• امروز : یکشنبه - 17 تیر - 1403
  • برابر با : Sunday - 7 July - 2024
4

احتجاجات العراق والوجوه المشبوهة

  • 04 صفر 1441 - 15:30
احتجاجات العراق والوجوه المشبوهة

خرج الالاف من الشبان في العراق الى الشوارع منددين بالفساد المستشري في هذا البلد حيث طرحوا لاول مرة شعارات خرجت عن المالوف وتجاوزت كل القيم الاخلاقية حيث باتت تمس بالعلاقات الموجودة بين البلدين الجارين ايران والعراق معا. الملفت للنظر في هذا السياق توقيت المظاهرات والشعارات التي انطلقت من حناجر المتظاهرين الذين جلهم من ابناء الطبقة […]

خرج الالاف من الشبان في العراق الى الشوارع منددين بالفساد المستشري في هذا البلد حيث طرحوا لاول مرة شعارات خرجت عن المالوف وتجاوزت كل القيم الاخلاقية حيث باتت تمس بالعلاقات الموجودة بين البلدين الجارين ايران والعراق معا.
الملفت للنظر في هذا السياق توقيت المظاهرات والشعارات التي انطلقت من حناجر المتظاهرين الذين جلهم من ابناء الطبقة الوسطى والراقية في العراق.
التوقيت والشعارات وفق المعطيات الموجودة ليست وليدة الساعة بل خطط لها منذ عدة اشهر وبدرجة عالية من الدقة وتحت اشراف دولي واقليمي .
التوقيت جاء على اعتاب اربعينية الحسين عليه السلام وهذا ما يدل على ان الدول المعادية لاتباع اهل البيت عليهم السلام مثل الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني والسعودية تخشى من ترسيخ شعار “حب الحسين يجمعنا”
الشعارات التي اطلقها المتظاهرون اتجهت نحو ايران التي معنية اولا واخيرا بامن العراق لان ما يجري في العراق سلبا او ايجابا يترك اثرا مماثلا في داخل ايران.
المتظاهرون لم يطلقوا شعار” امريكا برة برة ” بل انحرفت المسارات والشعارات لتستهدف الدولة الوحيدة التي قدمت الغالي والنفيس من اجل استتباب الامن في العراق منذ عام 2003 حتى الان الا وهي ايران .
الغاية من هذه المظاهرات في مثل هذا التوقيت الحيلولة دون قيام المواكب الحسينية بالانطلاقة في اربعينية الحسين “ع” ومنع توافد الزوار الى كربلاء.

لا شك ان المظاهرات حق مكفول لكل شرائح المجتمع العراقي وفق الدستور والمطابة بمكافحة الفساد ايضا حق مشروع ولكن في ذات السياق هي كلمة حق يراد بها الباطل.
التقارير الواردة من قلب الحدث تشير الى ان جل الشباب الذين نزلوا الى الشوارع في بغداد هم ابناء البعثيين السابقين و مما شملهم قانون اجتثاث البعث والان جئوا لينتقموا من الحكومة العراقية.

وصول العراق الى هذه المرحلة الحرجة والحساسة سببها ان هذا البلد بعد عام 2003 كان بحاجة الى “اية الله خلخالي ” حتى يقضي على اعوان النظام الصدامي البائد.
الكيان الصهيوني والامم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا اصدرت بيانات دعمت هذه المظاهرات وهذا ما يطرح سؤال جوهري وهو لماذا هذه الدول لم تندد بقمع المتظاهرين في البحرين وباتت تتفرج على قتل الطفال في اليمن؟.
اليوم بات واضحا ان البعثيين لملموا جراحهم ودفعوا ابنائهم لنزول الشوارع و ضرب الوحدة العراقية و اسقاط الشرعية في العراق بحجة مكافحة الفساد.
اذن مايجري في الساحة العراقية مؤامرة دنيئة دبرت في الليل الهدف منها دفع العراق الى الهاوية وتهميش طائفة معينة التي حصلت على حقها المشروع في المشاركة في تاسيس نظام ديموقراطي بعيدا عن الطائفية التي سادت العراق اكثر من 8 عقود .

الوجوه المشبوهة والانامل التي تحرك الشباب للقيام باعمال تخريبية باتت مكشوفة ولا بد ان تتعامل الحكومة العراقية بصرامة وبحزم مع من يتمترس خلف هؤلاء الشبان .
وليس من باب النصيحة بل من منطلق الواقع السياسي والميداني فان على الحكومة العراقية ان تحمي الكيان العراقي الذي تاسس على اشلاء الملايين من شهداء الشيعة منذ حكم العثماني حتى عام 2003.

حسن هاني زادة – كاتب ومحلل سياسي ايراني


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=31966