اهالي خوزستان .. بين مطرقة الضماء وسندان كورونا

أغسل يديك باستمرار لتنجوا من الإصابة بفيروس كورونا، كيف تطبق هذه الوصفة الصحية إذا كنت ساكنا في منطقة تعاني من شحة المياه و كيف تلتزم بالتباعد الاجتماعي إذا لم تحصل على حصتك من المياه إلا إذا اصطففت في الطوابير الطويلة التى تتشكل منذ كل صباح في بعض مناطق الاهواز لتحصل على قليل من ما تحتاجه من المياه.
بدات هذا المقال بهذه البديهيات من الأمور لعل و عسى نحصل على إجابة من المعنيين انه كيف يمكن لأهالى هذه المناطق و القرى و الأرياف التى تعيش هذا الواقع المرير لشحة المياه ان يفلتوا و ينجوا من فيروس كورونا و كيف لهم ان يلتزموا بالحجر المنزلي و هم يخرجون من منازلهم فجرا لجلب المياه .
تزعم السلطات المحلية في الاهواز عن قيامها بعدد من الاجرائات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا أقل ما يمكن أن يكون هو غسل اليدين بالماء فكيف يمكن اتباع هذا الإجراء و بعض المواطنين في بعض المناطق يفتقدون للماء و هم لا يطالبون بتوفير كمامات و لا قفازات بل بحلول عاجلة و فورية لإيصال المياة إلى منازلهم في زمن كورونا.
فتحنا و ناقشنا موضوع ازمة شحة المياه في خوزستان تحديدا القرى و الارياف التابعة لمدينة الاهواز مئات المرات ولاكن الموضوع شائك هذه المرة و أزمة شحة المياه تتزامن مع أزمة تفشي فيروس كورونا في خوزستان خاصتا بعد ما أصبحت المحافظة بورة تفشي هذا الفيروس خلال الأسابيع الماضية.
الكل شاهد مقاطع الفيديوهات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين من المناطق و النواحي المحيطة بمدينه الاهواز من ضمنها منطقة حصير آباد و هم يستغيثون من مشكلة شحة المياه و يطالبون بضرورة اسعافهم في وقت تحث الجهات المعنية على الإلتزام بالبروتوكولات الصحية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا و اهالي هذة المناطق يعيشون ظروفا سيئة تفتقد لأي بروتوكولات و سياسات و اجرائات وقائية و يستقبلون كورونا من خلال المياة الملوثة تحمل الأمراض و الجراثيم، مياه ملوثة لم يحصلو عليها بسهولة فلابد من الوقوف في الطوابير لساعات طويلة الأمر الذي يودي إلى مخاوف صحية فاضافة إلى تفشي الأمراض المتنقلة عبر هذه المياه و التى تؤدى إلى دخول المئات إلى المستشفيات كل عام انضافت هذه السنة مشكلة جديدة و هي زحف فيروس كورونا بصورة سريعة في هذه المناطق في ظل الأوضاع التي تشهدها هذه المناطق بسبب الجفاف و شحة المياه.
تم تداول بعض الفيديوهات و الصور على مواقع التواصل الاجتماعي من تلك المناطق تظهر تزاحم اعداد المواطنين متخلين عن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا كارتداء الكمامات و الحفاظ على وجود مسافات مناسبة بينهم مجبرين على الوقوف في تلك الطوابير على خزانات الماء التي كما يقول الأهالي تأتي متقطعة لا تكفي و لا تسد حاجة الاهالى في تلك المناطق و لاكن حتى و ان كانت قليلة و ملوثة لا يمكن الاستغناء عنها و الأمر يتعلق بالمياه ضرورة من ضروريات الحياة فلم يبقى أمامهم سوى خيارين لا ثالث لهما أما الضما أو الإصابة بفيروس كورونا.
فعلى من ينادون بمراعات البروتوكولات الصحية للحد من الإصابة بفيروس كورونا النظر بالواقع المرير لشحة المياه في المناطق المجاورة لمدينة الاهواز من ضمنها كارون و حصير آباد و كيفية معالجتها من خلال وضع الحلول الموقتة و المستقبلية و تظافر الجهود لتذليل معانات المواطنين في تلك المناطق و القرى و تلبية استغاثتهم بأسرع وقت ممكن لأن في زمن كورونا أزمة شحة المياة ستتحول إلى مصدر لخلق الأزمات إذا ما لم يتم تجاوزها.