وقفَ الزمانُ على ضريحكَ سائلاً
ماسرُّ يومٍ كلَّ يومٍ يخطرُ …..
والناسُ تنحبُ بالمجالسِ كلّما
اسمُ الحسينِ على المنابرِ يُذكرُ…
والمجدُ لايهوى البقاءَ بمعزلٍ
إذ كان دوماً في مصابكَ يفخرُ…
أنتَ الذي ابقيتَ دينَ محمّدٍ
ووهبتَ ربَّ العرشِ رأساً يُنحرُ…
قفْ يازمان الانَ فخراً للذي
بدماءهِ أحنى الذينَ تجبّروا….
باقٍ على مرِّ السنينِ وكلّما
ينهارُ جيلٌ ألفُ جيلٍ يظهرُ….
من آلِ بيتِ الطهرِ جاءَ محذّراً
وبإسمِ ربِّ العرشِ كانَ يُكبّرُ….
لا عيشَ الا انْ نموت كرامةً
والذلُّ ان نبقى لذلٍّ ننظرُ……
يامنْ بقيتَ الى العصورِ كرامةً
فيها العسيرُ إذا ذُكرتَ يُيسّرُ…..
كالنجمِ تُبحرُ في السماءِ وفكرنا
صبحٌ إذا ماجئتَ ليلاً نسهرُ…..
وقفَ الزمانُ وكم أشادَ بنهضةٍ
كالغيثِ ترعدُ بالولاءِ وتمطرُ….
فلقد وهبتَ دماءَ نحركَ للسما
طول المدى وبقى المتيّمُ يُبحرُ…..
هذا الحسينُ وكم حسينٍ عندنا
مابال هذا البعضُ منّا يسخرُ….
أفلا يرونَ برغمِ كلّ جهودهمْ
حبُّ الحسينِ مع الولايةِ يكبرُ….
فهو الطريقُ الى محبّةِ ربّنا
وشراعُ مجدٍ للخلودِ ومعبرُ…..
هذا الذي داستْ عليهِ خيولهمْ
وعظامهُ مثل العصا تتكسّرُ…..
لو شاءَ أنْ يمحي الزمانُ حقيقةً
نوراً يشعُُّ على الظلامِ ويزهرُ….
كالذخرِ في يوم الحسابِ وملجأٍ
يأويكَ منْ نارٍ جحيمٍ تسعرُ…..
فهو الحسينُ ومنْ يسير بدربهِ
ِيوم الحسابِ مع النبوّةِ يُحشرُ….
من ديوانه ليلٌ تؤرقهُ الدموع
نزار الكناني
