• امروز : جمعه - 14 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 3 May - 2024
0

وارث العلم والفصاحة والبلاغة العلوية…الإمام السجاد (ع).. حامل الشجاعة والإقدام الحسيني

  • 25 محرم 1444 - 10:16
وارث العلم والفصاحة والبلاغة العلوية…الإمام السجاد (ع).. حامل الشجاعة والإقدام الحسيني

تمكّن الامام السجاد (ع) عبر صموده وصبره وجلادته الملفتة وعدم خضوعه للظلم والاستبداد اليزيدي، والذي تجلّى في خطبه الغرّاء في الكوفة والشام من إثارة وتجييش الرأي العام في هاتين المدينتين ضد يزيد وأعوانه، وبذلك استطاع اخضاع السلطة الاموية وجعل المنطقة فضاء غير آمن بالنسبة لها. في سنة 9 للهجرة استشهد الإمام السجاد زين العابدين علي […]

تمكّن الامام السجاد (ع) عبر صموده وصبره وجلادته الملفتة وعدم خضوعه للظلم والاستبداد اليزيدي، والذي تجلّى في خطبه الغرّاء في الكوفة والشام من إثارة وتجييش الرأي العام في هاتين المدينتين ضد يزيد وأعوانه، وبذلك استطاع اخضاع السلطة الاموية وجعل المنطقة فضاء غير آمن بالنسبة لها.

في سنة 9 للهجرة استشهد الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين (ع) عن 57 سنة بسم دسه له الحاكم الأموي الوليد بن عبد الملك. وكانت شهادته بعد 35 سنة مضت على فاجعة كربلاء المقدسة، التي شاهد فيها مصارع أبيه الامام الحسين (ع) وإخوته وأعمامه وأبنائهم وأصحابهم وسبي العائلة الهاشمية.

وقام نجله الإمام محمد الباقر (ع) بتجهيزه ودفنه بالبقيع إلى جنب عمه المظلوم الحسن المجتبى (ع)، وسميت سنة شهادته (ع) بـ “سنة الفقهاء” لكثرة من توفى فيها من الفقهاء والعلماء.

من جهة اخرى فإن الامام السجاد(ع) هو وراث العلم والفصاحة والبلاغة العلوية وهو حامل للشجاعة والإقدام الحسيني، إذ ومع خطبه في الكوفة والشام التي لا تنسى وما صدح به من كلام بليغ، استطاع إيقاض الأمة من غفلتها وأتمّ الحجة على الناس هناك.

ينبغي القول أن الجو العام المشحون بالفواجع العظيمة في كربلاء المقدسة والمناخ السائد بالتسلط والظلم الأموي من جهة، وضغوط الأسر والإعياء الشديد جرّاء قطع مسافات طويلة من المشي والأجواء الحارّة من جهة أخرى، مضافاً الى الألم النفسي والتعب الروحي جراء استشهاد الإمام الحسين (ع) والثلّة الطاهرة التي جاهدت معه من جهة ثالثة، كل هذه الامور من المفترض أن لا تترك للامام زين العابدين القدرة على الحديث والبيان او النطق بمحاورة عادية او محادثة طبيعية، لكن ما الامر الملفت في كل ذلك؟؟ اجل إنّه الثبات والصمود الذي أبداهما الامام (عليه السلام) رغم كل تلك الظروف، والشجاعة التي ظهرت منه في مقاومة الطاغية يزيد التي تجلت في تلك الخطب البليغة والمؤثرة في مسجد الكوفة والشام، حتى تمكن عبر ذلك الكلام أن يقنع الجمهور بخطأ يزيد وفضاعة ما ارتكبه عبيد الله ابن زياد في استشهاد الإمام الحسين (ع) وتجاوزهم على اهل بيت الرسالة، وبالتالي الانقلاب على الحكم الاموي، حصل كل ذلك بعد أن أعدّ يزيد مهرجانا عظيما بمناسبة النصر، الذي تحول بسبب جهود الامام الى وبال عليه وعلى حكمه.

كان للإمام علي السجاد (ع) محبة واحترام كبيرين من قبل المسلمين، وتجلى ذلك في موقف الحجيج الأعظم حينما حظر الموسم الطاغية “هشام” ابن الطاغية “عبد الملك بن مروان الأموي” ولم يقدر على استلام الحجر الأسود من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه ينتظر، ثم أقبل الامام زين العابدين (ع) وأخذ يطوف فكان إذا بلغ موضع الحجر انفرج الحجيج له حتى يستلمه لعظيم معرفتهم بقدره وحبهم له على اختلاف بلدانهم وانتساباتهم، وقد سجل الفرزدق هذا الموقف في قصيدة رائعة مشهورة عندما تنكّر “هشام” عن معرفة الامام (ع)، وأنشد قصيدته المشهورة..

هَذَا الذي‌ تَعْرِف البَطْحَاء وَطْأَتَه

                 وَالبَيْت يَعْرِفه وَالحِل وَالحَرَم

هَذَا ابْن خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كلِّهِم

              هَذَا التَّقِي‌ النَّقِي‌ الطَّاهِر العَلَم

لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=72260

برچسب ها

اخبار المتشابه