منها ما رواه الثقة الجليل محمد بن يعقوب الكليني في الكافي باسناده عن جميل بن دراج قال : سألت ابا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [١]. قال : فقال هي ارحام الناس ، ان الله عزوجل أمر بصلتها وعظمها ، ألا ترى انه جعلها منه.
قلت : اراد عليهالسلام بالامر بصلتها الامر على سبيل الوجوب ، ويلزم منه أن يكون المعنى اتقوا الارحام أن تقطعوها ، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك ، وهو المروي عن ابي جعفر عليهالسلام. فعلى هذا يكون « الأرحام » منصوباً عطفاً على اسم الله.
وآخر الاية يجري مجرى الوعد والوعيد والترهيب والترغيب فان الرقيب هو المراقب الذي يحفظ جميع الافعال ، ومن هذه صفته يجب أن يخاف ويرجى.
وروى أيضاً الثقة المذكور باسناده عن ابن أبي عمير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ) [٢] نزلت في رحم آل محمّد عليه و عليهمالسلام ، وقد تكون في قرابتك. ثم قال : ولا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد.
قلت : لعله عليهالسلام يشير بذلك الى أنه لا عبرة بخصوص سبب النزول ، وانما العبرة بعموم اللفظ ، وحينئذ لا يبعد الاستدلال بذلك على الترغيب في صلة مطلق القرابة حتى النائية بسبب الايمان.
وروى أيضاً باسناده عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله.
وباسناده عن محمّد بن فضيل الصيرفي عن الرضا عليهالسلام مثله أيضاً.
وباسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن ابي جعفر عليهالسلام قال : قال ابوذر رحمه الله : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : حافتا الصراط [١] يوم القيامة الرحم والامانة ، فاذا مر الوصول للرحم المؤدي للامانة نفذ الى الجنة ، واذا مر الخائن للامانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل ويكبونه في النار [٢] وباسناده عن يونس بن عمار قال : قال ابوعبد الله عليهالسلام : أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم ، تقول : يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه ، ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] سورة النساء : ١.
[٢] سورة الرعد : ٢١.
[۳] حافتا الصراط : جانباه.
[۴] الكافي ٢ / ١٢٢ ، وفي آخره بدل « ويكبونه في النار » : وتكفأ به الصراط في النار.