• امروز : شنبه - 1 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 20 April - 2024
0

أكبر الظلامات في السقيفة مصادرتهم لولاية الله تعالى

  • 14 جمادى الأولى 1440 - 10:11
أكبر الظلامات في السقيفة مصادرتهم لولاية الله تعالى

فالحزب القرشي عندما رفض الترتيب النبوي لوضع الأمة ، ومنع النبي ( صلى الله عليه آله ) من كتابة عهده لتأمين مستقبلها ، قد نصب نفسه ولياً على النبي ( صلى الله عليه آله ) ! فمن الذي أعطاه هذه الولاية على سيد الأنبياء والمرسلين ( صلى الله عليه آله ) ؟ ! إن إيمانهم […]

فالحزب القرشي عندما رفض الترتيب النبوي لوضع الأمة ، ومنع النبي ( صلى الله عليه آله ) من كتابة عهده لتأمين مستقبلها ، قد نصب نفسه ولياً على النبي ( صلى الله عليه آله ) !

فمن الذي أعطاه هذه الولاية على سيد الأنبياء والمرسلين ( صلى الله عليه آله ) ؟ !

إن إيمانهم بنبوته ( صلى الله عليه آله ) يعني إيمانهم بعصمته الشاملة ، كما قال الله تعالى : وَمَا

يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ، وطلبه منهم أن يلتزموا بتنفيذ ما سيكتبه لهم ، إنما هو أمر الله تعالى ! فالتعارض في الحقيقة بين إرادتهم وإرادة الله تعالى ورفضهم للعرض النبوي رفضٌ لإرادة الله تعالى وفرضٌ لإرادتهم بدلها !

فمن الذي أعطاهم هذه الولاية على الأمة ونبيها ( صلى الله عليه آله ) وقرآنها مقابل الله تعالى ؟ بل من أعطاهم الولاية على رب العالمين عز وجل ؟ ! !

إن كل حجتهم على عملهم هي أن بني هاشم لا يصح أن يجمعوا بين النبوة والخلافة لأن ذلك ظلمٌ لقبائل قريش ! فهل النبوة قسمةُ قبائل ! ومن الذي أخبرهم أن كتابة النبي ( صلى الله عليه آله ) لعهده ظلم لقريش ، بينما سقيفتهم حقٌّ وعدل لقريش وللعالمين ؟ ! أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بعضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) . ( الزخرف : 32 )

في تاريخ الطبري : 3 / 288 ، عن ابن عباس ، وفي شرح النهج : 6 / 50 ، عن عبد الله بن عمر ، ولفظهما متقارب ، قال : ( كنت عند أبي يوماً ، وعنده نفر من الناس ، فجرى ذكر الشعر ، فقال : من أشعر العرب ؟ فقالوا : فلان وفلان ، فطلع عبد الله بن عباس فسلم وجلس ، فقال عمر : قد جاءكم الخبير ، من أشعر الناس يا عبد الله ؟ قال : زهير بن أبي سلمى . قال : فأنشدني مما تستجيده له .

فقال : يا أمير المؤمنين ، إنه مدح قوماً من غطفان يقال لهم بنو سنان ، فقال :

لو كان يَقْعُد فوق الشمس من كرم * قومٌ بأولهم أو مجدهم قعدوا

قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

إنسٌ إذا أمنوا ، جنٌّ إذا فزعوا * مرزَّؤون بها ليلاً إذا جهدوا

محسَّدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله منهم ما لهُ حسدوا

فقال عمر : والله لقد أحسن ، وما أرى هذا المدح يصلح إلا لهذا البيت

من هاشم لقرابتهم من رسول الله ( ص ) . فقال ابن عباس : وفقك الله يا أمير المؤمنين ، فلم تزل موفقاً . فقال : يا بن عباس ، أتدري ما منع الناس منكم ؟ قال : لا ، يا أمير المؤمنين . قال : لكني أدري . قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فتُجْخفوا جخفاً ( تتكبروا تكبراً ) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت ! فقال ابن عباس : أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع ؟ قال : قل ما تشاء . قال : أما قول أمير المؤمنين : إن قريشاً كرهت ، فإن الله تعالى قال لقوم : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ . وأما قولك : إنا كنا نجخف ، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة ، ولكنا قومٌ أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله ( صلى الله عليه آله ) الذي قال الله تعالى : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ، وقال له : وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . وأما قولك : فإن قريشاً اختارت ، فإن الله تعالى يقول : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ، وقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار ، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت قريش ! !

فقال عمر : على رسلك يا ابن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلا غشاً في أمر قريش لا يزول ، وحقداً عليها لا يحول ! فقال ابن عباس : مهلاً يا أمير المؤمنين ، لا تنسب هاشماً إلى الغش فإن قلوبهم من قلب رسول الله ( صلى الله عليه آله ) الذي طهره الله وزكاه ، وهم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم : إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . وأما قولك : حقداً فكيف لا يحقد من غصب شيئه ويراه في يد غيره ! فقال عمر : أما أنت يا بن عباس فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به فتزول منزلتك عندي . قال : وما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به فإن يك باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقاً فإن منزلتي لا تزول به . قال : بلغني أنك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منكم حسداً وظلماً .

قال : أما قولك يا أمير المؤمنين : حسداً ، فقد حسد إبليس آدم ، فأخرجه من الجنة ، فنحن بنو آدم المحسود . وأما قولك : ظلماً ، فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو ! ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله ! فنحن أحق برسول الله من سائر قريش ! فقال له عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك ! فقام ، فلما ولى هتف به عمر : أيها المنصرف إني على ما كان منك لراع حقك ! فالتفت ابن عباس فقال : إن لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كل المسلمين حقاً برسول الله ( صلى الله عليه آله ) فمن حفظه فحق نفسه حفظ ، ومن أضاعه فحق نفسه أضاع ، ثم مضى ! فقال عمر لجلسائه : واهاً لا بن عباس ما رأيته لاحى أحداً قط إلا خصمه ) ! انتهى .

أقول : لابن عباس ( رحمه الله ) عدة محاورات مع عمر من نوع هذه المحاورة ، روتها المصادر ، وقد روى هذه المحاورة أو جزء منها : ( جمهرة الأمثال للعسكري : 1 / 339 ، والعقد الفريد ص 1378 ، ونثر الدرر للآبي ص 238 ، وجمهرة أشعار العرب للقرشي ص 29 ، ونضرة الإغريض في نصرة القريض للمظفر بن الفضل ص 105 . وفي هامش المراجعات للسيد شرف الدين ص 395 : ( نقلناه من التاريخ الكامل لابن الأثير بعين لفظه ، وقد أورده في آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23 ص 24 من جزئه الثالث ، وأوردها علامة المعتزلة في سيرة عمر أيضا ص 107 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة . وفي هامش مواقف الشيعة للأحمدي : 1 / 154 : ( ابن أبي الحديد : 12 / 52 ، والإيضاح ص 169 ، والبحار : 8 ط الكمباني ص 292 عن ابن الأثير وابن أبي الحديد . وفي هامش المناظرات في الإمامة ص 74 : شرح النهج لابن أبي الحديد : 12 / 52 ، تاريخ الطبري : 4 / 223 ، الكامل لابن الأثير : 3 / 62 ( في حوادث سنة 23 ) ، الإيضاح لابن شاذان ص 87 . وفي هامش مجلة تراثنا عدد 58 ص 88 : شرح نهج البلاغة : 12 / 5 ، قصص العرب : 2 / 6 ، الكامل في التاريخ : 6 / 288 ) .


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=8050

برچسب ها

اخبار المتشابه