نص الشبهة:
النداء و الطلب من غير الله و التوسل به شرك،لأنَّ من يعتقد بهذا الاعتقاد(الطلب من غير الله) فقد اعطى من صفات الله و مختصاته الى المخلوق و عمَّمها على غيره.
رد الشيعة:
ينبغي بالبداية أن نقول لمن بهت الشيعة بالشرك أنَّ القرآن الکریم یقول:
لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً. نساء/94
و ورد ايضاً عن النبي(ص):
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله.البخاري و مسلم
قد أشكل البعض أنَّ من قال لا اله الّا الله دخل في الاسلام الّا أنَّه بنداءه ياعلي يخرج عن الاسلام.
الجواب:
نرى المسلمين في صلواتهم المفروضة ينهون صلواتهم بقول السلام عليك أيها النبي ورحمةالله وبركاته فهل كل المسلموم مشركون؟
و ورد أيضاً أنَّ الخليفة الاول عندما رأى جثة النبي(ص) الطاهرة وقع عليها و هو يقبلها و يبكي قائلاً: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ
صحیح البخاری – کتاب الجنائز – باب الدخول علی المیت بعد الموت.. – ح 1171
يتهرب الوهابية من بيان حدٍّ تام من الشرك و و يحذهبون مباشرة الى مصاديق الشرك حتى تضيع القضية،و لهذا نتوقف قليلاً حول بيان معنى الشرك .
في اللغة:
قال ابن منظور: (الشَّركة والشَّرِكة سواء؛ مخالطة الشريكين، يقال: اشتركنا بمعنى تشاركنا، وقد اشترك الرجلان وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر والشريك: المشارك، والشرك كالشريك، والجمع أشراك وشركاء)
قول المشركين بعد مشاهدة العذاب الالهي:
تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبّ الْعَالَمِين.
شعراء/98
في هذه الآیة الشريفة عُني بالشرك أن تجعل شيئاً موازياً لله تعالى ، و هذا ما توحي اليه معنى كلمة الشرك،و في أمر الشراكة ما هو الاهم تعيين ما بين الشريكين و هو أنَّ كلاً بازاء حقه مستقل عن الآخر،و علی فرض اتخاذ شریک لله في الواقع أن تجعل الغير مسقلاً بازاء الباري تعالى لا أنَّه شريكا بمقدار سهمه كما في الشركة بين الشخصين بل تجعل له تأثيرا مستقلا عن الله.
و هذا واضح البطلان اذ لو فرضنا أنَّ الله وهب كلَّ العالم لشخص و يتمكن من انتزاع ما وهب في كل آنٍ هل يعتبر هذا شرك بالله تعالى؟و هل يمكن أن تدعى له الاستقلالية؟
الجواب:
لا لأنَّ هذا الشخص ليس لديه ما شاركه مع الله حتى تحصل الشراكة و يمكتن لله تعالى أن ينتزع منه كل ما وهب له فهل يعقل تصور استقلالية له؟
نحن الشيعة نعتقد أنَّ الله وهب للأئمة الطاهرين(ع) و يتمكن أن يسحب منهم في ايِّ لحظة كل ما اعطاهم و وهبهم في هذه الحالة هل جعلت شراكة و استقلالية للمعصومين حتى يرد الاشكال علينا؟
و لنذكر الشواهد على ما قلنا من القرآن الکریم:
《1》الشفاء یختص بالله تعالی
و اذا مرضت فهو يشفين. شعراء/80
ولکن نری أنَّ الله قد جعل الشفاء في العسل و قال تعالى: فِیهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ . نحل/69
《2》
الله مدبر ال أمور: يدبّر الامر. یونس/3
يدبر الله الامور بتوسط الملائكة: فالمدبّرات امرا. نازعات/5
《3》
اللّه يتوفّي الانفس. زمر/42
ولكن ملك الموت يقبض الارواح: يتوفّاكم ملك الموت. سجده/11
《4》
وَ اللَّهُ يُحْيي وَ يُميتُ. آل عمران/156
على الرغم من انّ الله هو المحيي الّا أنَّ نبي الله عيسى يحيي الأموات باذنه: أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ. آل عمران/49
《5》
الله محرك الرياح: اللَّهُ الَّذي يُرْسِلُ الرِّياحَ. روم/48
ولكن الله تعالى يسخر الرياح لسليمان: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْري بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ. ص/36
《6》
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا. جن/26
الّا أنّه خص به بعض اولياءه و رسله: إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ. جن/27
《7》
أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ. حج/16
الانبياء اشتركوا مع الله في الهداية: إِنَّكَ لَتَهْدي إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ. شوری/52
و الائمة أشركهم في الهداية: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا. انبیاء/73
《8》
العزة مختصة بالله تعالى: فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا… فاطر/10
ولكن اعطى الله العزة لرسوله و أشركه معه فيها: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ… منافقون/8
فعلى اي اساس عندما ينادوا الشيعة أئمتهم(ع) و يطلبوا منهم من دون أن يعتبروا لهم الاستقلالية فهل يعتبر هذا شرك؟
