• امروز : یکشنبه - 16 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Sunday - 5 May - 2024
1

الموسيقى العربية الأهوازية.. ماهي خلفیاتها؟

  • 06 ذو الحجة 1444 - 0:50
الموسيقى العربية الأهوازية.. ماهي خلفیاتها؟

لم تتوفر لدينا حتى الآن معلومات دقيقة حول الخلفية التاريخية للموسيقى العربية الاهوازية، لكن ليس لدينا ادنى شك من أن لهذه الموسيقى جذوراً وامتدادات عميقة تصل إلى عدة آلاف من السنين والدليل على ذلك الحفريات المكتشفة في مدينة الشوش مركز ما كان يعرف بدولة العيلاميين وهي تظهر لنا رسوماً لعازفين منحوتة على الواح حجرية . […]

لم تتوفر لدينا حتى الآن معلومات دقيقة حول الخلفية التاريخية للموسيقى العربية الاهوازية، لكن ليس لدينا ادنى شك من أن لهذه الموسيقى جذوراً وامتدادات عميقة تصل إلى عدة آلاف من السنين والدليل على ذلك الحفريات المكتشفة في مدينة الشوش مركز ما كان يعرف بدولة العيلاميين وهي تظهر لنا رسوماً لعازفين منحوتة على الواح حجرية .

كما أن إبداع ما يعرف بالمقام “الحويزاوي” نسبة إلى مدينة الحويزة” بالإضافة إلى المقامات العربية الأخرى فإنها إن دلت على شيء فإنما تدل على قوة انتشار الموسيقى الاهوازية في تلك المرحلة .

وفي عهد الشيخ خزعل كان للموسيقى العربية الاهوازية حضورا فاعلا بين أوساط المواطنين العرب ،لان الشيخ خزعل بالإضافة إلى وجود فرق موسيقية وعازفين موسيقيين محليين ، كان يدعوا فرقاً موسيقية من البلدان العربية ، مثل العراق، لبنان، ومصر وذلك من اجل إقامة الحفلات والأمسيات الغنائية والموسيقية في قصره بالفيلية .

في عهد حكم السلالة البهلوية أصيبت الموسيقى العربية الاهوازية شأنها شأن الموسيقى في المناطق الإيرانية الأخرى، بالابتذال، مما قلل من أبعاد قيمتها الفنية.

ونحن نتناول هذا التدهور الحاصل في الموسيقى العربية الاهوازية ، لابد لنا أن نستثني من هذا الوضع أسلوب وطريقة ما يعرف محليا ” بطور العلوانية ” لان هذا النوع من الغناء وبسبب لحنه الخاص ونغمته الشجية ومحتوى أشعاره بقي بعيدا عن الابتذال والانحطاط .

وقبل انتصار الثورة الإسلامية شهدت الساحة الفنية الاهوازية تطورا ونموا خاصا لقسم من الموسيقى العربية الاهوازية وظهر مطربون اهوازيون من أمثال عبد الأمير إدريس، عبد الأمير العيداني ، خضير أبو عنب و احمد الكنعاني. إلا انه رغم ذلك بقي الابتذال يرافق بعضا من هذه الموسيقى ،على سبيل المثال الفرق التي تعرف” بالكاولية “أو الغجر المحليين اخذوا يعزفون بعض الألحان الفارسية المبتذلة و ينسبونها إلى الموسيقى العربية الاهوازية .

وبعد انتصار الثورة وان أصيبت الموسيقى في عموم ايران بنوع من الفتور والركود وذلك بسبب فقدان الرؤية الدينية الواضحة تجاه الموسيقى، إلا انه سرعان ما ادركت الحكومة أهمية الموسيقى ودورها الهام في حياة المجتمع، فبادرت إلى السماح بعقد وإقامة الحفلات الموسيقية وعملت على أحياء الموسيقى وذلك عبر إقامة المهرجانات المحلية والدولية، حيث ظهرت للوجود فرق فنية راقية عرضت فنها وهي مرتدية زيها المحلي وتنشد وتغني بلغاتها المحلية . وباتت أغاني هذه الفرق تسجل على “كاسيتات” وتباع على نطاق واسع عبر أكشاك و محلات الباعة، ألا أن عدم وجود نوع من الموسيقى المحلية التي من شأنها الانسجام مع الأذواق العامة للمواطنين العرب ترتبت عليها أثار ونتائج يمكن تلخيصها على النحو التالي :

1- لملئ الفراغ الموسيقى الموجود توجهت أنظار العامة من المواطنين وخاصة فئة الشباب منهم إلى الاستماع لموسيقى بلدان الدول العربية وخاصة دول الجوار منها ،وأخذت الأشرطة والتي غالبا ما تكون لمطربين عرب من الدرجة الثانية و الثالثة تهرب من وراء الحدود أو تسجل وتستنسخ عبر الإذاعة والتلفزيون ويتم بيعها للمواطنين العرب عبر الأكشاك والمحلات التجارية .

2- لجوء بعض صانعي الأفلام والمسلسلات الإيرانية التي تدور أحداثها داخل المناطق العربية الاهوازية أو داخل ايران إلى موسيقى سكان الموانئ “الموسيقى البندرية” وذلك اعتقادا منهم أن الموسيقى العربية الاهوازية لا تنسجم مع الموسيقى التصويرية لأفلامهم أو مسلسلاتهم ، في حين أن موسيقى الموانئ لا توجد لها خلفية تاريخية أو مكانة فلكلورية بين أوساط عرب الاهواز وهي تخص بعض سكان مناطق الساحلية مثل مدينتي بوشهر وهرمز .

ومن حيث المبدأ العام يمكن تقسيم الموسيقى العربية وفقا للكلمات المرافقة للغناء وكذلك نوع النغم إلى ثلاث أقسام منفصلة بشكل كامل عن بعضها البعض ، كما تنقسم الموسيقى والغناء الاهوازي إلى قسمين، موسيقى وغناء المدينة وموسيقى وغناء الريف ، بالإضافة إلى الموسيقى والغناء المتأثرة بالأسلوب الغربي، وفي الاهواز، و ما عدى هده الموسيقى يمكن القول أن “العلوانية ” غناء أهوازي خالص .

يحتل المقام اليوم مكانة مرموقة ومهمة في الموسيقى العربية وخاصة العراقية منها، حيث يوجد العشرات من المقامات العراقية، أن غناء المقام خاص بأغاني المدن ، يقابله الغناء الريفي، ونشأت المقامات في عهد الخلافة العباسية ، إلا انه وبسبب الترابط الثقافي بين العراق وايران آنذاك دخلت على المقام العراقي مجموعة من المقامات الغنائية الإيرانية من بينها مقام “الدشت” و”النهاوند” والمقام “الأصفهاني” .

يعد المقام الحويزاوي” نسبة إلى مدينة الحويزة” والذي اشتهرت سمعته في أواخر حكم المشعشعيين من افضل المقامات الموسيقية العربية الغنائية ، حيث لا يزال له مكانة خاصة بين المقامات العراقية ، ومما يدعو للأسف فأننا اليوم لا نرى أثرا لهذا التنوع لأداء هذا المقامات في الغناء العربي الاهوازي .حيث لم يبقى منهما إلا مقامين، وهما المقام الذي يعتمد على الشعر الشعبي الاهوازي “الموال” ويعرف في الغناء الأهوازي بهذا الاسم ،أما الأخر فيعتمد على الشعر الفصيح ويعرف في العراق باسم مقام “الرست” ويبدو انه الشكل المحرف للمقام الحويزاوي ،حيث يرى دراسي المقامات انه قد طرأت بعض التغيرات على هذا المقام .

ينسب لحن “العلوانية ” إلى مبدعه و مؤديه علوان الشويع وكما اسلفنا سابقا ، تكاد أن تكون العلوانية غناء اهوازي خالص، ويترافق غناء العلوانية مع لحن هادئ و حزين ولا يعزف إلا على الرباب وعادة ما يكون المغني أو المطرب هو العازف وقد ابتدع علوان هذا الأسلوب الغنائي في الثلاثينات من القرن الماضي ،و كان علوان يسافر إلى مختلف المناطق الاهوازية لعرض أسلوبه الغنائي، حيث كان يغني في مضافات المشايخ ووجهاء العشائر وكذلك في حفلات الأعراس أيضا ، وبالتدريج ومع مرور الأيام استطاع علوان من فرض أسلوبه الغنائي على أذواق العامة من الناس ، وقد

اجتذبت طريقته مطربين آخرين وبذلك انتشرت “العلوانية “في سائر المدن الاهوازية بل تجاوزتها لتصل حتى إلى جنوب العراق ، كما تشبه “العلوانية” غناء “العتابة ” وذلك للأسباب التالية :

1- يستخدم كل من مطرب “العتابة” و” العلوانية” أثناء الغناء آلة الرباب.

2- في “العتابة” و” العلوانية” ، يكون المطرب هو العازف .

3- في كل الطريقتين يستخدم الشعر الرباعي ، رباعي ” العتابة ” للعتابة ورباعي الأبوذية “للعلوانية” .

4- في كلا الطريقتين، أثناء الغناء نادرا ما يستفاد من الشعر الغزلي أو العاطفي وإنما يتم التركيز على الشعر الحماسي والأخلاقي.

ورغم سيادة “العتابة “وأنواع أساليب الغناء الأخرى الدارجة في المنطقة ، إلا أن عبقرية علوان في مجال الغناء هي التي دفعته إلى أبداع هذه النمط من الأداء الغنائي وذلك بعد الانحطاط والابتذال الذي لحق بالغناء العربي الاهوازي أثناء فترة الحكم البهلوي .

لقد كان لظهور “العلوانية “أثرا إيجابيا وبالغ الأهمية على الغناء الاهوازي ،لآن الجمهور الاهوازي الذي سئم الاستماع للغناء المبتذل سرعان ما رحب بهذا الأسلوب الغنائي وتجاوب معه، كما ان أسلوب علوان وطبيعة الأشعار التي انشدها المطربين من بعده أصبحت تلبي جزءا من احتياجات الجمهور العاطفية والأخلاقية ، كونها بالإضافة إلى ما تتضمنه من أشعار حماسة كانت تتغنى أيضا بالصفات الإنسانية النبيلة ، كالشجاعة ، الكرم ،الصبر ،السماحة، الوفاء، النصح ، صلة الرحم ، النضال ضد الظالم ونصرة المظلوم . وهنا تكمن أهميتها الإنسانية والأخلاقية وفي تأثيرها الإيجابي بالمواطنين لا سيما أبناء الأرياف منهم .

ومن إيجابيات ” العلوانية ” أيضا كونها أصبحت جزءاً من الذاكرة الشعبية ، لان مؤديها من المطربين وأثناء الغناء لابد لهم من ذكر اسم الشاعر، وبذلك يكونون قد خلدوا الشاعر و شعره خاصة والغالبية العظمى من الشعراء الشعبيين الاهوازيين من سكان المناطق الريفية غير قادرين على طبع دواوينهم الشعرية ، لهذا يمكن القول إن” العلوانية ” ليست أسلوبا غنائيا وحسب، وإنما بتركيزها على مجمل الصفات الإنسانية قدمت خدمة كبرى للأدب والفلكلور الاهوازي.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=82320

برچسب ها

اخبار المتشابه