• امروز : پنج شنبه - 6 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Thursday - 25 April - 2024
0

فاطمةعليها السلام فوق مقام الأبرار

  • 14 جمادى الأولى 1440 - 10:36
فاطمةعليها السلام فوق مقام الأبرار

  قال تعالى:» إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً، يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً، وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً « [2]. وصفٌ لحال الأبرار الذين نعموا برضوان […]

 

قال تعالى:» إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً، يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً، وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً « [2].

وصفٌ لحال الأبرار الذين نعموا برضوان الله تعالى وكرامته وبيان لمقامهم، وأظهر مصاديق هذا المقام الكريم انّهم يشربون كأساً صفته ممزوج بكافور.

ثم تنتقل الآية الى وصف هذه العين التي هي شراب المقربين، وهي عين يتولى أمرها عباد الله اذ يفجرونها تفجيراً، فمن هم هؤلاء الذين يتولون تفجير هذه العين وأمرها، ومن ثَمَ يسقون منها الابرار؟

ان الآية تكفّلت ببيان هؤلاء المتولين لأمر هذه العين وهم عباد الله الذين صفاتهم:

1- يوفون بالنذر.

2- يخافون يوم القيامة الذي يكون شره مستطيراً مهولًا.

3- يطعمون المسكين واليتيم والأسير لله تعالى عطاءً خالصاً لا يرجون من غيره جزاءً ولا شكوراً.

فمن هؤلاء اذن؟

اتّفق الفريقان أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

فقد أورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بأربع وعشرين طريقاً أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وخلاصة القصة انّهمعليهم السلام السلام نذروا إنعوفي الحسنان أن يصوموا لله تعالى ثلاثاً، فلمّا عوفيا، وفوا بنذرهم فجاءهم فياليوم الاول مسكين فأعطوه طعامهم وسألهم في اليوم الثاني يتيم فأعطوه طعامهم ووقف ببابهم أسير فأعطوه طعامهم فباتوا ثلاثاً طاويين فانزل الله بهم هذه الآيات، فثبتت صفة عباد الله الذين يفجرون هذه العين لهم عليهم السلام.

فاذن هم الذين يفجرون عين الكافور ويفيضون منها على الابرار ليمتزجشرابهم بقليل من العين أي أنها واسطة فيض على الابرار ولهم القيمومة التامة علىذلك، وهذا يطابق قيمومتهم على الابرار وانّهم المقرّبون في قوله تعالى:» كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ « [۳].

فشهادة كتاب الابرار من قبل المقربين دليل على قيمومة المقربين على الابراروشهادتهم عليهم، فالمقربون هم الشهداء على كتاب الابرار أي أعمالهم، ولذلكورد في الزيارة الجامعة الكبيرة» أنتم الصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دارالبقاء .. «وفي موضع اخر من الزيارة» شهداء على خلقه وأعلاماً لعباده «هذه هيشهادة المقربون وهيمنتهم على الابرار، والمقرّبون هؤلاء هم السابقون الذينوصفتهم الآية بقوله تعالى» وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ « [۴] مع أن سورةالدهر لم تزل في سياقات وصف المقربين وهم الذين يوفون بالنذر» يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً وَ يُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا « [۵] هذا حالالمقربين، ويطابق هذا الوصف لعباد الله وارتفاع مقامهم عن الابرار ما في سورةالمطففين من قوله تعالى» كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ « [۶] فهذه الآيات تشير ايضاً الى أن المقربين واسطة فيض للابرار وهم الذين يمزجون شراب الابرار بشيء من التسنيم، ولأنهم وسطاء فيض فهم يشهدون اعمال الابرار، وهذا يتطابق مع ما تقدممن أن المطهرين في هذا الشرع المقدس، المعصومين يمسون الكتاب في اللوح المحفوظ المكنون الذي يستطر فيه كل غائبة، ومنها أعمال العباد، فالمطهر هوالمقرّب، وهم عباد الله الذين يسقون الابرار من عين يفجرونها تفجيرا، وهذهالعين هي عين الكافور، وهي عين فوق مقام الابرار، والسلسبيل الذي هو مصدرالمقربين والعين التي يسقون منها هو رسول الله صلى الله عليه وآله اذ هو القيّم على المقربين الذين هم أهل البيت عليهم السلام وهو مصدرهم.

فتلّخص اذن أن الابرار يُسقون كأساً ممزوجة بالكافور، والمقربون هم مصدرالابرار، والسلسبيل مصدر المقربين التي يسقون ويُسقوْنَ منها، على أن السقاية منالعين وتفجيرها، تعني أن المقرّبين هم واسطة افاضة على الابرار، الذين يفيضونبالنور والعلم والحكمة والهداية على الابرار، وهؤلاء المقرّبين وهم علي وفاطمةوالحسن والحسين عليهم السلام يُفاض عليهم من عين السلسبيل بواسطة رسول اللهصلى الله عليه وآلهفعلومهم وراثة من رسول اللَّهصلى الله عليه وآله كما في الروايات الواردة عنهم، مما يعني أنالمقربين هم في مقام الحجية والقيمومة المهيمنة على الخلق اذ قيمومتهم تصدرمن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي ينص على حجيتهم وامامتهم بأمر الله تعالى.

وبذلك يتّضح مقام فاطمةعليها السلام وكونها إحدى وسائط الافاضة على الخلق النابعةمن مصدرٍ إلهي يمثله رسول اللّهصلى الله عليه وآله وظهر أنّها شاهدة للّه على الخلق، وأنّها هاديةلهم، وأنّها من الراسخين في العلم الذين يمسون الكتاب المكنون في اللوحالمحفوظ، فهي من الذين أوتوا العلم وأثبت في صدورهم وأنها ممّن يُعرض عليهاأعمال العباد.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] فاطر: 11.
[2] الدهر: 9- 5 ..
[۳] المطففين: 21- 18.
[۴] الواقعة: 11- 10.
[۵] الدهر: 17- 7.
[۶] المطففين: 28- 18.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=8057