يجتاح وباء كورونا العالم دون استئذان من أحد و يتوسع في الانتشار كالنار في الهشيم موضعا العالم بأسرة أمام حل واحد لا غير ،نظام واحد تحكمه أسس ناظمة عادلة غايتها المصلحة البشرية و القيم الإنسانية و الاخلاقية للخروج من هذه الأزمة التي تفتك بكوكبنا.
ولاكن أزمة هذا الوباء القاتل أظهرت للعالم جليا أن المؤسسات الدولية يحكمها البيت الأبيض و عليها أن لا ترى إلا ما تريد أن ترى أمريكا و لا تسمع إلا ما ترغب بسماعة أمريكا حتى و إن كان الأمر متعلق بآلاف الإيرانيين الذين يفقدون حياتهم بسبب العقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى إيران في هذا الظرف المهلك.
السوال متى تريد أن تلعب دورها هذه المؤسسات و المنظمات الدولية التي تتغنى دائما بشعارات حقوق الإنسان و ان تتحلى بالشجاعة الكافية لردع الغطرسة الأمريكية و وقاحتها في هذه الظروف الكارثية.
الوضع الصحي في العالم و هذه المصيبة التى تتربص بالبشرية تقتضي تأجيل الحروب و الصراعات و الحصار و التكاتف لتطويق انتشار هذا الفيروس عبر اتخاذ تدابير على الصعيد الدولي .
اليوم إصابة آلاف الإيرانيين بفيروس كورونا يدق ناقوس الخطر للمنظمات و المؤسسات الدولية بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران لتمكين إيران من السيطرة على هذا الوباء.
على المنظمات و المؤسسات الدولية اتخاذ سياسة عادلة لإنقاذ العالم بدل سياسة اللامبالاة و التفرج التي تتبعها حاليا هذه المنظمات و المؤسسات و على رأسها الأمم المتحدة تجاه دعوات رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران و التعاطي الإنساني و التضامني مع هذا البلد المحاصر لمواجهة فيروس كورونا.
نوكد أن آليات النظام العالمي باتت مسيسة تحكمها الولايات المتحدة الأمريكية و عاجزة و قاصرة عن حماية حقوق الإنسان.
الخوف من الولايات المتحدة الأمريكية الذي يسيطر على هذه الأنظمة الأممية يشكل خطرا على حقوق الإنسان الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية و حتى يمنع اتخاذ قرارات مصيرية عند الأزمات والكوارث التي يواجهها العالم و أزمة وباء كورونا دليل على ذالك .
