• امروز : جمعه - 14 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Friday - 3 May - 2024
1

كيف أنشر الخير

  • 25 ربيع الثاني 1441 - 20:27
كيف أنشر الخير

نشر الخير الأصل في المسلم أن يبادر إلى فعل الخير ويسعى إليه، فالمسلم بطبعه الإسلاميّ السّمح يحبّ أن يعمّ الخير جميع النّاس، ولا يصل إلى هذا إلّا من فهم ما دعا وأرشد إليه الإسلام من محبّتهم، ومحبّة نشر الخير، فقد جاء الدين الإسلاميّ بالمحبّة، والرّحمة، والهداية لجميع الخلق؛ بَرِّهم وفاجرهم، تقيّهم وشقيّهم، حتّى إنّ النبيّ […]

نشر الخير الأصل في المسلم أن يبادر إلى فعل الخير ويسعى إليه، فالمسلم بطبعه الإسلاميّ السّمح يحبّ أن يعمّ الخير جميع النّاس، ولا يصل إلى هذا إلّا من فهم ما دعا وأرشد إليه الإسلام من محبّتهم، ومحبّة نشر الخير، فقد جاء الدين الإسلاميّ بالمحبّة، والرّحمة، والهداية لجميع الخلق؛ بَرِّهم وفاجرهم، تقيّهم وشقيّهم، حتّى إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حزن لمّا رأى جنازة يهوديّ؛ لاعتقاده أنّه لم يستطع هدايته، فقد أحبّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الخير له؛ بأن يكون من أهل الإسلام، فكيف يمكن للمسلم أن يقدّم الخير للنّاس وينشره، وما هي الوسائل التي تُعينه على ذلك؟

توجد العديد من الوسائل التي تساعد على نشر الخير، جاءت بها آيات القرآن الكريم، أو السنّة النبويّة الشريفة، ومن تلك الوسائل والأساليب ما يأتي:
[١] أن يدعو الداعية للنّاس؛ بأن يهديَهم الله، ويشرح صدورههم لقبول الحقّ، والحصول على الأجر والمثوبة، والبُعد عن الضّلال والفجور؛ حتى يفتح الله عليهم بما شاء من الخير، وقد ورد ذِكر هذا الأسلوب لنشر الخير في كتاب الله عزّ وجلّ، فهو أسلوب قرآني في أصله، قال الله تعالى على لسان نبيّه شعيب عليه السلام: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)
[٢] وهو كذلك من الأساليبِ النبويّةِ التي كان المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- يتَّبعها بدعوةِ قومه، فقد رُوِي من حديثِ ابنِ مسعود قائلاً: (كأني أَنظُرُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَحكِي نبياً مِن الأنبياءِ، ضرَبَه قومُه فأَدَمَوْه، وهو يَمْسَحُ الدمَ عن وجهِه ويقولُ: اللهمَّ اغفِرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون).

[٣] دعوتهم إلى الخير بالكلمة الهادفة الرقيقة، والأسلوب الحسن الشيّق؛ بحيث يقبلون منه الخير، ويأخذونه برحابة صدر، وتتنوّع وسائل الدعوة إلى الخير حسب طبيعة الداعي، ومكانه الذي يدعو منه إلى الخير، كأن يكون محاضراً فينشر الخير في محاضرة عامّة، أو يكون مدرّساً؛ لجماعة من النّاس فيدعوهم من خلال درسه، أو يكون خطيباً؛ فيدعوهم من منبره، أو يُقدّمها على شكل نصيحة فرديّة. تقديم الشكر لمن يساهم في دعم الدعوة إلى الخير، والثناء عليه. المساهمة في الإعلان عن المجالات التي يتمّ فيها نشر الخير، مثل: المؤتمرات، والمحاضرت، والتوعية بكيفيّة الاستفادة من هذه المجالات والتأثّر بها، ويمكن الإعلان عن العديد من مجالات الخير، منها: الإعلان عن كتاب دينيّ ما، أو الإعلان عن بناء مسجد. الإهداء، فهو من الوسائل العمليّة لنشر الخير وقبول المواعظ، وهو طريق مُختصَر للقلوب؛ حيث يصل الداعي إلى قلب المدعوّ بسهولة، يُمكّنه من التأثير عليه، وتهيئته للاستجابة له برحابة صدر، وقد قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: (تهادَوْا تحابُّوا).

[٤] تشجيع كافة أعمال البرّ والخير، ولا سيّما في مجال الدّعوة، ونشر العلم، وتقديم الخدمات. اقتراح مشاريع خيريّة ودعويّة في المجالس العامّة والخاصّة، ومن المشاريع الدعويّة: تفطير الصائمين، وكفالة الأيتام، والوقف الخيريّ.

وقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)،[٧] وفي تفسيرِ هذهِ الآية يقول العلّامة السعديّ: (يَمدح الله تعالى هذه الأمَّة، ويُخبر أنَّها خير الأمَم التي أخرجها اللهُ للنَّاس؛ وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المُستلزم للقيام بكلِّ ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمرِ بالمعروف والنَّهي عن المنكر المتضمِّن دعوة الخَلق إلى الله، وجهادهم على ذلك، وبَذْل المستطاع في ردِّهم عن ضلالهم وغيِّهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خيرَ أمَّة أُخرِجَت للنّاسِ).


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=34734

اخبار المتشابه