• امروز : چهارشنبه - 5 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Wednesday - 24 April - 2024
0

مذهب التفويض وتحريم

  • 14 ذو القعدة 1440 - 12:12
مذهب التفويض وتحريم

  إن الصحابة ومن عاصرهم تعاملوا مع ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف بحسب قواعد اللغة العربية، فكانوا يحملون ألفاظها على معانيها المجازية عندما توجد قرينة عقلية أو لفظية توجب ذلك، كما كانوا يرجعون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فيبين لهم معنى الآية والحديث الذي لا يعرفونه. وأنت عندما تلاحظ أسئلتهم للنبي (صلى الله عليه […]

 

إن الصحابة ومن عاصرهم تعاملوا مع ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف بحسب قواعد اللغة العربية، فكانوا يحملون ألفاظها على معانيها المجازية عندما توجد قرينة عقلية أو لفظية توجب ذلك، كما كانوا يرجعون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فيبين لهم معنى الآية والحديث الذي لا يعرفونه.

وأنت عندما تلاحظ أسئلتهم للنبي (صلى الله عليه وآله) عن معاني ألفاظه وكلامه وكذا أسئلتهم لمن هو أفهم منهم من الصحابة وهي أسئلة كثيرة جداً يظهر لك أن بعضها كان استيضاحاً طبيعياً للمفهوم أو الحكم الشرعي، وبعضها كان بسبب ميل السائل إلى تفسير كلام النبي بمعنى معين، وبعضها كان بسبب انخفاض مستواهم الذهني أو جهلهم باللغة.. إلخ.

أما بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فقد عين لهم من يرجعون إليه فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولكنهم لم يرجعوا إليهم من بعده! فطرأت على المسلمين مشكلات فكرية متعددة بسبب تعدد المراجع في نصوص القرآن والحديث، وكثرت الظنون والإحتمالات، وتضاربت التفاسير والأحاديث من هذا الصحابي وذاك، ثم من هذا التابعي وذاك، وما لبثت أن ظهرت تفاسير متناقضة لآيات الصفات، كما ظهرت أحاديث متناقضة منسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله)!

فاختار جماعة التأويل كما ذكرنا، وأفتى بعض علماء إخواننا بوجوب السكوت عن تفسيرها احتياطاً لدينهم وخوفاً من الخطأ في هذا الموضوع الخطير، وقالوا لمن يأخذ برأيهم من المسلمين: إقرؤوها كما هي ولا تفسروها، وفوضوا أمرها إلى الله تعالى.

وهذا هو معنى التفويض أو مذهب الإمتناع عن التفسير، الذي صار مذهباً رسمياً لكثير من المسلمين عندما راجت سوق التفاسير المتناقضة، وكثرت رواية الأحاديث المؤيدة لهذا التفسير وذاك.

وأقدم نص وجدته عن التفويض وتحريم التأويل ما رواه السيوطي عن الإمام مالك وسفيان بن عيينة.

قال في الدر المنثور: 3/91:

(وأخرج البيهقي عن عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى، كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه قال فأخرج الرجل!
وأخرج البيهقي عن أحمد بن أبي الحواري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه.

وأخرج البيهقي عن إسحق بن موسى قال سمعت ابن عيينة يقول: ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم).

وقال الذهبي في سيره: 8/466:

(قال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لوين قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه.

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألح عليه فقال: دعني أتنفس، فقلت: كيف حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحمل السماوات على إصبع، وحديث: إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمان، وحديث أن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق؟ فقال سفيان: هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف!).

وقال الذهبي في سيره: 10/505 عن القاسم بن سلام:

(أخبرنا أبو محمد بن علوان، أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، أخبرنا عبد المغيث بن زهير، حدثنا أحمد بن عبيد الله، حدثنا محمد بن علي العشاري، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني، أخبرنا محمد بن مخلد، أخبرنا العباس الدوري، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا وأين كان ربنا، فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل كيف يضحك وكيف وضع قدمه؟ قلنا: لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره). انتهى.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=26763

اخبار المتشابه