زقورة دارأنتاش أو ما يسمي الیوم جغازنبيل ، هو معبد قديم تم بناؤه حوالي 1250 قبل الميلاد في زمن العيلاميين . چغازنبیل هي جزء باقٍ من مدينة دورونتاش ، بالقرب من مدينة الشوش ( مدینة قديمة) في محافظة خوزستان. كان هذا المبني أول أثر تاريخي من إيران يوضع في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979 الميلادي يولي المجتمع الدولي قيمة استثنائية وعالمية له. المستشرقون يسمون جغا زنبيل أول مبنى ديني في إيران.
الموقع الجغرافي
يقع چغازنبیل في جنوب غرب إيران ، في محافظة خوزستان وفي مدينة شوش. يقع هذا المبنی على بعد 40 كيلومتر من جنوب شرق شوش ( مدينة قديمة) و 45 كيلومتر من غرب مدينة تُستَر القديمة ، ولكن نظراً لموقعها بغرب نهر دز ، فإن حدود هاتين المدينتين في الإنقسامات الدولية هي جزء من مدينة شوش. یکون هذا البناء في خط الطول الجغرافي 48 دقيقة و 30 ثانیة و في العرض الجغرافي 32 دقيقة.
زقّورات چغازنبیل
زقّورة چغازنبیل هي رمز للفن والهندسة المعمارية العيلامية. يطلق السكان المحليون على التلال الغير طبيعية “جغا” و تعني کلمة “زنبیل” السلة ، وبما أن هذا الموقع كان بشکل سلة مقلوبة قبل الحفر ، فقد أطلق عليه إسم جغا زنبيل. تعني كلمة جغا في الجزء الشمالي من سهل خوزستان تلًا قديمًا و نشاهد له عناصر متكررة مثل: جغازنبيل (تل قدیم على شكل سلة ) ، جغامیش (تل قديم على شكل خروف) ، جغابهن (تل قديم و كبير).
الزقّورات (Zigurat)
باللغة السومرية تعني معبداً مدرجاً متعدد الطوابق..
أكتشف براون هذا المبنى في عام 1933 م و تم إخراجه بالكامل من تحت الأرض بواسطة وفد جیرشمن من سنة 1951 إلى 1962. كانت الزقّورات في وسط مدينة دورأنتاش ، التي دمرت عام 640 قبل الميلاد بناءً على طلب الآشوري باني بول في الحرب ضد هومبان هالتاش ، آخر ملك لإيلام. كان للمعبد سوران و داخل السور الداخلي قسم الطقوس و له سبعة أبواب. أمام الدرج الجنوبي الشرقي ، هناك سبعة صفوف للمذبح ، من المحتمل کان رقم 7 مقدساً للعیلامیین. و البوابة الجنوبية الشرقية مصنوعة من البيتومين ألتي تظهر بوضوح علیها آثار العربة. كانت هذه البوابة مرور المركبات و العربات. و أيضا تصل ست بوابات الی الزقّورات عبر الطرق المبلطة بالحصى.
چغازنبیل هي واحدة من أجمل الآثار الإيرانية المدروجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. في الأصل هذه الزقّورات هي معبد بناه العيلاميون لآلهتهم.
هذا المبنى المربع يبلغ طوله و عرضه مئة و خمسة متراً و ارتفاعه 52 متراً. صنعها أفينتش نبيريشة الملك العيلامي في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. و هي مصنوعة من الطوب ، وهناك العديد من النقوش الموجودة على الطوب بالخط العیلامي. زقّورات جغازنبیل مرتفعة و لها خمسة طوابق ، وفي الطابق العلوي يوجد معبد إنشوشيناك. إنه الإله العیلامي الذي حافظ على مدينة شوش ، عاصمة العيلاميين . کان یعتقد أهل شوش القديمة أن هذا الإله سيصعد من هذا المكان إلى السماء ثم يعود إلى الأرض. و نشاهد هناك مجاري مائية في جميع أنحاء المبنى ، ربما تسبب الحماية للمبنی من فيضانات خوزستان.
حول المبنی تبلیط و نشاهد فی بعض هذه الأرصفة آثار أقدام طفلا و السبب غير معروف. في الشمال الغربي للمبنی ، توجد ملاجئ صغيرة تابعة للإله العیلامي إيشنكراب. و ایضا داخل الفناء صُنعت ساعة شمسية كبيرة.
محطة معالجة مياه النهر
واحدة من عجائب هذا المعبد هي إمدادات المياه إلى چغازنبیل. يمر نهر دز بالقرب من چغازنبیل ولكن بالنظر إلی أنه هذا النهر مؤدي إلى تآكل السهل و سطح مجرى النهر أقل من سطح السهل – في بعض الأماكن أقل من 60 متر – لم يمكن للسكان استخدام مياة هذا النهر. لهذا ، أمر ملك إيلام أفنتيش نبيريشة ببناء قناة بطول 45 كيلومتر للوصول إلى نهر کرخة ، الذي كان نفس مستوي سطح أرض چغازنبیل. تصل هذه المياه إلى چغازنبیل بعد مرورها عبر منطقة هفت تبة و لكن بسبب المياه الموحلة في الكرخه بعد مرورها من سهل خوزستان ، يتم سكبها في أحواض التسوية الصغيرة و الكبيرة و تمرعبر أنابیب خزفیة و بالإستفادة من قوانين فيثاغورس تتم تنقية هذه المياه و إزالة الطين منه. هذه المحطة بنيت بإستخدام أطباق ذات صلة و تعتبر أقدم مصفاة في العالم.
عمارة الزقّورات
تم بناء الزوايا الأربع لهذا المبنی الضخم في أحدی الاتجاهات الجغرافية الأربعة ، مما يشير إلى أنهم کانوا يعرفون الشمال والجنوب والشرق والغرب جيدًا. الطابق الأول 105 متر في 105 متر ، و متر واحد فوق الأرض وجدرانه بعرض ثلاثة أمتار. الطابق الثاني له ارتفاع 8 أمتار و عرض حوالي 16 متراً. و في واجهة الشمال الشرقي و الشمال الغربي كانت هناك مداخل تصل الي هذا الطابق بالدرج. كانت لهذا الطابق غرف تبلغ في ارتفاع 6 أمتار منها أقواساً عرضها 2.10 وطولها حوالي 8 إلى 10 أمتار. يبلغ ارتفاع غرف الطابق الأول 4 أمتار مع مداخل مقوسة کانت لدیها طرق لبعضها. لكن غرف الطابق الثاني مستقلة ولا يمكن الوصول إلى كل غرفة إلا عن طريق درجها الخاص. يتكون هذا المبنى من ملايين اللبنة والآلاف من الطوب ، و حوالي 5000 من هذه الطوب علیها کتابة بالخط العیلامي. لم تتم كتابة الطوب بالأختام بل کتبت کلها بشکل منفصل بالید. استخدم العيلامييون الخط لتزيين المبنى. لقد رأينا مثل هذه الطوب في بوشهر. في عام 1876 ، تم الإخراج عن المئات من الطوب المكتوب بواسطة وفود الحفر من التراب و توجد الآن في المتاحف المختلفة في جميع أنحاء العالم.
في الشمال الغربي ، توجد ثلاثة معابد أخرى تسمى معبد إيشيمكار ، وأوبان والإلهة كیريرشا، ولكل منها فناء و معبد و غرفة و مخزن. جميع هذه المعابد مصنوعة من الصلصال الخام وبعضها مصنوع من الطوب و علیه نقوش.
معايير تسجيل جغازنبیل في قائمة التراث العالمي لليونسكو
وفقًا لما تم نشره على موقع اليونسكو ، لدى چغازنبیل معياران من المعايير الثالثة والرابعة للمعايير الستة المنشورة على هذا الموقع ، و يجب أن يكون لكل أثر تاريخي على الأقل معیار واحد من هذه المعاییر للتسجيل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. المعيار الثالث والرابع هو ، على التوالي “مثال بارز على نوع ما من البناء أو مجموعة معمارية أو التكنولوجيا أو المناظر الطبيعية التي تمثل مرحلة أو مراحل من حياة الإنسان” و “مثالًا بارزاً للمستوطنات البشرية التقليدية أو استخدام الأراضي ألتي تمثل ثقافة واحدة أو أكثر. خاصة عندما تتأثر بالتغييرات التي لا رجوع فيها “.
