• امروز : پنج شنبه - 9 فروردین - 1403
  • برابر با : Thursday - 28 March - 2024
1

التوحيد في الحاكمية عند مدرسه اهل البیت علیهم السلام

  • 09 ربيع الثاني 1440 - 20:13
التوحيد في الحاكمية عند مدرسه اهل البیت علیهم السلام

لا يشك أيّ عاقل يدرك أنّ الحكومة حاجة طبيعية يتوقف عليها حفظ النظام في المجتمع البشري، و قيام الحضارة المدنية، و تعريف أفراد المجتمع بواجباتهم و وظائفهم، و ما لهم و ما عليهم من الحقوق. و حيث إنّ إعمال الحكومة و الحاكمية في المجتمع لا ينفك عن التصرف في النفوس و الأموال، و تنظيم الحريات […]

لا يشك أيّ عاقل يدرك أنّ الحكومة حاجة طبيعية يتوقف عليها حفظ النظام في المجتمع البشري، و قيام الحضارة المدنية، و تعريف أفراد المجتمع بواجباتهم و وظائفهم، و ما لهم و ما عليهم من الحقوق.
و حيث إنّ إعمال الحكومة و الحاكمية في المجتمع لا ينفك عن التصرف في النفوس و الأموال، و تنظيم الحريات و تحديدها أحياناً، و التسلّط عليها، احتاج ذلك إلى ولاية بالنسبة إلى الناس، و لو لا ذلك لَعُدَّ التصرف عدواناً.
و بما أنّ جميع الناس سواسية أمام اللَّه، و الكل مخلوق له بلا تمييز، فلا ولاية لأحد على‏ أحد بالذات، بل الولاية للَّه المالك الحقيقي للإنسان، و الكون، و الواهب له وجوده و حياته فلا يصح لأحد الإمْرَة على‏ العباد إلّا بإذنٍ من اللَّه سبحانه.
فالأنبياء و العلماء و المؤمنون مأذونون من قِبله سبحانه في أن يتولّوا الأمر من جانبه و يمارسوا الحكومة على‏ الناس من قبله، فالحكومة حق مختص باللَّه سبحانه، و الامارة ممنوحة من جانبه.
قال سبحانه:
«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ» (يوسف- 40).
و الحكم له معنى‏ وسيع أوسع من التشريع و التقنين و المراد منه هنا هو الحاكمية على الإنسان و لأجل كونه واجداً لذلك المقام، أصدر أمراً بعدم عبادة غيره.
و يوضح الانحصار قوله سبحانه:
«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ» (الأنعام- 57).
التوحيد و الشرك في القرآن الكريم، ص: 20
«أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ» (الأنعام- 62)
نعم إنّ اختصاص حق الحاكمية باللَّه سبحانه ليس بمعنى‏ قيامه شخصياً بممارسة الإمرة، بل المراد أنّ من يمثّل مقام الإمرة في المجتمع البشري يجب أنّ يكون مأذوناً من جانبه سبحانه لإدارة الأُمور، و التصرّف في النفوس و الأموال.
و لأجل ذلك نرى أنّه سبحانه يمنح لبعض الأنبياء حق الحكومة بين الناس، إذ يقول:
«يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» (سورة ص- 26).
و لأجل ذلك يجب أن تكون الحكومة في المجتمع الإسلامي مأذونة من قبل اللَّه سبحانه ممضاة من جانبه، و إلّا كانت من حكم الطاغوت، الذي شجبه القرآن في أكثر من آية.

———————————————

آيت الله سبحانى، التوحيد و الشرك في القرآن الكريم – قم، چاپ: دوم، 1384 ش.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=5315