عيد التاسع من ربيع هو يوم بدء امامة الامام الموعود واجمل هندسة ثقافية للمذهب الشيعي، ان هذه المناسبة السعيدة والمقدسة ليست عبارة عن احياء امر تاريخي فحسب، بل هي افتتاح للبيعة من الامام عليه السلام.
وافاد النخیل: ان يوم التاسع من ربيع الاول هو ذكرى بداية امامة الامام الثاني عشر الامام صاحب العصر الزمان، وهي الحادثة التي وقعت في سنة 260 للهجرة، وهي لها شبه كبير ببعثة النبي الاكرم (ص) من الناحية التاريخية، وهكذا بواقعة الغدير بحيث يمكن ان تكون هذه المناسبة هي مناسبة الغدير في الامام الثاني عشر.
ان الاهتمام بهذا اليوم سبب لايجاد الامل والنشاط وملاحظة المستقبل بل ان مجال واستعداد هذا اليوم لاجل ايجاد الامل والنشاط اكثر من النصف من شعبان من ناحية ان النصف من شعبان هو ذكرى ولادة الامام صاحب العصر(ع) و9 ربيع الاول ذكرى امامته وولايته.
عيد يوم التاسع من ربيع وشكر نعمته:ان عيد التاسع من ربيع الاول هو اول عيد سعيد بعد الاحزان الطويلة التي يمر بها الشيعة، وان هذا العيد يقع بعد شهر محرم وصفر وبعد (شهادة الامام الحسن العسكري)، وعيد ميلاد النبي الاكرم (ص) في النصف من ربيع الاول، وهذا الشهر يعد عبارة عن تحول الشيعة من الحزن الى السعادة والفرح.
ان هذا التحول والتغيير ليس المقصود منه حالة اطلاق العنان بل هو واقعة ومناسبة عيد عظيم ويفتح لنا الامل والطموح وهو عبارة عن علاقة مقدسة مع الامام الحي والحاضر.
ان عيد اليوم التاسع من ربيع هو عيد الولاية والامامة وهو افضل مناسبة ثقافية لمذهب التشيع، وذلك لان الشيعة يفرحون بهذا اليوم بعد شهرين من الحزن والبكاء ويحتفلون بامامة الامام صاحب العصر والزمان (ع) فالشيعة (يفرحون لفرحنا) بعد شهرين (يحزنون لحزننا).
ان هذا العيد المقدس ليس عبارة عن احياء امر تأريخي قد حصل في سنة 260 للهجرة بل هو عبارة عن بيعة دائمية وحية بحيث سيكون لدينا سعادة بعد حزن تاريخي طويل.
ومن هنا فان اول خطوة يقوم بها الانسان المؤمن بالنسبة الى هذا العيد هو شكر الله تعالى ويشكر الله على المذهب الذي احزانه تاريخية ولكن مستقبله مضيء، ان هذه العلاقة وادارة الزمان بين الماضي والحاضر والحال الناشيء من الاعتقاد بالامامة والولاية هي نعمة كبيرة باعثة على تقدم مذهب الحق.
ان نعمة الامامة ليست هي النعمة الوحيدة لله تعالى بل هناك نعمة اخرى وهي العيش في دولة أئمة الحق فانها ايضا من النعم الالهية وحيث ان الانبياء والائمة يتمنون رؤية الامام المهدي(ع) والعيش في دولته فانه من النعمة الالهية العظيمة هي ان يعيش الانسان تحت راية الامام المهدي الموعود وهي موجبة للشكر الكثير.
وفي مقايسة تاريخية ان اعلى اصحاب الحق في طول التأريخ في زمرة الاصحاب الذين هم اعلى من المؤمنين السابقين في الفهم والعقل والقوة والايمان.
ومن هذه الجهة فان شكر نعمة ولاية الامام الغائب من احد المراحل الصعبة في اخر الزمان وهي من اهم وظائف كل مؤمن وهو الشكل الذي على الاقل يمكن ان يظهر بالعبادات الدينية والزيارات الخاصة المهدوية.
المصدر كتاب: التاسع من ربيع( لماذا ، ما هو، كيف) عهد جديد مع صاحب الزمان. الكاتب: حجة الاسلام محمد رضائي.
