعين الغربيين حيث ثمة سوال واحد يطرحنفسه الا وهو ما الدافع الذي يجعل هولاء الزوارمن جنسيات مختلفة ان
يتقبلوا المصاعب وياتون الى كربلاء لزيارة مرقد الحسين ؟.
فواقعة الطف ليست واقعة عابرة بل غيرت مسار التاريخ وارست دعائم الشموخ والاباء في نفوس الشعوب المستضعفة وبددت الخوف والخنوع واصبحت نبراسا يستنير بها الاحرار في ارجاء العالم.
فالامام الحسين عليه السلام حينما جاء الى كربلاء كان مدركا بحجم الاخطار وما سوف يواجهه هو وصحبه الاوفياء من قسوة وبربرية جيش والي الكوفة عبيدالله بن زياد .
ولكن الرسالة الملقاة على عاتق الامام الحسين من اجل اصلاح دين جده الرسول الاعظم”ص” دفعته ان يخاطربحياته وحياة ممن معاه ويختارطريق الشهادة حتى تصبح الشهادة منبعا يستسقى بها كل مظلوم في العالم حتى
يومنا هذا.
وبعد 1400 عاما من ثورة الحسين عليه السلام الان اصبحت مراسم اربعينيه الحسين رمزا للتعايش والسلام والوئام بين كل الشعوب اذ وجود اكثر من 20 مليون زائر من 80 دولة ياتون من فج عميق خير دليل على رمزية مدينة كربلاء
المقدسة.
فمحافظة خوزستان الولائية لها المساهمة الاكبرفي احتضان الزوار في مراسم الاربعينية الحسين بسبب وجود بوابتي الجذابة والشلمجة الحدوديتين تستقطبا الملائين من الزوار في مثل هكذا مناسبة.
ولهذا السبب مراسم اربعينية الحسين تحمل الكثير من المعاني السامية والمفاهيم الانسانية وترمز الى وجود ارادة لدى الشعوب لنبذ الخلافات العرقية والتوجه نحو الوحدة الاسلامية.