• امروز : دوشنبه - 31 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Monday - 20 May - 2024
2

الخلاف القبلي أم الفئوي و خطر الإنزلاق فى مهاوي العصبية

  • 10 ذو القعدة 1441 - 21:13
الخلاف القبلي أم الفئوي و خطر الإنزلاق فى مهاوي العصبية

يمر مجتمعنا بفترة حرجة من حياته تتسم بأهتزاز القيم و اضطراب المعايير الإجتماعية و الأخلاقية حيث اصبحت جريمة القتل ثم يليها حرق البيوت و طرد الأسر الآمنة من بيوتها عادة مألوفة فى بلادنا. لاشك إن جريمة القتل من ابشع الجرائم لأنها اعتداء على القيم الإنسانية حيث شريعتنا الإسلامية جعلت قاتل النفس البريئة كقاتل الناس جميعا. […]

يمر مجتمعنا بفترة حرجة من حياته تتسم بأهتزاز القيم و اضطراب المعايير الإجتماعية و الأخلاقية حيث اصبحت جريمة القتل ثم يليها حرق البيوت و طرد الأسر الآمنة من بيوتها عادة مألوفة فى بلادنا. لاشك إن جريمة القتل من ابشع الجرائم لأنها اعتداء على القيم الإنسانية حيث شريعتنا الإسلامية جعلت قاتل النفس البريئة كقاتل الناس جميعا.
في السنتين الماضيتين كتبت مقالات حول قتل النفس البريئة و حرق البيوت و بث الرعب و الخوف بين الناس و تهجير الأسر الآمنة من قراها، فوصفتها بالأعمال الوحشية فانتقدوني و قالوا لا تستعمل مفردة ” الوحشية” فيا إخوتي ماذا أسمي هذه الأعمال الهمجية ، هل أسميها ” تحضّر” ، “تثقيف” أم “انسانية”
فوالله هذه الأعمال ، وحشية بما تحمل هذه الكلمة من المعاني إنها الوحشية بحذافيرها.
و من المؤسف ترتكب هذه الجرائم فى ظل غياب أو تغيب القانون و استفحال القبلية فى مجتمعنا
يعتقد الباحثون إن السلطة الحكومية فى أي بلد تعتبر من أهم معالم الحضارة و بالعكس، السلطة القبلية مرحلة من مراحل التطور المجتمع البشري فى التاريخ تستبق تكوين الشعب و الأمة و الدولة و تستفحل فى فترات ضعف الدولة و الإنحطاط الحضاري و الإنهيار الفكري لذلك قوتها تناسب عكسيا مع قوة الدولة . و القبلية لا توجد فى الدول المتقدمة بل فى المجتمعات المتخلفة فهى مظهر من مظاهر التخلف الحضارى .
جدير بالذكر ان هناك فرق كبير بين القبيلةو القبلية كالفرق بين الخير و الشر و المعروف و المنكر ، القبيلة مؤسسة اجتماعية حددها الإسلام لصلة الأرحام و التعاون على البر و التقوى و ليس على الإثم و العدوان اما القبلية أساسها التعصب و الفخر بالآباء و ألأجداد و إن التعصب سببه الجهل و من لوازم التعصب الجمود و إن الإنسان المتعصب يلازم الأفكار الموروثة حول ما يتعصب له و من المؤسف إن اليوم أصبح مجتمعنا مرتعا خصبا لإنتعاش التعصب وذلك لأسباب معلومة .
فى الأيام الأخيرة حدث حادث قتل و اتهمت قبيلة بالقتل فذهبت قبيلة المقتول و حرقت و فعلت ما فعلت ثم عند ما توسط بعض الوجهاء حصلت مناوشات كلامية بينهما و ما يقطع نياط القلب نشر مقطع على الشبكات الإجتماعية من الجلسة الساخنة و زاد الطين بلة ،علما بأن هذا العمل(بث المقطع) اعتداء على خصوصية الإنسان ، و على الخصوص عندما يستولى عليه الغضب ربما يقول كلاما لا تحمد عقباه .و هكذا دخلنا تجربة مزعجة نتمنى ان تنتهى بسلام و ذلك بجهود عقلاء القوم من جميع شرائح المجتمع و الأمل كبير لأن تلك المنطقة خرجت منها فحول الشعراء و الأدباء و المفكرين و المثقفين .مع كل هذا نقول و بكل صراحة ، كل ما يقوم على التجريح و التشهير و التسقيط ، ساقط و فاشل مهما كانت المبررات فعلينا أن نعترف بمبدأ الإحترام المتبادل لكل فئات المجتمع من السادة أو جماعات أخرى لأننا كلنا أهوازيين تجمعنا اللغةو الأرض و الدين و التاريخ و المصير المشترك .و لابد أن نتخلص من العصبيات العائلية و الأنانيات و لا ننسى قول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فى خطبة الوداع : “إن الله تعالى قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية و فخرها بالآباء كلكم لآدم ، و آدم من تراب ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ”
و كم يعجبني تعليق الأديب المصري المعروف احمد حسن الزيات على هذه الخطبة حيث كتب ” فماتت بذلك العصبية القومية و الجنسية و أصبحت السيادة للدين لا للنسب و الأخاء فى الله لا فى العصب ” هذه هى المبادي الإسلام الحقيقة و من المؤسف أن نرى فى تراثنا اقوال أو اشعار نشم فيها رائحة الإستعلاء و الفوقية و العبودية و ينسبونها لأهل البيت عليهم السلام كما قال السيد جعفر الحلى فى قصيدته المعروفة و مطلعها؛
سادة نحن و الأنام عبيد
و لنا طارف العلى و التليد
إن هذأ المفهوم يتنافى اطلاقا مع قيم اهل البيت عليهم السلام لأنهم يرفضون بشدة عبودية انسان لإنسان لكن ذهنية البعض من شعبنا ذهنية متلقية تستقبل الأفكار و المفاهيم بكل بساطة دون أي تدقيق أو تمحيص على الخصوص عند ما تكون هذه الأفكار صادرة عن اشخاص يتكلمون بأسم الدين أو بالمناسبات الدينية لهذا على اجهزة الإعلام المختلفة أن تقوم بالتوعية اليومية لأفراد المجتمع و حثهم على تبنى الأفكار الجديدة بدل الأفكار القديمة التى تمنعنا من الإلتحاق بالركب الحضاري و الإنزلاق فى مهاوي العصبية.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=45021

برچسب ها