النخیل / طفل يكلم أباه وأمه اللذين انشغلا عنه بالجوال :
أبتاهُ مالكَ تعشقُ الجوالا
وأنا أعاني الصَّدَّ والإهمالا!
٠
لمّا أراهُ على يمينكَ دافئا ً
أجدُ امتهاني من ضلوعكَ سالا
٠
وإذا رأيتكَ عاكفا في خلوة ٍ
أدري بأنكَ تستفِز ُُّ غزالا
٠
وإذا رأيتكَ باسما مما ترى
أبكي وأكثِرُ ضجَّة ً وسعالا
٠
لكنَّ بالكَ في الحروف ِ مسافرٌ
وأنا هنالك أمضغُ الإذلالا
٠
أجري وأسقطُ دون وعي ٍ منكمُ
هذا لأني مثقلٌ أغلالا
٠
بالله كيف أحبكم يا مُهملي
وأنا أجوعُ محبة ً ودلالا
٠
أنا لست فيكمْ لقمة ً أو شربة ً
بالله كيف أواجهُ الأهوالا
٠
أبكي وأمسحُ دمعتي في وحدتي
فعلام لم تسألْ-ضناكَ- سؤالا
٠
إنّ الأبوّةَ رحمة ٌ ومودّة ٌ
تهَبُ الأمانَ وتزرعُ الآمالا
٠
أماهُ مالك ِ تعبثين َ بعيدة ً
هل جفَّ عطفٌ كان فيك ِ زلالا!
٠
هل تكتبين وتقرئين وحيدة ً !
أمْ في الخفاء ِ تغازلين رجالا!
٠
ولقد رضعتُ العطفَ منك ِ مُدَللا
واليوم أرضعُ جفوة ً وضلالا
٠
البيتُ قبْلَ –النتِّ- يَحكي جَنةُ ً
واليوم يَحْكي البؤسَ والأطلالا
٠
أتعبتموني في الطفولة ِ ويْحَكُمْ
والبغضُ عَششَ في الضلوع ِ وطالا
٠
لا ريبَ أني سوف أكبُرُ حاقدا ً
لا تعذلاني إنْ تركتُ حَلالا
٠
أنا ها هنا طفلٌ يتيمٌ يا أبي
وأراكما في ناظريَّ ظِلالا
٠
ما عدتُ أعرفُ دِفءَ كفك َ يا أبي
يا ليتني في بيتكم جوالا
**
للشاعر الكبير صبحي ياسين