• امروز : شنبه - 29 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 18 May - 2024
0

صلاة الجمعة في إيران.. رمز الوحدة ونبراس الطریق

  • 04 رمضان 1440 - 12:47
صلاة الجمعة في إيران.. رمز الوحدة ونبراس الطریق

أربعون عاماً ولصلاة الجمعة في الجمهوریة الإسلامیة دور کبیر ربما یفوق معظم ما تستطیع فعله المؤسسات الحکومیة في التأثیر علی الحیاة السیاسیة والإجتماعیة . صلاة الجمعة ومنبر خطابها ، تُصَنَفُ ضمنَ الفرائض العبادیة السیاسیة وتتمتع بأهمیة بالغة في لم صفوف المسلمین ووحدتهم ، حیث يشترط أن تتقدمها خطبتان قبل الصلاة، تتضمن أهم القضایا الساخنة السیاسیة […]

أربعون عاماً ولصلاة الجمعة في الجمهوریة الإسلامیة دور کبیر ربما یفوق معظم ما تستطیع فعله المؤسسات الحکومیة في التأثیر علی الحیاة السیاسیة والإجتماعیة .
صلاة الجمعة ومنبر خطابها ، تُصَنَفُ ضمنَ الفرائض العبادیة السیاسیة وتتمتع بأهمیة بالغة في لم صفوف المسلمین ووحدتهم ، حیث يشترط أن تتقدمها خطبتان قبل الصلاة، تتضمن أهم القضایا الساخنة السیاسیة والإجتماعیة.
برز يوم الجمعة ومنبره من كل أسبوع ، كأكثر الأيام أهمية ، وتحول من مجرد يوم عطلة وتعبد ، إلى يوم مميز في كافة الإنتفاضات والضمائر الحرة ، فيما بات يُعرفُ بالصحوة الإسلامیة ، وأصبح اكثر أيام الأسبوع مثيراً لقلق الأنظمة الدیکتاتوریة ، حتى انها تتمنى لو أنه غير موجود في الأسبوع أصلا! والمثل البارز لهذا الأمر ایام الجمعة في قطاع غزه، وصمود الشعب الفلسطیني.
في بدايات تأسيس الجمهوریة الإسلامیة بقيادة الامام الخميني الراحل ، برزت الى الظهور كعامل ثوري يَشدُ الجماهير الى بعضها البعض ، لا سيما وأعداد المصلون فيها على مستوى كل محافظات البلاد یعد بالملايين، وهم من المؤمنين بالنظام الاسلامي الذي يشرف عليه “الولي الفقية” المنوط به تعيين أمام جمعة عادل ، فالفرد الشيعي عندما يظن عدم العدالة والنزاهة في “امام الجمعة والجماعة” معذور شرعا من الاقتداء به، وبالتالي لن يستطيع الاعلام المعادي القول إن الايرانيين مجبرون على التجمهر بالاجبار والتهديد.

في شق من خطبة الجمعة يستعرض الخطيب تشخيصاً للموقف الاسلامي وتحليلاً لابرز الأحداث، وهو ما يُعرف بالخطبة السياسية في مقابل الثانية المُسماة بالعبادية، وقد يتعجبُ البعض إذا عرف أن أولی شهداء الجمهوریة الإسلامیة کانوا من أئمة الجمعة.
أيضا وفي أوائل عام ١٩٨١، حاولت زمرة مجاهدين خلق الإرهابية اغتيال أكثر من 70 من رجال الدين والسياسيين الإيرانيين.
واستمرّت الإغتيالات واستهدفت أهم شخصيات الثورة الإسلامية إلی أن وصل الدور إلی الإمام الخامنئي الذي کان أمام جمعة طهران وممثل آية الله الامام الخميني آنذاك ما ينبئ عن مدى تأثير هذه الفريضة في اوساط المجتمع.

حشود هذه الصلوات ، ساهمت بدرجة كبيرة في إصلاح ثغراتٍ کبیرة طیلة العقود الأربعة الماضیة ، من خلال اللقاء الأسبوعي المتجدد بین المواطنین والمسؤولین في صفوف الصلاة.
الامام الخميني، وفي رسالته الفقهية “تحرير الوسيلة”، يؤكد على أن خطيب الجمعة ينبغي أن يذكر في ضمن خطبته ما له علاقة ، بالمصالح الاسلامية، وما يجري في العالم، وما يحتاج اليه المسلمون في استقلالهم، والتحذير من تدخل الدول المستعمرة في أمورهم السياسية والاقتصادية، فالجمعة كما کان يراها -رحمه الله- على الصعيد الخارجي رمز الإستقلال، وعلى الصعيد الداخلي رمز الوحدة والإئتلاف، وهو فهم فريد لرسالة صلاة الجمعة قلّ من الفقهاء من يؤكد عليه.
مقارنة الجمعة في مساجد ايران مع تلك التي تقام حتى في الحرمين الشريفين باشراف مباشر من الحكومة السعودية الوهابية ، تكشف لنا الفارق من حيث انجاز الغرض العبادي والسياسي المطلوب من هذه الشعيرة ، وفق الفقه الاسلامي المُجمعٌ عليه،
حیث وإثر تصهين بعض حکام الدول العربیة ، نسمع نداء التفرقة من منبر مكة المکرمة، یصدح بأن الحرب في منطقتنا هي حربٌ طائفيةٌ بين جناحي المسلمين السنة والشيعة! بينما يصلي السنة الايرانيون في مساجد الشيعة ضمن مناطق الغالبية الشيعية ، ويصلي الشيعة في مساجد اخوانهم السنة حيث مدن التمركز الأغلب فیها لأهل السنة.
من مظاهر ما يتميز به منبر الجمعة الشيعي عموما؛ توكأ الخطيب على “بندقية أو سلاح” بمثابة رمز القوة، يبعث في الذهن ما يوحي بالاستعداد والجهورزية المستمرة ضد المعتدين.
أما في محافظة خوزستان، والتي تتمتع بشتی الوان القومیات ، نری إن هذا المنبر الأسبوعي ، کان ومازال حلقة الوصل بین جمیع الأطیاف ونبراس للوحدة السائدة في المحافظة.
آیة الله الموسوي الجزائري إمام جمعة مدینة الأهواز وممثل الولي الفقه في المحافظة ، دأب طیلة العقود الأربعة الماضیة في لم شمل الخوزستانیین ووحدتهم ، في شتی الجبهات ، قبل إنتصار الثورة الإسلامیة وبعدها وإبان الحرب المفروضة وحتی یومنا هذا.
حيث كان آية الله الجزائري وباقي ائمة الجمعة في المحافظة ، يتخذون من مصلى الجمعة منبرا لدعم جبهات الدفاع المقدس وذلك من خلال تجميع المساعدات وتحشيد التعبويين.
ولکن قبل أشهر وبسبب الضعف الجسمي وکبر السن أعلن عن تنحیه من منصبه ، لذا أصدر قائد الثورة الإسلامیة الإمام الخامنئ¬ قراراً ، بتعیین حجّة الإسلام موسوي فرد إمام جمعة لمدينة الأهواز وممثلاً للولي الفقيه في محافظة خوزستان متذکراً برکات حضور آیة الله الجزائري وخدماته طیلة فترة تولیه مهمام منصبه.
وجاء في نص تنصیب حجة الإسلام موسوي فرد من قبل قائد الثورة الإسلامیة ، الآن وبعد سنوات من خدمات آیة الله الموسوي الجزائري القيّمة ، في متراس إمامة الجمعة في مدينة الأهواز ، أقوم بتعيين سماحتكم ممثّلاً لي في خوزستان وإمام جمعة لمدينة الأهواز نظراً لاتصافكم بالعلم والعمل وحيازتكم الخصائص البارزة وروحيّة الخدمة وانحيازكم للناس وإبلائكم بلاء حسناً في مجال إمامة الجمعة والجماعات.
وأضاف الإمام الخامنئي إن صلاة الجمعة التي هي مظهر تجمّع المؤمنين ووحدتهم ، ينبغي أن تجسّد هذه الخصائص البارزة بشكل دائم ، وتحافظ على بقائها حيّة.
کما أکد علی ضرورة العلاقة الوديّة مع الشباب ومشاركة علماء الحوزة والجامعات أفكارهم، والتعاون مع المسؤولين الحكوميّين والناشطين وأصحاب التأثير في المجتمع .

الکاتب : سجاد حویزاویان


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=18323

اخبار المتشابه