• امروز : سه شنبه - 11 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Tuesday - 30 April - 2024
7

ما هي سبل إيران لمواجهة الحرب الاقتصادي؟

  • 03 محرم 1440 - 16:49
ما هي سبل إيران لمواجهة الحرب الاقتصادي؟

لا يختلف اثنان في ان ايران تعاني الیوم من مشاكل اقتصادیة جمة بعضها ترجع الی عوامل واسباب داخلية وبعضها ترجع الی الحظر الامریكي الشامل والقاسي ضد ایران

لا يختلف اثنان في ان ايران تعاني الیوم من مشاكل اقتصادیة جمة بعضها ترجع الی عوامل واسباب داخلية وبعضها ترجع الی الحظر الامریكي الشامل والقاسي ضد ایران والمشاكل التي تنجم عن هذه العقوبات.
ولهذا یمكن القول بأن الحدیث عن الاقتصاد الایراني والحلول القصیرة المدی والطویلة المدی لمعالجة امراضها القدیمة والجدیدة یتصدر الیوم عناوین الصحف والدوریات والمواقع الالكترونية الایرانية والفضاء الافتراضي ایضا ویجري علی لسان كل مسؤول ایراني، وخبیر اقتصادي محلیا كان أو أجنبیا.
واستبقت هذه العقوبات الجدیدة حتی التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت مرة اخری أن اجراءات إيران النووية وأنشطتها تتماشی تماماً مع الاتفاق الدولي.
ولم تكن نوایا امریكا الخبیثة خافية قط علی المسؤولین الایرانیین وقائد الثورة الاسلامية خاصة، وقد حذر سماحته في مناسبات مختلفة المسؤولین من الثقة في الادارة الامیركية، وكشف عن عدم صدق القائمین علی الامر في امیركا.
وانطلاقا من هذا فقد دعا قائد الثورة مرة اخری للاستفادة من المقترحات المقدمة من قبل الاكاديميين والنخب لتجاوز الظروف الحالية و طلب من الحكومة ايلاء الاهتمام بهذه المقترحات كما طلب من الحكومة العمل “ليل نهار” من أجل حل المشكلات الاقتصادية الحادة التي تعانيها إيران قائلا: “نحتاج إلى أن نكون أقوياء في الميدان الاقتصادي”.
وتاتي تصریحات الرئیس روحاني ایضا في هذا السیاق. فقد اعلن الیوم بأن ایران ستنتصر في هذه الحرب التي شنتها ضدها الادارة الامیركية ولفت الی اننا نقف اليوم في حرب مكشوفة امام قوى عدوانية متغطرسة لا مؤيدين لها من الناحية السیاسیة والفكرية، الذین يعانون من اسوأ الاوضاع في بلدانهم.
كما صرح الرئیس روحاني من قبل بان المؤسسات التنفیذیة عاكفة على حل مشاكل الشعب من خلال تطرقه الی المؤامرات التي یحیكها اعداء النظام الاسلامي لتوجیه ضربة الی اقتصاد البلاد وایجاد المشاكل للشعب وشدد علی اننا قادرون علی تجاوز هذه المرحلة بفضل قیادتنا الحكیمة الشجاعة وشعبنا المدبر الوفي.
ومن المشاكل الاقتصادیة للبلاد في الآونة الاخیرة خاصة هي الزیادة الملحوظة للسیولة مقارنة بالعام الماضی وان الحجم الاكبر من السیولة یعود الی نشاط بعض المؤسسات المالیة غیر المرخص لها كما صرح بذلك الرئیس روحاني ووعد بأن الحكومة تهدف الی ادارة السیولة وترشیدها نحو الانتاج وتوفیر فرص العمل.
أما النائب الاول للرئيس الايراني جهانغيري فقد اعتبر ان اميركا بدأت بشن حرب اعلامية وسياسية فضلا عن الحرب الاقتصادية بهدف التأثير على الرأي العام وشدد علی ان طهران عازمة على كسر الحظر الاميركي بفضل الله وعزيمة الشعب الايراني وفتح الابواب امام الناشطين الاقتصاديين والمدراء الاكفاء.
ومن التوصیات التي قدمها جهانغيري في هذا المجال هي تفعیل القطاع الخاص باعتباره محرك الإقتصاد الایراني ومستقبله وضرورة سنّ قوانین تخدم هذا الشأن كما شدد علی إتاحة الفرص للقطاع الخاص لیكون اللاعب الاول في الحقل الإقتصادي، ودعا الی تنشیط عملیة مكافحة حقیقیة للفساد الاقتصادي في البلد كي یتمكن هذا القطاع من القیام بدوره الحقیقي فی إقتصاد البلد. كما لفت الی أهمية الإلتزام بمعايير الجودة في الإنتاج المحلي ایضا والنهوض بحجم الصادرات غير النفطية لا سيما الی دول الجوار و القیام بتذليل العقبات الموجودة في هذا المجال.
ثم جاء دور محافظ البنك المركزي الايراني همتي الذي اكد علی ان البنك المركزي يقوم بتوفیر العملة الاجنبية لتغطية واردات السلع الاساسية والمواد الاولية والسلع الوسيطة المستخدمة في المصانع.
و الموقف نفسه نجده عند رئیس البرلمان الایراني علي لاريجاني الذی اكد قبل ایام علی جهود البرلمان وسائر المسؤولين في البلاد لاجتياز الظروف الاقتصادية الراهنة بقوة واقتدار.
صحیح ان الادارة الامیركية تمر الیوم بواحدة من اسوأ مراحلها التاريخية وان حلفاءها لا يقفون الى جانبها من الناحية السياسية كما سبق، وترفض سیاساتها قولا او فعلا لكن امیركا و اعوانها التقلیدیین یهدفون من دون شك الی فصل الشعب عن قائده وعن مبادئه الاسلامیة المقدسة، وقد علقت امالا كبیرة علی بث الخیبة و الیاس في صفوف الشعب الایرانی الصامد من خلال اثارة حرب نفسیة قبل الحرب الاقتصادیة. لهذا فان التماسك والوحدة الوطنية سیبدّد آمال الاعداء ویدخل اليأس في قلوبهم.
وعلی الصعید الخارجي فایران مازالت تنتظر المزيد من الإجراءات العملية من أوروبا في موضوع الاتفاق النووي، وتری أن الجهود الاوروبیة فی هذا المضمار لم تحقق توقعاتها بعد، و لا شك أنه إذا لم تلب أوروبا احتياجات إيران، فعندئذ ستقرر إيران ما تراه مناسبا للمرحلة، فإيران لها الحق في تعليق جزء من تعهداتها أو جميع التزاماتها في الاتفاق النووي كما صرح به رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران كمال خرازي.
والي جانب هذا ایضا ما تقوم به ایران في الایام الاخیرة في مجال تمتین علاقاتها مع سائر الدول و بخاصة دول الجوار، كتركیا وروسیا و قطر و عمان و تركمنستان او الهند والصين وروسيا و… .
وثمة خیارات اخری امام ایران منها عدم البقاء فی الاتفاق النووي وتهدیدها بزيادة مستوى تخصيب اليورانيوم حال انهيار الاتفاق النووي، كما صرح بذلك المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي ومن قبله رئیس المنظمة علی اكبر صالحي.
و قد لوّح قائد الثورة الاسلامية من قبل بالانسحاب من الاتفاق النووي، بقوله إن حكومته يجب أن تكون مستعدة للانسحاب من الاتفاق المبرم عام 2015 اذا لم يعد “يحفظ لها مصالحها الوطنية”. ورأى قائد الثورة أن المحادثات يجب أن تستمر مع أوروبا التي تحاول إنقاذ الاتفاق بعد الانسحاب الاميركي، لكنه أضاف أن الحكومة الايرانية “يجب ألا تعلق الأمل على الاوروبيين في قضايا مثل الاتفاق النووي او الاقتصاد… بل یجب أن ننظر الى وعودهم بتشكيك”.
وایران تمتلك بلا شك خيارات مختلفة وبامكانها ان تتصدی- كسالف عهدها- ضد الغطرسة الامیركیة و عنجهیتها و ان تخرج مرفوعة الرأس من هذا الحظر اللامشروع والقاسي شرط ان نحتفظ بتماسكنا وتضافرنا وان نكون یدا واحدة علی من یناصبنا العداء، و ان نبذل كل ما بوسعنا لتحقیق التطور والتنمیة للبلاد وان لا نخدع بالحرب النفسية التي بداتها امیركا والصهاینة في محاولة منهم للمساس بامننا ودیننا وشرفنا.

الحرب الاقتصادي – * د. نظري


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=1033

اخبار المتشابه