• امروز : جمعه - 7 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 26 April - 2024
0

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

  • 09 جمادى الأولى 1440 - 9:26
«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

«لقد انتهت كل حياتي في مساعدة المرضى والمجروحين. عندما بدأ الحرب نقلت من مستوصف الحميدية إلى مستشفی سوسنگرد. وكانت انقل الجرحى إلى السرير، ولا أحد ينام في الليالي المهاجمة وکنا على الفور ننقل الجرحى، وعندما یدق صوت ناقوس الخطر في المدينة، لم يكن أحد هادئًا…» هکذا تقول “هیله عبیات”، الممرضة في زمن الحرب والساکنة الآن […]

«لقد انتهت كل حياتي في مساعدة المرضى والمجروحين. عندما بدأ الحرب نقلت من مستوصف الحميدية إلى مستشفی سوسنگرد. وكانت انقل الجرحى إلى السرير، ولا أحد ينام في الليالي المهاجمة وکنا على الفور ننقل الجرحى، وعندما یدق صوت ناقوس الخطر في المدينة، لم يكن أحد هادئًا…» هکذا تقول “هیله عبیات”، الممرضة في زمن الحرب والساکنة الآن في الحمیدیة.

الساعة 1 و 35 دقيقة وجدت الشارع الذي تعیش فیه “هیلة”. ولکن، للتأكید سئلت من بعض المشاة أين منزلها بالضبط!؟ واشاروا لي بالباب الأزرق الصغير. ویظهر أنَ لا أحد یصلها من الإقارب و حتی الجیران کانوا یجهلون ظروفها.

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

بمجرد أن طرقت الباب نبح كلب بصوت عال لیبلغ مالك البیت عن حضورنا. وفتحت لي الباب إمرأة في منتصف العمر، «-هل أنت سيدة “هیلة”؟  -لا هي أمي.» وابنته التي ظنت أنني قد جئت من منظمة “بهزیستی”، قالت: أمي لا تتناول دواءها في الوقت المناسب، واکثر الاوقات هي نائمة و…

البیت الِکم والِبرّا اِلنَه

قطعت كلامها وقلت لها إنني أريد أن أتحدث مع أمك، وامتثلت البنت بطريقة الضيافة المحلية لدخول المنزل وقالت «البیت الِکم و الِبرّا اِلنَه».

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

دخلت الغرفة. سيدة هیلة نائمة في وسط الغرفة مع بطانیة قدیمة. وعلی سجادة مندرسة. صاحت البنت مرتين وقالت: “استيقظي جائنا ضیف؛ استيقظت!”

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

لایوجد أحد يمرضني

على عكس خيالي،كانت هيلة عجوزاً، ولم تملك يديه  قوة تلك الأيام عندما كانت تنقل الجرحى من هذا السریر الی ذلک السریر.يمكن رؤية سنواته القديمة على تجاعید وجهها وأيديها. یبین شعرها الأبیض من بین الشیلة و العصّابة. أذنيها ثقيلتان وعينیها منخفضتان. لم تستطع بسهولة أن ترتفع من الفراش. ساعدتها ابنتها للاعتماد على وسادتها.

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

سألتني من أنت؟ عرّفت نفسی و ضغطت یدی لتشعر بالسعادة.وبیدها الأخرى بينت لي حالة الغرفة؛یصعب علیها التکلم، تتکلم بضیق التنفس، قالت لي أین کنتم؟ لماذا الآن جئتم؟ كنت أرعى و اباري و امرض الجميع، لكن الآن لا أحد يوجد يبارینی و یمرضني، و ثم سالت الدموع من عینیها.

طلبت من هيلة أن تخبرني عن زمن الحرب و وضحت: عدة سنوات قبل الحرب، كنت ممرضة في مستوصف في حمیدیة.أحيانا كنت أساعد المرضى وأقوم بعملهم.ثم جاء طبيبان آخران إلى الحميدية، اللذان كانا هنديين. لا تدور الجمل في لغة “هيلة” لتحديد الوقت بشكل صحيح، بدلاً من القول إنه لم تحدث ثورة بعد،تقول: لم يصل الإمام الخميني بعد.

جاء الإمام الخميني(ره)

أضافت “هیلة”:وضحت الدکتورة حالتي للطبیبین الهندیین وقالت لهم أن هذه السيدة تعمل عندي منذ عدة سنوات وأنا سعيدة بعملها و ارید ان استخدمها في المستوصف.لكن ليس لديها سجل، وقد ساعدني هذان الطبيبان في تقديم سجل لنفسي. بعد أن حصلت على السجل الخاص بي، قامت الدكتورة بتقديم بطاقة لي و کانت تكتب على البطاقة بأنني كم کنت أعمل في المستوصف. هکذا مضت عدة سنوات حتى عاد الإمام الخميني (ره) إلى إيران.

لابد لي من الذهاب إلى سوسنگرد و مساعدة الجرحى

تقول “هیلة” کنت أفکر أنني سأذهب للدراسة لأتوظف في المستوصف، لكن الحرب قد بدأ وكانت الظروف صعبة. كان الوضع سيئًا، أخبرني الطبيبان الهنديان بالذهاب إلى مستشفى سوسنگرد لمساعدة المصابين.

على الرغم من أن کان عدد الجرحى يزداد يوما بعد يوم، لکن عدد الأطباء والممرضين كان قلیلاً، لا  ينام أحد في الليالي التي یهاجمنا العدو، كان المستشفى مليئاً بسيارات الإسعاف والمصابین، في اللیالي التي یبدأ صوت صفارة الإنذار، كنت أعرف أنني لم أنم تلك الليلة، لو کنت أن أضمد الجروح أو  أنظف المستشفى الذي كان يذرف الدماء، أو أقوم بتغيير الملابس الدامية للجرحى.

سألت من “هیلة” هل تذکرین من أین کانوا یجیبون المصابین؟ و أجابت: من هوفل و البستان و عبدالخان و الحدود و … حتی کانوا یجیبون الجرحی المصابین بلکیمیایی(شیمیایی). کانوا یعطوني أقنعة(ماسک) وقفازات حتی لا  أتلوث بلکیمیاء.

 

في کثیر من اللیالي لکثرة الجرحی کنت ابقا دون عشاء. قال لي الحاج صمدي: “قيل لنا أن العدو دائماً يهاجم یجب ان تبقین في المستشفی و يجب أن لا تذهبین للمنزل لمدة شهر. لا تذكر “هيلة” بأن من هو الحاج صمدي، لكنه تذكر عنه بالخير. تقول: کانت تساعدني السيدة الدکتورة شاه محمدي عند ما کنت اعمل في اللیل.

عندما کنت في مستشفى سوسنگرد، كان یسجل حضوري على القائمة وعلى هذا الأساس یدفع لي الراتب. كنت أجمع سجلات لنفسي من خلال هذه القائمة، التي كانت نسخة منها عندي.وكنت أنتظر في فرصة مناسبة للإستخدام في المستشفى.لكن حتى الآن لا أعرف كيف فقدوا سجلاتي في المستشفى.

من الصعب تذكر اسم بعض الأشخاص الذين ساعدوها طوال تلک السنين؛ تصر “هيلة” على أن تقول اسمهم الصحيح ولأنه ناسیة اسمهم العائلي، كانت تقول دائماً بسم الله حتی تتذکرهم.

فقد المستشفى سجلاتي

توضح هذه الممرضة خلال سنوات الحرب:في السنوات الأخيرة من الحرب، عندما تحسنت الأمور وتراجع العدو، قررت الدراسة مرة أخرى و سجلت إسمي في المدرسة. ذات يوم، عندما ذهبت إلى المستشفى، أدركت أن زملائي یقولون بعضهم لبعض: “لا تخبروها!” ثم وجدت أن المستشفى فقد وثائقي وأنهم لا يستطيعون استخدامي في المستشفى.

ليس لدي حقوق ولا تأمين

“هيلة” حتی تثبت بأن كم من الوقت كانت تخدم في مستشفى سوسنگرد قالت حتى عندما جاء المرحوم هاشمي رفسنجاني إلى سوسنگرد، وبعد وفاة الإمام الخميني، ما زلت کنت أعمل في مستشفى سوسنگرد. ولكن الآن ليس لدي شيء من نفسي، لا حقوق ولا تأمين.أعيش مع أموال الدعم الحکومي ولجنة الامام الخمیني للأمداد.

«هيله» ممرضة الحرب، الآن علی السرير بلا ممرضة

تقول ابنة “هيلة” ليس لدينا أي مصدر للدخل.أسعار الأدویة التي تحتاجها أمي عالیة؛والدتي من بعد كل هذا الجهود ليس لديها حتى تسجیل سوابق.في بعض الأحيان يأتي الجيران إلينا.عرضت عليناا ابنتها ورقة صحفیة قدیمة التي تعرض تضحيات أمها.لكنها تقول لي أنهم أخطأوا في تسمية اسم والدتي.

“هیلة عبیات”

“هیلة عبیات” طلقت من زوحها مع ابنتین.لكن بعد ذلک قرر زوجه أن یأخد بناته.و حاولت “هیلة” وحدها أن تعيش حياتها مع العمل في المستشفى.زوجها کان یسافر بين الكويت وإيران للعمل.ولأن ابنتیها وحدهم في الحميدية، أخذهن من الحميدية إلى مدينة بستان عند عائلته. مع بداية الحرب، استولی العدو علی  جزء من البستان. “هیلة”لمدة سنتين لم يكن لديها خبر عن ابنتیها.في السنوات التالية، عندما توفي زوجها، اصبحت العلاقة بين هیلة وبناتها جيدة. والآن تبلغ “هيلة” 84 سنة من العمر وابنتها الإصغر ألتي هي امرأة في منتصف العمر تحافظ عليها.

لکن الآن لم یسجل اسم “هيلة” لا في مكتب الحرب ولا مکتب المستشفى. المرأة التي کانت تعطي الدواء للمرضی الآن لا يمكننها شراء الدواء الخاص بها.

تقرير: فاطمه اسماعيلي‌منش

 


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=7535

برچسب ها

اخبار المتشابه