• امروز : چهارشنبه - 5 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Wednesday - 24 April - 2024
0

إشارة إلی أهمّ خصائص الوهابیة ومرتكزاتهم الفكرية، و هو التجسیم

  • 13 جمادى الأولى 1440 - 23:35
إشارة إلی أهمّ خصائص الوهابیة ومرتكزاتهم الفكرية، و هو التجسیم

  يمتاز الفكر الإسلامي بصفات خاصة تميّزه عن غيره وتفضّله على ما سواه من النظريات والأفكار الأُخرى، ومن بين النقاط الناصعة والعلامات المضيئة في هذا الفكر هو نظرية تنزيه الحق تعالى من الجسم والجسمانيات حتّى عدّ أحد شعارات المسلمين الأساسية قولهم: (لَيْسَ كَمِثْلهِ شَيْءٌ)[1]، وقد بذل الفلاسفة والمتكلّمون المسلمون جهوداً جبارة ومساعي مشكورة لترسيخ تلك […]

 

يمتاز الفكر الإسلامي بصفات خاصة تميّزه عن غيره وتفضّله على ما سواه من النظريات والأفكار الأُخرى، ومن بين النقاط الناصعة والعلامات المضيئة في هذا الفكر هو نظرية تنزيه الحق تعالى من الجسم والجسمانيات حتّى عدّ أحد شعارات المسلمين الأساسية قولهم: (لَيْسَ كَمِثْلهِ شَيْءٌ)[1]، وقد بذل الفلاسفة والمتكلّمون المسلمون جهوداً جبارة ومساعي مشكورة لترسيخ تلك النظرية،والتصدّي للمجسّمة والمشبّهة، وإيصاد الأبواب أمام أفكارهم الدخيلة وعدم السماح لها في الدخول إلى حظيرة الإسلام، كما تصدّوا دائماً للتوراة المحرّفة لا التوراة الحقيقية التي عبّر عنها القرآن الكريم بقوله: (إِنّا أَنْزَلْنا التَّوراةَ فِيها هُدىً وَنُور).[2] نعم تصدّوا للتوراة المحرفة التي لم تكتف بوصفه بالجسم والجسمانيّة فقط، بل أنزلته سبحانه وتعالى من مقامه السامي إلى الأرض ليدخل على يعقوب في خيمته ويصارعه.[3]

والذي يؤسف له أنّ ابن تيمية تخطّى تلك الجهود محاولاً السماح لفكرة التجسيم والتشبيه بالعودة إلى الأوساط الإسلامية داعياً إليها، حيث صرح بأنّه

تعالى تصح الإشارة الحسيّة إليه بالأصابع، قال في العقيدة الواسطية:«وما وصف الرسول به ربّه من الأحاديث الصحاح التي تلقّاها أهل المعرفة ـ كابن تيمية ومن لفّ لفّه ـ بالقبول، وجب الإيمان بها، كذلك مثل قوله: «ينزل ربّنا إلى سماء الدنيا كلّ ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر…».

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يضحك اللّه إلى رجلين أحدهما يقتل الآخر كلاهما يدخل الجنة.

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حيث يضع ربّ العزّة فيها قدمه».[۴]

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّكم سترون ربّكم كما ترون الشمس والقمر».[۵]

يقول الرحّالة ابن بطوطة: وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلّم في الفنون إلاّ أنّ في عقله شيئاً، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على المنبر الجامع ويذكّرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: «إنّ اللّه ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا» ونزل من درج المنبر.[۶]
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] الشورى:11.
[2] المائدة:44.
[3] التوراة، كتاب التكوين، الفصل 32، الجمل26ـ 30، طبع عام 1856م.
[۴] العقيدة الواسطية: الرسالة التاسعة: 398ـ 400.
[۵] مجموعة الرسائل والمسائل:1/203، طبع لجنة التراث العربي.
[۶] رحلة ابن بطوطة:112ـ 113.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=8039